الرأي

بوشطارت يكتب : ” الأمازيغية هي الحل …”

حقائق24  – بقلم عبد الله بوشطارت

الأمازيغية هي الحل…ليست اورتودكسية …ليست أصولية. ..ولا هي بالشوفينية….انما هي فكرة جميلة لمستقبل أجمل لكل بلدان شمال أفريقيا.

أولا بأول المغرب و الجزائر ومالي وليبيا والنيجير وتونس ثم موريتانيا…. في المغرب مثلا كشفت تافسوت نايمازيغن التي تم تخليدها بمسيرة تاريخية خالدة تاوادا في مدينة أمازيغية تاريخية كذلك…مراكش التي سقط فيها شهيد القضية الامازيغية عمر ازم قبل شهور بمزابر وسيوف قيل إنهم منتمون لفصيل طلابي تابع لما يسمى الجمهورية العربية الصحراوية التي تحتل مدينة تندوف عاصمة قبيلة تجاكنت الامازبغية…كشفت على ان الامازيغية في مسيرة التحقق والتمكن والإقرار نحو المستقبل….مسيرة تاوادا في تافسوت وقبلها بيوم واحد اجتماع لحركة تامونت نيمازيغن في نفس المدينة ويقابلها في عاصمة القفايل تيزي وزو مسيرة أضخم وأكبر. .الآلاف من الأمازيغ تصيح حناجرهم في الشوارع تنشد الحرية والانعتاق والحياة…تسعى لكسر العروبة والميز…تسعى وترجى إنقاذ الامازيغية من الدمار والموت الأخير. …آلاف وملايين السكان يتحركون ويحتجون من أجل الثقافة ..اللغة…من أجل الهوية التي تهيمن عليها هوية وثقافة أخرى بسبب الدين والسياسة وايديلوجية العروبة…حتى وأن الأنظمة السياسية الحاكمة في تمازغا تريد حجب تلك الصور و الاحتجاجات الامازيغية.. لكن العالم وخاصة القوى العظمى في أوروبا وأمريكا تريد أن ترى، تريد أن تفهم ماذا يجري في هذا الشمال الأفريقي الذي ينتمي إليه كل الشباب الذين فجروا أنفسهم في عمليات إرهابية مشينة في أوروبا مؤخرا….هذه الدول الكبرى تتساءل الا يوجد إلا الفكر العروبي الاسلاموي الاحادي المنغلق في جنوب المتوسط القريب جدا من العالم المسيحي.؟.هذا هو السؤال الذي يحير علماء الدين ودهاة السياسة عندنا وعندهم…وفي السعودية وقطر…التي تمول الصمت على الأمازيغ ….كيف ذلك؟ في المغرب تتبعنا صمت مطبق ومطلق لجميع الجرائد ووسائل الإعلام والصحف على حدث تاوادا في مراكش فقط لأنها ديال ايمازغن….جريدة واحدة هي التي نشرت الخبر وهي صحيفة أسبوع العلوي المعادية دائما الأمازيغ…ونشرت تقريرا ملغوما تحرض فيه الدولة على الأمازيغ بدعوى أنهم حملوا لافتة يطالبون فيها الامم المتحدة… صحيفة غبية تهاجم الامم المتحدة إبان أزمة حادة يمر منها المغرب داخل أروقة مجلس الأمن. ….الصحف والجرائد البعض منها تابع للاحزاب واليسار والاسلاميين ثم البقية للدولة….كلها تتحاشى الحديث عن تافسوت نامازيغن في مراكش اوتاشفين….رفضوا ان يقولوا انهم خرجوا بعد رفض الحكومة إخراج القانون التنظيمي لترسيم الامازيغية والإبقاء على وضعية الامازيغية ما قبل دستور 2011…بمعنى أن الأمازيغ في المغرب خارج الدستور…رفضوا ان يتحدثوا عن الأمازيغ لأنهم احتجوا بقوة على سياسة الدولة في اغتصاب أراضي القبائل فيما يسمى التحديد الغابوي….لن تتحدث صحافة الحكومة والأحزاب واليسار والاسلاميين عن خروج آلاف الشباب الأمازيغ ابناء الفقراء والهوامش ….لأنهم كلهم يتآمرون على الامازيغية ويلعبون على الوقت لتعريب الكل وعربنة الجميع وتحقيق أمنية المهدي بنبركة والجابري…مادام انهم يقتلونها في المدرسة ويحاصرونها في الإعلام. .ويخنقونها في الفضاء العمومي…آخر مصاءبهم تجاه لغة الوطن والأم هي اقصاءها في أنشطة المخيمات الصيفية للأطفال ومنع الحديث بها أمامهم. ..ومنعها في مهرجان وطني للثقافة بالجامعات ونزع حروف تيفناغ في الشعار الرسمي لبلدية أكادير والإبقاء على حروف العرب واللاتينية….كأن حزب الإخوان يريد ان يذكر سكان أكادير بحروب الغزو الروماني والعربي على أسلافهم في تامازغا….ماذا يريدون من الأمازيغ بالضبط؟ يريدون منهم ان تذوب لغتهم وثقافتهم في لغة العرب والغرب…ان ينسوا تاريخهم وحضارتهم. ..ان تنتزع أراضيهم وغاباتهم وشواطءهم ومواردهم…..ويصمتون ويخرسون …ويهتفون القدس لنا….ويفتخرون انهم ينتسبون لشجرة من الأشجار. …ممكن ان يكون هذا عند بعض المستلبين الذين تمكنت في البابهم أيديولوجية العروبة المدمرة…التي عصفت بالعقول وفتت القلوب….لكن وهم يدركون أن هامشهم أصبح يضيق ويزيد في التقلص….لسبب واحد هو الوعي الكبير بالذات….الذات الثقافية ….كلما يسارعون في التعريب وتنميط المجتمع الا ويزداد في إدراك ذاته الامازيغية الممزقة التي تقاوم من أجل البقاء…..تصارع مع الكبار وتهزمهم بالعقل في هدوء وتبصر …. من الصعب أن يعي المرء بامازيغيته في المغرب في ظل هذا التعريب الكثيف الكاسح….لكن من السهل ان يضحي من أجل الامازيغية إلى أبعد الحدود حين ينجلي وهم العربنة أمام اعينه…. إنهم يدركون أن الامازيغية قادمة في المغرب والجزائر……تعلمون أن أغرب محاكمة واعتقال في تاريخ البشرية يعاني منها معتقلي امازيغ المزاب في الجزائر ومن بينهم الدكتور كمال الدين فخار…اكثر من 20 تهمة ثقيلة ملفقة ربما سيحكمون عليهم ب 1400 سنة حبسا إلى قدر الله…. هي قادمة لا محالة…..يواجهونها بالصمت لأنهم يدركون قوة المشروعية……وقد يستعد الإسلاميين فرسان العروبة إلى هدم آخر حصون الامازيغية في المغرب ولكن هيهات وهيهات ليتهم يدركون ان الأمازيغ يضعون صخورا متينة وقوية في أساس البناء…لا تزعزعها رياح الأهوال ولا أيادي الظالمين….أتحدث عن الأسس الفكرية الصلبة التي ينبني عليها الخطاب الأمازيغي…. البعض في المغرب لا يريد ان يفهم ان الامازيغية أصبحت رقما وموقعا مهما في الخريطة الجيوسياسية بشمال أفريقيا وجنوب الصحراء ….فكل الخبراء بالدول الكبرى يعترفون بأهمية الامازيغية في حلحلة الأوضاع وتفادي الأزمات واخطرها الأزمة الأمنية. ..وتؤكد عدة تقارير على ضرورة تحقيق المطالب الامازيغية وإشراك الأمازيغ في الحكم وفي الثروات وتدريس لغتهم وحضارتهم….وخاصة التقرير الأخير لوزارة الخارجية الأمريكية…..وما أدراك ما الوزارة…… اما الإسلاميون والعروبيون عندنا…..يحلمون ان يدخلوا الامازيغية إلى المتاحف والفناء الأخير. ….. فاتح ماي 2016.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى