“الأظرفة السمينة” .. رؤساء يتبادلون الصفقات

تقارير سرية لأقسام الشؤون الداخلية للعمالات تفضح تلاعباتهم وملفات ساخنة بطنجة وسيدي سليمان والفقيه بن صالح وكلميم

توصل ولاة وعمال جهات وأقاليم بمعلومات وفرتها أقسام الشؤون الداخلية، بتقارير تفيد أن بعض رؤساء الجماعات الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف، يفوتون “صفقات العمر” إلى أصدقائهم ومقربين منهم، يقتسمون معهم أرباح المقاولات والشركات.

وكشفت المعلومات الواردة من جهة طنجة تطوان الحسيمة، أن قياديا حزبيا كان يتحمل مسؤولية بارزة، أنشأ أكثر من شركة في اسم مقربين منه، ظلوا يستحوذون، لسنوات، على جل صفقات المجلس الذي يرأسه، قبل أن يفتضح أمره من قبل من كان يقتسم معه “غنيمة الصفقات”، بعد نشوب خلافات قوية بينهما حول عائدات إحدى الصفقات “السمينة”، التي فاقت مليارا و600 مليون.

وفي إقليم الفقيه بن صالح، حقق قضاة من المجلس الأعلى للحسابات، أخيرا، في بعض الصفقات “المشبوهة” التي كشف عنها فريق المعارضة في المجلس الذي ترأسه شخصية سياسية معروفة، اشتهرت بتفويت جل الصفقات إلى مقربين سارعوا إلى إنشاء مقاولات وشركات، من أجل المشاركة ونيل حصة مهمة من “الوزيعة”.
وفتح قضاة مجلس إدريس جطو في جهة كلميم واد نون، علبة أسرار الصفقات، وكيف ظلت شركة مملوكة في اسم رئيس جماعة محسوب على حزب “يساري” معروف تسيطر على جل الصفقات، ولا من يحرك ساكنا، قبل أن تكشف الصراعات الخفية بين بعض الأعضاء الذين لم يعودوا يتوصلون بـ “الأظرفة السمينة”، عن خطورة ما يجري ويدور بخصوص طريقة فتح “المارشيات”، التي تخصص لها أغلفة مالية ضخمة.

وفي جهة الرباط سلا القنيطرة، وتحديدا في إقليم سيدي سليمان، يتبادل رئيسان معروفان توزيع الصفقات في ما بينهما، واحد منهما عضو بمجلس النواب، أنشأ شركة في اسم شقيقه، وشرع في غزو الصفقات بإقليم سيدي سليمان، بدعم من رجل سلطة لا يغادر إحدى المقاهي المملوكة لرئيس الجماعة المستفيد الكبير من هدايا الصفقات.
وينشئ رؤساء جماعات في العديد من المدن مقاولات وشركات، ويتبادلون مع زملائهم في جماعات أخرى، الصفقات، في حين يتم إقصاء شركات أخرى بطريقة ذكية من المشاركة، بتخطيط محكم وبارع من قبل بعض المهندسين ورؤساء أقسام، الذين يتحولون إلى رؤساء فعليين، يتحكمون في كل كبيرة وصغيرة.

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *