قضايا ومحاكم

شعرة كلب تفك لغز اختفاء طفل بأكادير

أبحاث أمن أكادير مكنت من الوصول إلى هوية الجاني وإفشال مخططات ابتزاز عائلة الضحية

عاش أمن أكادير عشرة أيام من البحث والتحقيق، بعدما تقدم أب يشتغل مهندسا بشكاية تفيد اختفاء طفله (تسع سنوات) في ظروف غامضة، أثناء توجهه إلى المدرسة، وهو الأمر الذي استدعى انتقال عناصر الأمن إلى حي إيليغ، أحد الأحياء الراقية بالمدينة، وانطلق البحث لفك لغز اختفاء محير، وبذلت الضابطة القضائية مجهودا مضاعفا، لكن الخبرات التقنية والعلمية كانت خيطا رفيعا في فضح المختطف، بعد اتصاله بوالد الطفل، لطلب الفدية.

التحق الأب بسيارته أمام المدرسة على الساعة الثانية عشرة زوالا، ليقل ابنه إلى المنزل، وانتظر طويلا، قبل أن تفاجئه إدارة المؤسسة التعليمية، أن ابنه غير موجود، وسجل في لائحة الغياب، فأصاب الشك الأب الذي ربط الاتصال بأم الطفل بالمنزل، فأكدت له توجهه في الصباح إلى المدرسة، إذ لم يستسغ الأمر في البداية، وقصد أرجاء الحي يسأل أصدقاءه والأطفال، قبل أن يتوجه إلى مصالح الأمن ويضع شكاية باختفاء طفله.

بداية التحقيق والبحث

باشرت الشرطة القضائية البحث في محيط الطفل المختطف، وأظهرت المعطيات الأولى أنه خرج من المنزل في الثامنة صباحا، متوجها إلى المدرسة، وأبرزت التحقيقات مع حارس الحي أن صاحب سيارة بيضاء مصحوبا بكلب أسود، كان يتجول في تلك الساعات بالشوارع، وبعد عملية مسح لكاميرات المنطقة، تم التأكد من وجود سيارة بيضاء، صباح الواقعة تجوب شوراع حي إيليغ بأكادير.

ومكنت مجموعة من الأبحاث والتحريات من تحديد مكان السيارة البيضاء، متوقفة بحي تالبرجت، قرب فضاء سينمائي، وتم العثور بداخلها على شعر كلب، وتمت معاينة السيارة، واستدعاء الشرطة العلمية والتقنية التي رفعت البصمات، وقامت بأخذ عينة لشعرة الكلب، وإرسالها إلى المختبر، لكشف هويته.

وبعد التمكن من معرفة جميع تفاصيل هذا الكلب، شنت العناصر الأمنية حملة أمنية واسعة بحثا عن كلب أسود من نوع “مالينوا”، ونجحت أحد الحواجز الأمنية وسط المدينة في إيقاف المشتبه فيه مرفوق بكلب أثناء ممارسته الرياضة، لكنه استطاع أن يفلت من الحاجز بذكائه، وأوهم أفراد الأمن أنه رجل أعمال معروف بالمدينة، وصاحب مطعم كبير للأسماك.

مكالمة تفك اللغز المحير

بعد مرور أسبوع من البحث في مختلف أحياء المدينة، جاء الفرج عن طريق مكالمة هاتفية من المختطف إلى والد الطفل، يطالبه بدفع مبلغ مالي حدده في 5 ملايين فدية، مقابل تحرير ابنه وإرجاعه إليه سالما، ورغم أن المختطف حذر والد الطفل من إخبار مصالح الأمن، إلا أن حرقة الأب دفعته إلى إشعار مسؤولي مفوضية الأمن، إذ جرى التنسيق بين مسؤولي الأمن والنيابة العامة، فتم رصد المكالمات الهاتفية التي كان يجريها المختطف مع والد الطفل، للتفاوض معه وحثه على دفع الفدية، حيث اقترح المختطف سحب المبلغ من وكالة بنكية، ليتخوف في آخر لحظة من انكشاف أمره بعد الإدلاء ببطاقته الوطنية، ليأمر الأب بتسليمه المبلغ خارج المدينة.

وبينما استمر المختطف في التفاوض مع والد الطفل لحثه على دفع الفدية بأحد المقاهي بسيدي بيبي إقليم اشتوكة أيت باها، تابعت مصالح الأمن والشرطة التقنية والعلمية، عملية ترصد المكالمات بينهما، حيث تبين أن المختطف يقطن بحي إحشاش وسط أكادير. وقامت عناصر الشرطة القضائية بالانتقال إلى المنزل المذكور في اليوم العاشر من اختفاء الطفل، إذ وجد الضحية محتجزا داخل غرفة على سطح المسكن، ومعه ذلك الكلب، الذي كان يحرسه، ودلت تصريحاته في ما بعد لدى إيقافه، أنه كان يستعمل الكلب لتهديد الطفل ومنعه من الصراخ أو التفكير في الهرب.

وتم عرض الضحية على طبيب للتأكد من سلامته الجسدية، في الوقت الذي كشفت المعطيات الأولية أن المختطف من ذوي السوابق، بعد أن قام بسرقة داخل أحد كازينوهات أكادير، وأن عليه ديونا، دفعته إلى التفكير في اختطاف أحد الأبناء من الأحياء الراقية للحصول على مبالغ مالية، لتسديد الديون، فاهتدى إلى عملية الاختطاف وطلب فدية.

الــحــــــكــــم

مكن التحقيق المفصل مع المتهم من اعترافه بقيامه بجريمة الاختطاف والاحتجاز وطلب الفدية، وبعد الاستماع إليه توفرت لدى قاضي التحقيق دلائل كافية على قيام أركان الجريمة. واعترف المتهم جملة وتفصيلا بالتهم الموجهة إليه، وقال إنه كان تحت تأثير الأزمة المادية والديون، وقرر اختطاف طفل، وتم التأكد لديه أن الأفعال الإجرامية ثابتة في حقه، وقررت هيأة الحكم بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بأكادير إدانة المختطف ب10 سنوات سجنا نافذا.

الصباح –

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى