الرأي

ليس بالإضراب وحده تتحقق المطالب

حقائق24

أحمد الموتشو

لأكون واضحا، ومنذ البداية، أقول بأنني مع حرية النقابات وممارستها لدورها في العمل على تحسين أوضاع الفئات التي تهتم بها.. فقطاعات العمال والموظفين والمزارعين والمهندسين والأطباء والطلاب وغيرها.. كلها قطاعات هامة يجب أن تحظى بالدعم والسند الكبير مع وجوب أن تكون جزءا أساسيا من المشروع الوطني المغربي لكي تحظى بأكبر مقدار ممكن من الرعاية الحكومية.

نعم.. يجب أن تكون النقابات ومعها الأحزاب السياسية والمنظمات الموازية جزءا من مشروعنا الوطني لبناء الدولة القوية.. فبدون عمل المنظمات السالفة الذكر لا يمكن لنا أن نكتسب الصفات الأساسية التي تجعلنا قادرين على بلوغ الهدف.

أقول قولي هذا بعدما لاحظت أن هناك شبه عزلة بين النقابات والطبقـات العاملـة، وأيضـا بين النقــابات والسلطة، واقتصر دور أغلب النقابات على تحصيل المكتسبات للفئة التابعة لها دون غيرها… فغاب الدور النقابي النضالي وبقي الهم والهاجس هو المكتسب.

وهنا أود الإشارة الى أن العديد من انتقادات الطبقات الشغيلـة توجــه اليوم للنقابــات لوجــود شعــور عــام بأنها باتت تركز فقط على جانب واحد من دورها وهو المتعلق بالمميزات والمكتسبات الخاصة، وهذا ليس الدور النضالي الذي أنشئت من أجله.

هذا ليس نقدا، وإنما محاولة لإلقاء الضوء على المطلوب، وعلى ما يمكن وما يجب أن تقوم به النقابات.. فلا يعقل أن يقتصر دورها على الإضرابات بهدف تحقيق مطالب فئوية معينة بعيدا عن النظر الى الوضع العام.. فنحن دولة فقيرة ومحتاجة، نعتمد على القروض الأجنبية وعلى المساعدات.. ولدينا بطالة مقنعة وبشكل كبير وملفت، وهذا يستحق النظر ويفرض على النقابات المزيد من الدعم والسند لتحقيق مطالب الطبقات الشغيلة.

المغرب اليوم في حاجة الى جهد الجميع، وجهد النقابات والأحزاب السياسية والجمعيات المدنية، مثلما أن الجميع في حاجة الى حكومة قوية إداريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ووطنيا لتكون قادرة على تلبية احتياجات المواطن.. لهذا يجب أن تكون النقابـات والأحـزاب السياسيـة صاحبة دور أكثر فاعلية لإقامة أسس الدولة القوية وتحقيق السلام والعيش الرغيد لكافة المواطنين. 

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى