سعيد أهمان
في عيد المدرّس العالمي، ما تزال لحظات نابضة أتذكّرها بتفاصيلها في حياتي الدراسية والمدرسية والجامعية مع كل أستاذة وأستاذ، ربّى ونصح وعلّم وأطّر وواكب ووجّه ونصح وقوّم وقيّم وقسى علي أحيانا عن قصد أو من دونه، فكان المربّي والنّاصح والمعلّم والمواكب والموجّه والمقوّم..فجزى الله عنّي خيرا ما هو أهله ملء السّماوات والأرضين، منهم من قضى نحبه ومنهم ينتظر، فكانوا لأشرف مهنة، تحمل رسالة التربية والتعليم، مخلصين بجوارحهم وعقولهم وقلوبهم.
لهم منّي أصدق التّقدير ووافر المحبّة، نقشوا في الصّغر ما بنيناه من أجل الكبر، أخلصوا وتفانوا، فتحقّقت الكثير من طموحاتنا، تعلما وأخلاقا وخلقا، أضاءوا الطّريق وزرعوا بذور المعرفة، ووضعوا لبنات في نهضة بلدهم، رغم كل الإكراهات والصّعوبات والظّروف.
اشتغلنا معهم وإلى جانبهم في مسارنا المهني، فواصلوا إخلاصهم، وواصلوا حرقتهم على مهنة لم ينصفها المجتمع، رغم كلّ المطبّات والمتاريس، التي وضعت أمامهم عن قصد أو غير قصد، فصاروا مخلصين لها، لم يراكموا من أجلها مالا ولاعقارا ولا ريعا، بل راكموا رأسمال رسالة التربية أولا قبل رسالة التعليم.
لهم منّي كلّ المحبة والتقدير، من الإبتدائي إلى الإعدادي والثانوي والجامعي، في محطّات منظّمة ومنتظمة..لن نوفّيهم حقّهم من الجزاء والعطاء.
مقابل ذلك، دعواتنا لكل من يمارس هاته المهنة النّبيلة الشّريفة العفيفة أن يلهمه مراشد الأمور، حتى يكرّس جهده ووقته وطاقته من أجل رسالة التربية والتعليم، لا التلقين، أو البحث عن الريح بتفرغ زائل، أو إلحاق مزيّف، أو تشبيح ممنهج، أو تكليف سنوي ملغوم، أو تخفيف ساعات، أو شراء منصب أو موقع بآليات معيفة صارت بذكرها الرّكبان، أو تهافت وتسابق على منصب، بواسطة تعدّدت أشكالها وزاد محتضنوها ورعاتها لمراكمة فتات والتّهرّب من أداء الواجب، في مهنة ما تزال تبحث عن مجتمع ينصفها ويقوّي عضدها بأبناءها قبل غيرها.
كلّ عام وأنتم بخير، ودام عطاؤكم المستمر نورًا يهدي الأجيال نحو مستقبل أفضل لرسالة التّربية والتّعليم أوّلا وأخيرا.
محبّتي التي لا تشيخ.