من طالبات جامعيات بأكادير إلى بائعات هوى محترفات‎

putan

تشكل الدعارة أحد أشكال الانحراف إلى جانب أصناف أخرى منها، حيث يتطلع الكثيرون إلى كسب المال بأية وسيلة بغض النظر عن مشروعيتها أم لا. ويزكي التساهل الاجتماعي هذا الانحراف بشكل ضمني، بما أن وصول الفرد رجلا كان أم امرأة إلى المال، وتوفره على الثروة يكسبه مكانة لا ينازعه فيها أحد، فإذا كانت الدعارة قدرا على البعض اختارها كرها لا طوعا نتيجة للظروف الاجتماعية المزرية التي تمر منها المتعاطيات لمهنة وصفت بأقدم مهنة في تاريخ البشرية، فإن هناك نوع آخر من الشابات من اختارت طريق الجسد العاري، وهن الطالبات الجامعيات وخاصة بمدينة أكادير . وإيمانا منا، في القطع مع الطابوهات المقدسة، كان من الضروري تناول هذه الظاهرة، وإثارتنا لهذا الملف (دعارة الطالبات الجامعيات بأكادير)، ليس من باب الإستفزاز أو الإسترزاق، أو تبخيس جسد طالبات العلم وإلصاق العار بهم، وتشويه سمعة هذه الفئة، لكن لضرورات سنسعى إلى مقاربتها في حدود ما هو متاح من معطيات، وما عيناه بعين المكان، بغية إستجلاء الدوافع التي تزج بالطالبات في عوالم عرض الأجساد وتسويقها، وباثمان بخسة، لا تتعدى أحيانا فنجان قهوة، أو كوب عصير، أو ركوب سيارة فارهة، وكذا طرح بدائل تكون كفيلة بمسح بصمة العار الملصقة على جبين فضاءات التحصيل التي افتقدت للحرمة و دنست وغدت مواخير للجنس العابر لا أقل ولا أكثر لتضرب قيم العفة و الشرف و الحشمة و الوقار عرض الحائط ، و تسود في المقابل المظاهر اللا اخلاقية و السلوكات المشينة التي لا تمت للعلم بصلة.

استنكارات وإفادات صادمة

فلم يعود بإمكان أي شخص كيفما نوعه أن يمر من أمام الحرم الجامعي بحي الداخلة بأكادير دون أن يلفث إنتبهه سلوكات مشينة و مخلة بالحياء تقودها شبكة من بـائعـات الهوى تتاجرن في أعراض طالبات يتم استدراجهن في سوق النخاسة و الانحلال الخلقي لممارسة الدعارة.

وفي اتصالات عديدة مع المواطنين المحافظين على التربية الخلقية أكدوا لـنا أن دعارة الطالبات بأكادير تفشت بشكل يقلق الأسر ، ويـوجد بعض الأشخاص ذوي مراتب و مراكز اجتماعية حساسة ضمنهم من يتواجدون في مواقع المسؤولية ، إلى جانب رجال أعمال و أصحاب مقاهي و فنادق يسـاهمون بشكل كبير في توسيع وعاء هذه الظاهرة الدخيلة على المنطقة المعروفة بالحشمة والوقار.

وأمام غياب المراقبة الأمنية فان بعض المقاهي تحولت إلى أوكار حقيقية لممارسة البغاء وأصبحت الأجزاء العلوية لهذه الفضاءات وكرا لاصطياد الطالبات بعيدا عن أعين الناس خاصة في المقاهي المحادية لمحيط الجامعة بحي الداخلة والسلام وأضحت مكانا للمواعيد و اللقاءات الغرامية بين شبان وشابات يحملن معهن كتبهن الدراسية لإيهام اعين المتلصصين وإبعاد الشبهات عنهن و رجال شياب من بينهم متزوجون يستغلون هذه الفئة و يغرونهن بشتى الوسائل و الإمكانات لإشباع نزواتهم الجنسية فيسقطن ضحية لواقع اجتماعي مرير.. كما أن بعض النـادلين اصبحوا أيضـا وسطاء يتاجرون في الأعراض .

وتؤكد معطيـات تحصلنا عليها أن الدعارة بمحيط الحرم الجامعي في ازدياد ملحوظ بل وجدت أرضا خصبة للتجدر بالنظر إلى المعدلات المرتفعة للطالبات الوافدات كل سنة من مختلف الأعمار والشرائح،وبفعل الانحلال الخلقي والتفكك الأسري وانعدام المراقبة من قبل الآباء لبناتهن فقد تحولت بعض هاته الأماكن العمومية لمشاتل لتفريخ جيل ونوع جديد من العاهرات اللواتي يمارسن الفساد في الشقق وغالبا ما يكن تحت طلب ورحمة الوسيطات اللواتي يدرن شبكات خاصة لتلبية طلبات الزبائن الجنسيـة .
و أكد بعض المواطنين اللذين ألتقينهم أنه يتم إعداد حفلات الرقص الجماعي التي يديرها في الغالب فئة خاصة من العاهرات و مطلقـات لهن خبـرة في هذا المجـال ، داخل شقق مستأجرة تكون مكانا مناسبا للطالبات للإلقاء بهن بين أحضان ذئاب آدمية بعد أن يتذوقن الإدمان على المخدرات التي تبتدئ بلفافات الحشيش و بعدها تصبح الطالبة عبيدة للمخدر يسهل من خلاله التحكم في سلوكها من طرف شبكة .منظمة تتضمن عاهرات صاحبات سوابق وخبرة في الميدان…

جولة ليلية تؤثثها مشاهد جنسية

وللغوص أكثر في أغوار هذه الظاهرة الخطيرة التي أرخت بظلالها على الحرم الجامعي بأكادير قمنا بجولة ليلية تمشيطية عبر أنحاء الأحياء المجاورة لجامعة ابن زهر، حي الداخلة، حي السلام، حي الهدى، وساحة الود وكذا مختلف مناطق تمركز الطالبات، ولقاءاتنا العفوية مع شرائح من العامة وبعض المنتسبات لجامعة ابن زهر، استقينا عددا مهما من الآراء، والتي أكدت لنا وجود ظاهرة تسمى دعارة الطالبات، والكل أجمع على خطورة هذا الوباء الفتاك الذي أصاب طالبات جامعة إبن زهر ولطخ سمعة هذه الجامعة العريقة والتي أنجبت أطر وكفاأت مشهود لها فما أن يرخي الليل سدوله حتى تتحول الجنبات المحادية للجامعة إلى فضاء للباحثين و اللاهثين وراء طالبات زجت بهن ردهات الزمان إلى عرض أجسادهن الطرية لكل من يدفع دريهمات علها تطفئ لهيب همومهن اليومية وتنقدهن من تكاليف الحياة التي قال عنها الشاعر: سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولاً لا أبالك يسأمِ… فبين سندان قلة ذات اليد، ومطرقة تواضع قيمة المنح الجامعية ومتطلبات الحياة الدراسية.لا حل سوى البحث عن بديل آخر للإنعتاق فكان الحل هو اللجوء للبغاء للبقاء٠

الساعة تشير إلى التاسعة ليلا حركة دؤوبة وغير عادية بمحيط الحرم الجامعي بحي الداخلة شابات في مقتبل العمر هنا وهناك مثناثرات كحبات الخردل فمن هن من فضلن الإنزواء مع شاب أو شيخ خفية في أحد الأركان المظلمة المتاخمة لمحيط الجامعة يسترقون لحظات حميمية في صراع مع الزمان قبل أن يظهر متطفل يعكر صفو جوهم الحميمي؛ والبعض الآخر يجلس في الكراسي المصطافة بجانب الكلية في إنتظار ظهور صاحب سيارة فخمة لمرافقته لإحياء سمر ليلي تؤثثه الخمور والمخدرات والنرجيلة؛ هي إذن اللذة بنكهة العلم والمعرفة، حيث غدت سيارات من أفخم الماركات تجوب المكان ذهابا وإيابا وأخرى مركونة لاقتناص “صيد ثمين”، في منظر غدا يتكرر كلما أسدال الليل ستاره بل حتى في واضحة النهار حيث تعدى الأمر خارج أسوار جامعة إبن زهر ودخل الوباء الفتاك ليقتسم مقاعد المدراجات مع الطلبة. لقاءات ؛تبادل أرقام الهواتف، ثم الدعوى لشرب فنجان قهوة او عصير بأحد المقاهي بساحة “الود” أو “البراديس”، ليتحول اللقاء الى لقاء أشخاص وتبدأ المعرفة، وتتعدد الدعوات لعشاء فاخر، وقد يكون في ملهى ليلي حيث المشروبات الكحولية ..لتتحول براءة الطالبة التي جاءت من اجل العلم إلى ليالي حمراء والنهاية الوصول الى فراش الجنس وفقدان العذرية….والطريق أصبح سهلا لممارسة الدعارة. فمن المسؤؤل؟

غريب ما يحدث بمحيط جامعة أكادير في الوقت الذي كثرت فيه الشعارات والنداءات بإصلاح قطاع التعليم العالي الذي تراهن الدولة عليه في صنع كوادر تكون قادرة على الدفع بعجلة التنمية إلى الأمام ووضع سكة التقدم في مسارها الصحيح، لكن للأسف، فضاءات التحصيل هاته أصبحت متخصصة في تخريج طالبات يتفنن في كشف جغرافية أجسادهن ؛ والوقوف أمام أبواب المرافق الجامعية في انتظار استقبال إشارة الالتحاق بالفيلات المعدة للدعارة أو اختيار موديل من طوابير السيارات المركونة في لحظة ترصد الفرائس التي لا تقاوم الإغراء؛ لا يمكن مناقشة هذا الملف دون فتح قوس حالات من الحمل غير شرعي لهذه العلاقات العابرة و التي أكد لنا بعض الطلبة أن لائحة ليست بالقصيرة لطالبات وقعن في المحظور ليجدن الأجنة تتحرك في بطونهن بعد قضاء ليال حمراء ، هذا و خشية من ردود فعل المحيط و العائلة لا يجدن من حل إلا إسقاط الجنين و طي الملف حفاظا على شرف مزيف .
أكيد أنه لا يمكن تعميم واقع الدعارة بهذه الشاكلة التي يعيش على إيقاعها الحرم الجامعي بأكادير على جميع الطالبات ، بل لازالت العفيفات المحافظات و لو بحد أدنى . الدعارة لغز دفين بجامعة إبن زهر وكذا بالحي الجامعي التابع لها،لايعرف تفاصليه إلا القليل ممن عاشوا قصص طالبات قصدن مدينة أكادير للسعي وراء طلب العلم، فقادتهنالأقدار نحو جمع المال، ببيع لحمهن رخيصا للباحثين عن الشهوة والملذات الحرام.
طالبات بعضهن كن ضحايا أنفسهن وبعضهن كن ضحايا شبكات الدعارة، التي جعلت من الجامعة مقرا لها. الصدفة من قادتهن، في بعض الأحيان نحو طريق الدعارة بكل أصنافها وفي أحيان أخرى سعيهن لعيش حياة مترفة، جعلهن يخترن الطريق السهل.

طالبات علم في النهار وبائعات هوى في الليل

هذا هو حال الطالبات اللواتي اخترن الدعارة كوسيلة، للقفز الى مستوى اجتماعي غير الذي توفره لهن أسرهم وللاقتراب أكثر من هذه الظاهرة استقينا مجموعة من آراء الذين صدفنهم في بحثنا حول هذا الموضوع حيث صرحت لنا زينب وهو إسم مستعار” العديد من الطالبات من تمتهن العمل الجنسي بغية التمتع بمستوى عيش جيد تقول زينب طالبة تدرس بشعبة الفرنسية بأنها تعرف طالبة تدرس معها تربطها علاقة مع شخص موظف ومتزوج يدرس معها في نفس الشعبة لها علاقة به منذ سنتين، بحيث يحقق لها جميع متطلباتها المادية مقابل تحقيق رغباته الجنسية، وهو ما انعكس على مستوى عيش الطالبة، من خلال اللباس الفاخر الذي ترتديه والهاتف الذكي الذي تمتلكه، وهي المنحدرة من إحدى المناطق المعروفة بفقرها. أما فاطمة فكان لها رأي أكثر حدة حيث قالت: واش أعيباد الله لي جاية تقرا ومصفطينها والديها بلا ريال بلا جوج وكتشوف صحابتها ها المركات فاللباس والتيليفونات مابيتها تخرج مستحيل…وأضافت صديقة فاطمة والتي فضلت عدم الكشف عن هويتها أن هذا الصنف من الدعارة يشكل دخلا تابتا للطالبات يحقق لهن استقلالا ماليا يمكنهن من لباس أكثر أناقة، ومن التردد على المطاعم الفاخرة، ومن السفر داخل المغرب. هذا الصنف من العاملات الجنسيات لا يصنف نفسه أبدا في فئة “العاهرات” تضيف بحيث يعتبر أن العمل الجنسي مقابل مادي ما هو إلا ترف نفعي، ذلك أن الجنس في نظرهن ليس غاية في ذاته وإنما وسيلة لتحسين نمط العيش وتسلق السلم الاجتماعي، في انتظار الحصول على شهادة جامعية والعمل.

إدن هي شهادات تأكد ضعف المنظومة القيمية داخل المجتمع عامة و الفرد خاصة وهي واحدة من الأسباب التي فرخت ظاهرة الدعارة بجميع مستوياتها و أصنافها ، هكذا يبقى غياب الحد الأدنى من الوعي و هشاشة القيم التي يؤمن بها الفرد هي الدافع وراء الانحلال و التفسخ و الميوعة الغير محسوبة العواقب ناهيك عن المستوى الاجتماعي المتردي للطالبات القادمات من أوساط البؤس و العوز واللاتي لا يترددن في الانسياق و راء نزواتهن لغرض سد الحاجيات اليومية، كما لا يمكن تجاهل غياب الاجراأت التأديبية الصارمة من طرف الإدارات و المصالح المعنية بهذا القطاع. وهكذا يكون العمل الجنسي قد برز كظاهرة من خضم الحياة الجامعية كما ظهرت توجهات في مجالات العلم والسياسة والرياضة…

 

صوت سوس : أحمد الهلالي

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *