واقعة معرض الكتاب ليست خلافا فكريا بل معركة شهرة…

إبراهيم أفروخ

النخبة المثقفة التي تعارض بصوت عال زيارة الفنان المصري محمد رمضان للمعرض الدولي للكتاب، بالرباط، هي نفس النخبة التي مارست وتمارس بحياد الصمت والصمت الآخر في الكثير من القضايا الثقافية والاجتماعية والسياسية، وخلال العديد من المحطات الفكرية، التي كان يُنتظر منها الحديث والمساهمة في النقاش .

هؤلاء لم يقرأ لهم أحد موقف مكتوب ولم يسمع لهم صوت ولم ترى لهم صورة، حتى أن السنوات الخمسة الماضية والقادمة كما يعرف هؤلاء المثقفين تخضع لسيطرة المشاهير .

وهنا الانتقاد يأتي ليس حِماية للكتاب أو القراءة، بل خوفا على سرقة شهرة المعرض، التي خطفها فنان مشهور قبل أن يدخل أروقة هذا المعرض، وهو مرفوق بأحد صُناع القرار وزير الثقافة والشباب والتواصل بحكومة يعرف الجميع أن الشهرة هدف من أهدافها الرئيسية، وبالتالي لن نتفاجأ من تحقيقها ذلك حتى لو كان الأمر على حساب حروف الكتابة وألسنة القراءة، فتصنيف المغرب المتدني بين الدول في التعليم خير دليل، وصمت النخبة عن هذا لم يكن أيضا مفاجأة، لأن صمتا بشعا سبقه إبان توقفت الدراسة في المغرب لثلاثة أشهر بسبب إضراب عام للمعلمين.

وتأكيدا على أن ما جرى خلال معرض الكتاب بالرباط لم يكن خلافا فكريا بل معركة شهرة، هو ما تعرض له الكاتب الروائي أسامة المسلم من معارضة، رغم أنه كان الهدف الأول والأخير لغالبية زوار المعرض، حتى أن هناك تدافع وإغماءات وقعت وبكاء معجبين تناقلت وسائل إعلام وطنية ودولية حالتهم الهستيرية التي وصلت ببعضهم درجة العناق وتقبيل الأيدي.

بعيدا عن الاساس الذي تأسس من أجله المعرض الدولي للنشر والكتاب، والمفروض فيه أن يكون معرضا للتلاقح المعرفي والإبداع والفكري وترويج القيم الإنسانية النبيلة والافكار النيرة والتشجيع على القراءة والكتابة وتكريم الكتاب والمفكرين وتنظيم الندوات الفكرية وتوقيع الإصدارات الجديدة، ومناقشة تحديات دور النشر في ظل الذكاء الإصطناعي.

فمن حق الوزير إستغلال الحدث لصالح المشروع السياحي الحكومي، ومن حق الروائي السعودي أسامة المسلم الشهرة داخل المعرض ومن حق الفنان المصري محمد رمضان خطف الأنظار خارج المعرض ومن حق النخبة الاستمرار في الصمت ومن حقنا الدعاء بالرحمة للراحل المهدي المنجرة…

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *