استئجار “الديباناج” لسرقة السيارات!

تفكيك عصابة تستعين بعربات الإغاثة لتسهيل عملياتها والتمويه على الضحايا والمصالح الأمنية

أطاحت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي حد السوالم، التابع لسرية برشيد، أخيرا، بعصابة خطيرة، مختصة في السطو على السيارات بطريقة هوليودية، تتمثل في الاستعانة بسيارات الإغاثة “ديباناج”، للتمويه على الضحايا والمصالح الأمنية.

وحسب مصادر “الصباح”، فإن الأسلوب الاحترافي المعتمد، من قبل أفراد العصابة، التي تتكون من ثلاثة أشخاص، في اكتراء سيارات الإغاثة “ديباناج”، يتمثل في القيام بعملية جر السيارة المستهدفة، ومن ثم سحبها وإيصالها إلى المكان المخصص لتخبئتها، قبل إعادة تصريفها بطرق متعددة، إما بالتزوير أو تفكيكها.

وأضافت المصادر ذاتها، أن العصابة التي يتحدر أفرادها من سيدي بنور إقليم الجديدة، اختارت تنفيذ مخطط القدوم إلى البئر الجديد من أجل استئجار عربة “ديباناج”، للاستعمال المهني، بادعاء تخصيصها لخدمات الإغاثة، وهي الحيلة التي انطلت على صاحبها الذي سلمهم إياها مقابل إيجار يومي.

وأوردت مصادر متطابقة، أن العصابة التي تتراوح أعمار أفرادها ما بين 26 سنة و36، استغلت عربة الجر للتمويه بأن الأمر يتعلق بخدمات حيوية مقدمة للسائقين، الذين تعرضت سياراتهم لعطب أو حادثة سير أو إيهام الضحايا بأن سياراتهم تم قطرها نحو المحجز البلدي، بسبب ارتكاب مخالفة مرورية، وهي الخطة التي مكنتها من تسهيل عملياتها الإجرامية قبل الاختفاء إلى وجهة مجهولة، خاصة أن منفذي السرقة يستهدفون المناطق التي لا يتحدرون منها.

وتم تفكيك العصابة الإجرامية وإيقاف اثنين من أفرادها، في انتظار اعتقال زعيمها الذي فر إلى وجهة مجهولة أثناء محاصرة مساعديه، إثر إحباط إحدى عملياتها بحد السوالم، بعد ضبط المشتبه فيهم في حالة تلبس بتنفيذ عملية السطو على سيارة بجرها بواسطة عربة “الإغاثة”.

وافتضحت أنشطة عصابة “الديباناج”، نتيجة فطنة أحد الضحايا، الذي أثار انتباهه نقل سيارته بواسطة عربة الإغاثة، ما دفعه إلى ملاحقة سائقها وتوقيفه لاستفساره عن دواعي قطرها، خاصة أنه كان يركنها أمام منزله وفي وضعية قانونية، الأمر الذي دفع السائق للإدلاء ببطاقة رمادية مزورة تحمل المعطيات نفسها للسيارة المسروقة، وادعاء أنها تعود لشخص طلب خدمة نقلها لإصلاح عطب ما، وهو الإجراء الذي لم يقنع الضحية الذي واصل مطالبته باسترجاع سيارته.

وللتخلص من الضحية وتفادي افتضاح جرائم سرقة السيارات، لجأ السائق إلى رش مسحوق “النفحة” على وجه صاحب السيارة المسروقة والشروع في محاولة الفرار، إلا أن الضحية أطلق صيحات الاستغاثة بعد إصابته في عينيه، متهما سائق عربة الجر ومساعده بمحاولة الفرار، بعد تنفيذ عملية السطو على عربته.

وتفاعل السكان والمارة مع صراخ الضحية، ليهبوا إلى محاصرة سيارة “الديباناج”، ما أجبر زعيمها على الفرار على متن سيارته الخاصة التي كانت تلاحق مساعديه، تجنبا لافتضاح أمره، تاركا شريكيه في ورطة بعد محاصرتهما، من قبل جموع المواطنين الذين شلوا حركتهما، في انتظار وصول عناصر الدرك الملكي.

وبمجرد توصلها بإشعار حول الواقعة، استنفرت مصالح الدرك الملكي بالمركز الترابي حد السوالم مختلف عناصرها، إذ تحت إشراف قائد المركز بالنيابة وقائد سرية برشيد، تم التدخل بسرعة لاعتقال المشتبه فيهما، قبل أن يتم اقتيادهما للتحقيق معهما حول أفعالهما الإجرامية الخطيرة.

وتقرر الاحتفاظ بالموقوفين تحت تدابير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث القضائي، الذي تشرف عليه النيابة العامة، لتفكيك خيوط هذه العصابة الإجرامية، بالكشف عن هوية جميع أفرادها، من منفذين ومقتني المسروقات المتاجرين فيها، بينما تتواصل الأبحاث لإيقاف زعيمها في أقرب وقت.

الصباح –

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *