حقائق 24
لم تتوار الهواجس البيئية لأبناء عاصمة سوس إلى الوراء أبدا، فلا يوم يمر دون أن تطالعنا بؤر التلوث بجديدها الذي يحز في النفوس و يسائل مسؤولي الإقليم عن الأدوار التي يلزم أن يطلعوا بها لصد هذا الأذى الصامت.
سردية الحرب على بؤر التلوث في أكادير سردية طويلة ومؤلمة، وما إن تشرق في الأفق بارقة أمل حتى تنبعث بؤرة جديدة تحيل ذلك الأمل إلى مزيج من التوجس والتشاؤم لدى المتتبعين وعموم الساكنة.
بؤرة اليوم نرصدها من منطقة أنزا حيث يباشر التلوث الجوي نشاطه حرا طليقا منبعثا بكثافة من مداخن وحدة شهيرة على المستوى الوطني متخصصة في صناعة زيوت المائدة وزيت الزيتون.
و لا أحد يعلم هل على مدار الساعة أم لوقت محدد تواصل هذه المداخن ضخ سمومها في سماء أكادير، و لا أي نوع من السموم تطرحها و لا أدنى معلومة عن مدى تأثير هذا الخطر البيئي الماحق، على محيط المعمل القريب أو حتى البعيد.
كل ما يظهر هو مداخن تشمخ في عنان السماء و ترسم بدخانها الأسود مزيدا من التخوفات، فيما انتظارات الساكنة لمباردة قوية من المسؤولين لردع القيمين على المعمل الضالع في إنتاج التلوث، لا تحظى و لو بالتفاتة لجبر الخواطر حتى.
ما أشبه اليوم بالبارحة، ففي أواخر 2023 تفجرت إزاء لامبالاة نفس المعمل فضيحة بيئية غير مسبوقة حين اكتشف سكان الجوار أن المصنع يلقي بنفاياته مباشرة إلى البحر.
حينها أرغمت تلك النفايات و روائحها الكريهة عددا من السياح المولعين بركوب الأمواج على توقيف نشاطهم.
و سجل السياح احتجاجهم بشكل حضاري رافعين لافتة تدبروا إعدادها تلقائيا مما توفر لديهم من ورق، و طالبوا بوقف تلويث الشاطئ.
فأين هي الشرطة البيئية يا دار “الولاية” ؟.