الرأي

جبال درن بين واقع التهميش و افاق التغير

حقائق24/عزيز أيت واعراب

تقع جبال درن ضمن سلسلة جبال الاطلس الكبير الغربي. ونحن سنركز في هذا المقال المتواضع على قبيلتين مهمتين لهما وزن تاريخي قديم وهما قبيلتي امنتاكن واركتن حيث تزخران بمجموعة من المؤهلات الطبيعية والثقافية مما يجعلها عامل جذب سياحي مهم إلا أنه ومن خلال الواقع المعاش للساكنة بهذه المناطق يظهر لنا أن المنطقة لم تحظى بالأهمية التي تستحقها بحيث أنه لو تم استثمار الرأسمال المادي واللامادي الذي تزخر به هذه المنطقة لاحتلت مراتب متقدمة في التنمية القروية مقارنة ببعض المناطق المحاذية (كأوريكا وسيتي فاطمة و أيت أورير ) وتتمتع المنطقة بتنوع بيولوجي مهم يتمثل في غابات الأركان والبلوط الممتدة وشلالات وأنهار دائمة الجريان كشلال اسوال ومشتكات وبيموزار ….وأسيف نيت ودجاس كذالك إلى جانب احتضانها لمواقع أثرية ضاربة جذورها في عمق التاريخ المحلي كموقع مسيرات وسوق برتقيز بإيمولاس و لمدينت ب تنفشت التي كانت مركز تجاري مهم في القرن 18 وموقع جيولوجي بأزور فوق دوار أسكا امنتاكن …بالإضافة إلى انتشار أساليب الزراعة التقليدية وتربية المواشي حيث يعتمد غالبية سكان المنطقة في تأمين حاجيتهم الغذائية على الزراعة المعاشية التي تسقي بطرق تقليدية (كسواقي والصهاريج الصغيرة …)ومعظم المنتوجات التي تنتجها الحقول المنتشرة في هذه المناطق تكون بيولوجية طبيعية خالية من المواد الكيماوية هذا بالإضافة إلى الأشجار المثمرة التي تعطي أكلها في كل موسم كأشجار الزيتون والخروب والتين والعنب والجوز واللوز حيث يعتمد السكان على ما تنتجه هذه الأشجار والمغروسات في تأمين دخلهم وتلبية حاجياتهم اليومية ورغم كل المؤهلات الطبيعية والتاريخية التي تتمتع بها المنطقة فإن واقع التهميش هو السائد والمسيطر. ومن بين مظاهره ضعف البنيات التحتية من طرق معبدة ومجهزة بالقناطر وقنوات تصريف مياه الأمطار خصوصا في فصل الشتاء وقلة المرافق الدراسية وبعدها عن التلاميذ (إعدادية إيمولاس على سبيل المثال )بالإضافة إلى عدم توفرها على حافلات النقل المدرسي وقلة المراكز الصحية وعدم توفرها على الأطر الطبية الكافية بالإضافة إلى مجموعة من المشاكل الاخرى لا يتسع مقالنا هذا لذكرها كلها. و موضوع مقالنا هو الإجابة على هذا السؤال . كيف يمكن استثمار مؤهلات المنطقة الطبيعية والثقافية للخروج من دائرة التهميش والفقر؟ وما دور الدولة والمجالس المنتخبة في استثمار هذه الخصوصيات الطبيعية والثقافية ؟؟ أولا: استثمار المؤهلات الطبيعية للمنطقة عن طريق تأطير السكان ضمن تعاونيات يهدف نشاطها إلى تكوين مشاريع فلاحية صغيرة كإنتاج بعض المنتوجات المحلية كأركان وزيت الزيتون والصبار وتربية المواشي بطرق علمية حديثة وإنتاج بعض الفواكه والخضر بطريقة بيولوجية تحفظ جودة المنتوج وتستجيب لمتطلبات العصر ثانيا: المؤهلات الثقافية والسياحية بالإضافة إلى ما ذكرناه أنفا من مؤهلات طبيعية التي تزخر بها المنطقة . تحتضن كذلك مواقع أثرية وجيولوجية مهمة يمكن استثمارها كعامل جذب سياحي وذلك من خلال الترويج لها عبر وسائل الإعلام العمومي وتنظيم رحلات استكشافية إلى هذه المواقع والتنسيق مع مراكز الأبحاث في الجامعات للدراسة والبحث فيها ولا يتم هذا إلا بإصلاح الطرق المؤدية إليها وتعبيدها وكذا إنشاء دور الضيافة توفر وسائل الراحة للزائرين والسياح. ولا ننسي أن المنطقة تكسوها الثلوج خلال فصل الشتاء وهذا ما يمكن استثماره لتشجيع السياحة الجبلية والبيئية من خلال التعريف ببعض المناطق الغابوية التي تتميز بتنوع بيولوجي مهم يتجلى في إحتوائها على بعض أنواع الأشجار النادرة كأشجار الأركان والأرز وكذا تنوع غطائها النباتي حيث تنتشر بعض النباتات الطبية بالمنطقة كنبتة الزعتر البري والشيح في التلال والهضاب. وعموما فإن المنطقة تختزن تراثا ماديا ولامادي مهم . ولعلنا أشرنا إلى جزء قليل منه ونحن نعلم أن مقالنا هذا لم يعطيه حقه هذا التراث الذي يمكن استثماره بشكل ناجع إذا توفرت الإرادة السياسية للخروج بالمنطقة من واقع التهميش والإقصاء الذي تعيشه

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى