كشفت مجلة فوربس العالمية، المتخصصة في تقدير ثروات الأغنياء، في تقرير حديث صادر عنها عن دخول رجل الأعمال السوسي عزيز أخنوش نادي الكبار لأول مرة في مشواره.
الترتيب الجديد للمجلة وضع أخنوش في الرتبة الثالثة وطنيا، بثروة قدرها 1.4 مليار دولار، خلف كل من إمبراطور عالم المال عثمان بنجلون 2.8 مليار دولار، ورجل الأعمال المعروف ميلود الشعبي 1.9 مليار دولار، متفوقا بذلك على ملك العقار أنس الصفريوي الذي تقدر ثروته ب 1.3 مليار دولار، وكذا زميله في الحكومة مولاي حفيظ العلمي صاحب 500 مليون دولار.
التقرير جعل أيضا أخنوش ضمن قائمة العشرين شخصية الأولى من حيث الغنى في إفريقيا. في هذه المتابعة، تحاول حقائق مغربية أن تنبش ولو قليلا في العوالم المضمرة في حياة أخنوش والمعلنة، علها تستطيع رسم صورة ولو تقريبية للعوامل التي ساعدت أخنوش في اقتحام نادي الأغنيا.
عزيز أخنوش: محطات مؤثرة
ولد عزيز أخنوش سنة 1961 بتافراوت، وهي المنطقة التي يشغل عضوا بمجلسها البلدي منذ سنة 2003 التي شغل فيها أيضا مهمة رئيس المجلس الجهوي لسوس ماسة درعة حتى سنة 2007، التي عين فيها وزيرا للفلاحة والصيد البحري بحكومة عباس الفاسي، وهو المنصب الذي استمر في تقلده مع مجيء حكومة بنكيران، حيث قدم استقالته من البرلمان بعد أن فاز بمقعد برلماني عن دائرة تيزنيت خلال استحقاقات 2011. يسجل له المغاربة بفخر تنازله عن راتبه الشهري وتعويضاته والسكن الوظيفي والسيارة المهنية كوزير، بالرغم من أنه أعاد الحياة إلى وزارة الفلاحة والصيد البحري من خلال مشاريع عملاقة كمخطط المغرب الأخضر ومخطط أليوتس للصيد البحري.
حصل أخنوش على شهادة في التسيير الإداري بجامعة شيبروك الكندية سنة 1986، عاد إلى المغرب ليتولى بعدها رئاسة العملاق الاقتصادي لعائلته مجموعة أكوا التي تضم أكثر من خمسين شركة.
ويرأس أخنوش جمعية التسامح وهو أيضا عضو بمكتب الاتحاد العام لمقاولات المغرب ومتصرف بالبنك المغربي للتجارة الخارجية ومتصرف بمؤسسة “أكاديميا” وعضو مجلس إدارة بنك المغرب، وهو كذلك عضو في هيئة تقييم الخوصصة، كما سبق له أن عينه عضوا بمجموعة التفكير لدى جلالة المغفور له الحسن الثاني حتى سنة 1999، وبمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وعضو متصرف بمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء. كما تولى في وقت سابق أيضا رئاسة تجمع النفطيين المغاربة.
أحمد أولحاج: أصل النجاح
إن النجاح الباهر الذي استطاع عزيز أخنوش أن يحققه في مجال المال والأعمال لم يكن في الواقع وليد الصدفة، بل إن المثل القائل ” ذلك الشبل من ذلك الأسد ” لم يكن مثلا أطلقه الأولون على عواهنه دون أن تكون له أية معاني ودلالات.
إذ لا يجادل أحد في أن الأساس الأول للثروة التي راكمها ابن منطقة تافراوت يرجع فيه الفضل إلى أبيه أحمد أولحاج أخنوش، هذا العلم الشامخ من أعلام رجال الأعمال في مغرب ما بعد الاستقلال، استطاع أن ينتقل من بلدته الصغيرة ” أكرض أوضاض ” ضواحي تافراوت إلى مدينة الدار البيضاء التي افتتح فيها سنة 1932 ولأول مرة محلا خاصا ببيع المواد البترولية بالتقسيط، أي باللتر وذلك بعد شرائه من شركات أجنبية، فتمر الأيام والليالي وتنمو معها دكاكينه البترولية، التي أسعفه مردودها الهام في العودة إلى الجنوب من أجل تأسيس مصنع للرخام الفاخر.
غير أن مستجدا سيحل به وسيغير تماما مجرى حياته، والأمر هنا يتعلق باعتقاله من طرف سلطات الحماية بدعوى ” تورطه ” في دعم المقاومة، وتم بذلك تدمير مصنع الرخام الذي يملكه.
إلا أن الروح العصامية وقيم التحدي التي كان يتمتع بها أخنوش الأب ستجعله يعيد الكرة مرة أخرى، من خلال تأسيس شركة أفريقيا سنة 1959 والتي بدأت في استيراد البترول من الاتحاد السوفياتي آنذاك، رغم أنه لم يجد غير مخلفات القواعد العسكرية الأمريكية ليجعلها بمثابة خزانات بدائية لمستورداته.
استفاد أخنوش الأب أيضا من الأزمة الخانقة التي مر بها المغرب سنة 1974 في ما يتعلق بالمواد البترولية بسبب تداعيات الوضعية الدولية حينذاك، حيث استدعاه القصر الملكي ليطلب منه تزويد مختلف مرافق الدولة بما لديه من مخزون للبترول، وهو ما استجاب له أحمد أولحاج الذي لم تمنعه طموحاته التجارية في تغليب كفة المصلحة العامة، وهو ما سيتأكد حين قام بتمويل المسيرة الخضراء بالغاز مجانا.
أحمد أولحاج آمن أيضا أن الفاعل الاقتصادي لا بد له من مظلة سياسية تحميه وتدافع عن مصالحه، واعتبارا لما شكلته له ولمشروعه الاقتصادي النخب الفاسية التي تحتمي بحزب الاستقلال من خطر محدق، وبعدما أحس بعد تجربة مهمة أن حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية لم يكن بتلك المطامح التي يترجاها، عقد العزم على تشكيل أول حزب سياسي تكون نواته الصلبة من التجار والفاعلين الاقتصاديين المنحدرين من منطقة سوس، وهو ما تأتى له حين أسس الحزب الحر التقدمي سنة 1974 رفقة كل من الناجم أبعقيل ومولاي العربي وماء العينين العبادلة من قرية كردوس ضواحي تافراوت ومحمد القاصيدي وأحمد لهنا ومبارك الحافيظي وعبد الرحمان تكزيرين ومولاي مسعود أكزال والحسين أضراب وإبراهيم شرف الدين.
وأسس له ذراعا إعلاميا تشكل أساسا من جريدة أطلق عليها إسم جريدة ” العدالة “، حيث أكد البيان التأسيسي لحزب أخنوش الأب على الدفاع عن الليبرالية وإعطاء الأولوية لتشجيع المبادرة الخاصة في المجال الاقتصادي.
واكريم: العائلة والشراكة
جمال واكريم وعلي واكريم هما اليوم اسمان يعنيان الكثير بالنسبة لعزيز أخنوش، فهما أولا وقبل كل شيء أبناء عمته، وفي المقام الثاني شركاء له في مجموعة ” أكوا ” التي تنحى أخنوش عن رئاسة مجلس إدارتها لعلي واكريم بعد استوزاره وثقل المسؤوليات التي بات يتحملها.
الشراكة بين أبناء هذا العائلة المنحدرة من منطقة تافراوت لم تكن وليدة شهر مارس سنة 2002، التي تحول فيها الاسم التجاري للمجموعة من مجموعة أفريقيا إلى مجموعة أكوا، بل تعود إلى سنة 1959 تاريخ دخول كل من أحمد أولحاج أخنوش رفقة زوج أخته أحمد واكريم في شراكة تمخض عنها تأسيس الشركة المغربية لتوزيع المحروقات أفريقيا.
غير أن العودة إلى سنة 2002 لديه أيضا أهمية كبرى في هذا الصدد، خصوصا فيما يتعلق بالتسمية الجديدة للمجموعة، والتي تتكون من شطرين، يحيل الشطر الأول منهما إلى الحرفين الأولين للإسم اللاتيني لعائلة أخنوش فيما يحيل الشطر الثاني إلى الحرفين الأولين للاسم العائلي لعائلة واكريم.
هي شراكة عائلية إذن، تولى بموجبها عزيز أخنوش قبل كثرة انشغالاته السياسية مسؤولية الرئيس المدير العام للمجموعة، فيما تولى علي واكريم نيابة الرئيس والإدارة العامة لشركة أفريقيا قبل أن تؤول إليه الرئاسة كلها، فيما آلت مهمة المدير العام المركزي لشقيقه جمال واكريم.
القرابة: طريق من طرق النجاح
يذهب كثير من علماء الاجتماع والباحثين في خبايا الشأن الاقتصادي بالمغرب، إلى أن القرابة والمصاهرة كوجه من أوجه هذه القرابة على وجه التحديد، تعتبر عاملا مركزيا في صناعة النخب الاقتصادية ببلادنا. مما يجعل معه طرح السؤال حول إمكانية استفادة عزيز أخنوش من عامل القرابة في تنمية مشاريعه الاستثمارية أمرا مشروعا.
المعلومات المتوفرة في هذا الجانب وإن على شحها تؤكد أن عزيز أخنوش يحضى بشبكة من العلاقات القرابية ذات أهمية كبرى، فهو ابن رقية عبد العالي، شقيقة عبد الرحمان بن عبد العالي، أول وزير للأشغال العمومية في حكومة عبد الله إبراهيم في نهاية خمسينيات القرن الماضي، وهذا الخال هو زوج عائشة الغزاوي، ابنة محمد الغزاوي، أول مدير عام للأمن الوطني ومدير الفوسفاط والسفير السابق للمملكة في عدة دول، إضافة إلى أنه كان صديقا حميما للسلطان محمد الخامس.
أما عائشة الغزاوي، زوجة خاله مرة أخرى، فهي أم مليكة، زوجة الأمير مولاي هشام، ابن عم الملك محمد السادس. أي أن زوجة الأمير مولاي هشام هي ابنة خال عزيز أخنوش، وهو ما يعني ببساطة أن عزيز أخنوش هو نتاج مصاهرة جمعت والده أحمد أولحاج السوسي بوالدته رقية بن عبد العالي السلاوية.
الباحث السوسيولوجي المغربي الدكتور عبد الرحيم العطري يرى في هذا الباب أن المصاهرة تلعب أدوارا خطيرة في المجتمع، فالانحدار أو التسلل للعائلات الراقية و الانخراط في ما سماه الكاتب بعش الدبابير يساهم في صنع مستقبل الشخص، كما أن الأمر ليس صدفة أو مفتوحا لكل من هب و دب، بل للعملية معايير معينة تندرج في إطار ثالوث مقدس حددها صاحب كتاب ” صناعة النخبة بالمغرب ” في العطاء والأخذ والاسترداد أو تبادل المصالح بشكل عام، والحالة بالنسبة لعزيز أخنوش تتعلق بالأجندة التي كانت تحكم آنذاك مهندسي الحركة الوطنية والتي تعتمد أساسا المصاهرة بين القبائل لبناء مغرب جديد عماده الاختلاط العائلي.
سلوى الإدريسي: وراء كل رجل عظيم إمرأة
هل يصح المثل القائل أن وراء كل رجل عظيم إمرأة؟ الجواب في الحالة التي تتعلق بنجاح عزيز أخنوش قد يكون بالإيجاب، ولم لا إذا كان الأمر يتعلق أصلا بامرأة ناجحة بدورها في ريادة سوق المال والأعمال بالمغرب.
إنها سلوى الإدريسي، حفيدة رجل الأعمال السوسي الحاج أحمد بلفقيه المشهور بالحاج أحمد الفكة، والذي كون ثروته الكبيرة في مجال تجارة الشاي، وبالتحديد ذات العلامة التجارية سلطان بشراكة مع رجل الأعمال حسن الراجي.
فبعد تخرجها من المدرسة العليا للتسيير بالدار البيضاء وفي محفظتها دبلوم التجارة الخارجية، ولجت سوق الأعمال الذي لم يكن عنها بغريب، إلا أن شهرتها سوف تترسخ في هذه السوق منذ تأسيسها لمجموعة أكسال المتخصصة في متاجر الماركات العالمية للملابس و الأزياء، حتى أن أسماء العديد من الماركات العالمية في المغرب قد ارتبطت بإسمها من قبيل زارا وزارا هوم ودولتي ماسيمو ولاسينزا، كما تعمل مجموعتها أيضا في مجال العقار، الشيء الذي جعلها تحضى بثقة مجموعات دولية مرموقة ومنها “أنديتيكس” و”جاليري لافييت”. لتتوج مسارها المهني بامتلاك أكبر مركز تجاري رفيع بإفريقيا والعالم العربي وهو مركز موروكو مول.
أكوا: العملاق الاقتصادي
لقد تمكن عزيز أخنوش من اقتحام نادي الأغنياء الأفارقة بفضل مجموعته الاقتصادية العملاقة أكوا، وهي مجموعة تشتغل في العديد من القطاعات التي يأتي قطاع الغاز والمواد البترولية على رأسها.
ففي مجال المواد البترولية تتوفر المجموعة على الشركة الأصلية وهي الشركة المغربية لتوزيع المحروقات التي تتوفر بدورها على أكثر من 420 محطة للتوزيع كما تتوفر على قدرة تخزينية تقدر بحوالي 470 ألف متر مكعب، أما فرع أفريليب فهو متخصص في زيوت المحركات ومواد التشحيم والتي يسوق منها نوعين أساسيين وهما زيوت أفريقيا وزيوت تيكساكو، حيث يمتلك هذا الفرع وحدتين لانتاج زيوت المحركات بكل من البيضاء والمحمدية ووحدة لمواد التشحيم بالبيضاء ومختبرين في المدينتين نفسهما وخمسة مخازن موزعة على التراب الوطني، مما جعل طاقتها الانتاجية تصل إلى حوالي 40 ألف طن في السنة. فيما فرع أوطو سبيدي الذي تملك المجموعة بشأنه حوالي 12 مركزا بالمغرب فيختص في الإصلاح السريع لجميع وسائل النقل.
فيما تختص شركة ريزوروت في تسيير مؤسسات تابعة للمجموعة من قبيل محلات ميني ابراهيم ومطاعم وازيس كافي ونقط التشحيم، كما تتخصص شركة التخزين بالجرف الأصفر بتسيير مخزن للهيدروكاربورات السائلة، إضافة إلى شركتي بيترولوغ وبيتروسيد اللتين تتخصصان في استيراد وتخزين المواد النفطية.
في حين أن القطب الخاص بالغاز يشتغل في التوزيع والتخزين وصناعة القنينات كما يعمل على توزيع عدة أنواع من الغاز الموجه للاستعمال المنزلي أي غاز البوتان، من قبيل أفريقيا غاز وتيسير غاز وناسيونال غاز وإيلترا غاز وكومبيغاز.
في مجال التصنيع الكيماوي تمتلك مجموعة أكوا شركة مغرب أوكسجين، المتخصصة في إنتاج الأوكسجين والأزوت أو النيتروجين والأسيتيلين والغاز الكاربوني والهيدروجين وأكسيد النتروجين.
أما فيما يتعلق بالخدمات الفندقية فقد وقعت أكوا على اتفاقية مع مجموعة أكور الفرنسية المتخصصة في المجال الفندقي لتنمية سلسلة فنادق إبيس مسافر من خلال تشكيل وحدات مندمجة تتوفر على الفنادق المذكورة وعلى محطات أفريقيا أيضا وذلك بالمحاور الطرقية للمدن الكبرى.
في الجانب الفندقي أيضا، ارتبطت مجموعة أكوا باتفاقية شراكة مع الشركة المغربية للهندسة السياحية المعروفة اختصارا باسم ” سميت” ومع صندوق الإيداع والتدبير في إطار رؤية 2020 التي تستهدف التنمية السياحية بجهات المغرب، أما موضوع الشراكة فيتعلق بتجديد قصبات الجنوب من أجل تشكيل مؤسسات سياحية تراعي خصوصية الهندسة المعمارية المغربية الأصيلة.
التوسع في القطاع الفندقي لمجموعة أكوا لم يتوقف عن هذا الحد، بل امتد أيضا إلى الانخراط في المشروع السياحي الكبير الذي ترتقبه منطقة أكادير ألا وهو المحطة السياحية لتغازوت، وذلك في إطار توليفة تتشكل من مجموعة من الفاعلين في هذا القطاع وعلى رأسهم صندوق الإيداع والتدبير وأليانس.
استثمرت المجموعة أيضا في مجال الصحافة والنشر، وذلك من خلال شركة كاغاكتيغ ميديا التي تصدر مجلات من قبيل نساء المغرب ونساء من المغرب ومنازل المغرب ونجمة والحياة الاقتصادية وبريد الأطلس وهي مجلات يصدر بعضها بالعربية والبعض الآخر بالفرنسية.
القطاع العقاري كان دائما في طليعة اهتمامات مجموعة أكوا منذ زمن مؤسسها الحاج أحمد أخنوش، الذي كان يمتلك مقلعا للرخام الموجه للبناء وللفنادق الراقية، وبين سنتي 1950 و1990 أنشأت المجموعة تجزئات سكنية بالعديد من المدن المغربية، ومنها إنشاء مجموعة من الأحياء الجديدة بمدينة الدار البيضاء كحي أفريقيا وحي الرحمة. هذا بالإضافة إلى مشاريخ أخرى تتعلق بالسكن الاقتصادي والاجتماعي وعلى رأسها مشروع حدائق الدراركة بأكادير ومشروع الرحمة بارك بالدار البيضاء، فيما تولت شركة دار الرزق التابعة للمجموعة بناء وحدات سكنية بمراكش شملت عمليات منزه الأطلس وزهور تامنصورت وزهور الأطلس.
في مجال الاتصالات تولى فرع المجموعة أفري نيتوورك مهمة الموزع المعتمد من طرف الفاعل في مجالات الاتصالات ميديتلكوم وذلك من خلال 250 نقطة بيع و 600 موقع.
سنة 2004 دخلت مجموعة أخنوش كشريك في الرصيف الأول للحاويات بالميناء الجديد لطنجة المتوسط، وبعد أربع سنوات دخلت كشريك أيضا في الرصيف الثالث لنفس الميناء في إطار عملية التجميع التي تمت مع الفاعلين الدوليين في هذا المجال مايرسك الدنماركية وAPM تيرمينالز الهولندية.
كما أنها اشترت سنة 2000 حصة 35 في المائة من رأسمال شركة ألفا أسيرونس التي تأسست سنة 1981، وهي عبارة عن مكتب للاستشارات والوساطة في التأمين وإعادة التأمين والقروض والضمانات. وبحكم أهميتها أصبحت هذه الشركة منذ سنة 2008 عضوا بالشبكة العالمية للوسطاء المستقلين AESIS NETWORK.