الكلبية السياسية أو ميتامورفوزية وزير في مواجهة “الدغرني”

حقائق24

عبد النبي إدسالم
الى أي حد يشبه ذلك الوزير الذي نهق بالبرلمان ناطقا باسم البواجدة، ذاك الجدي الذي لم يرضع من تدي أمه الطبيعية والتي هي الماعزة، ورضع عوضا عن تدييها تدي الكلبة، فعوض أن يكون وفيا لأهله من المعز، أصبح يهاجمهم في كل فرصة ومناسبة سياسية وهو مأمورا، ونخص بالذكر هنا هجومه العنيف وغير المبرر على عائلة الشهيد ازم عندما الذي تم اغتياله في مدينة مراكش… واخر ما قام به وزيرهم هو الهجوم بشكل فج على الزعيم الامازيغي احمد الدغرني عندما رافق موكله وواحد من الشباب الذين يجمعه معه الايمان القوي بالقضية الأمازيغية، انه المعتقل السياسي الامازيغي “مصطفى اوسايا” لحظة خروجة من سجن “تولال” بمكناس نهاية الأسبوع المنصرم، الى الحي الجامعي قصد أن يلتقي -المعتقل- برفاقه في النضال بعد تسع سنوات قضاها وراء القضبان، وكذلك لتكريمه من قبل الحركة الثقافية الامازيغية والذي مازال ينتمي اليها ووفي لخطها.
وبدل أن يجيب السيد الداودي عن السؤال المطروح عليه بكل وضوح، والمتعلق بحلق رأس تلك الفتاة العاملة بمقصف كلية العلوم بمكناس، قام بتحوير النقاش في الاتجاه الذي تبغيه رياحه السياسية التي وجهته صوب النباح على اهله من الامازيغ، ونحن نعرف أن جل الطلبة الذين يتابعون دراستهم بجامعة مكناس وغالبيتهم من طلبة “الحركة الثقافة الأمازيغية” ينحدرون من قبائل ايت عطا.. هنا نطرح سؤالا ونريده أن يكون تمرينا ذاتيا وشخصيا لكينونة الوزير الحضارية والثقافية الأمازيغية، بعيدا تشدقه الايديولوجي أولا، ولا مبالاته الهوياتية ثانية، وهو ما السبب الكامن وراء كون الداودي كل مرة وحين يكشر عن أنيابه في حق الامازيغ والأمازيغية؟ فهل يعبر فعلا عن مواقفه الشخصية من ايمازيغن وهم اهله، أم انه مجرد تصريف لمكبوثه السياسي والايديولوجي الذي لا يفارقه، وهذا ما يجعلنا نتأكد انه يعاني من عقدة اسمها عقدة الذات، والغوص في طريق لم يستطع الرجوع منها بالرغم من اكتشافه انسداد افقها، ولمصالح ذاتية وسياسية جاء بها الزمن من حيث لا يدري.
لقد ابان الداودي عبر الكثير من المحطات السياسية في مساره أنه ذلك السياسي الذي لا يزن كلامه، ويفتقد للرزانة والدقة والموضوعية في التفكير وتصريف مواقفه السياسية والإيديولوجية في جميع القضايا المعروضة عليه والتي يتناولها ويعطي بسببها مواقف او توجهات: فأي وزير هذا الذي انيطت به مهمة تكوين أطر مغرب الغد؟
فنطازيات الداودي الأخيرة تجعلنا نطرح الكثير من الاسئلة ومنها:
من الذي اوحى الى الداودي أن يتكلم بتلك الطريقة على شهيد الحركة الثقافية الامازيغية ازم عمر خالق، ويجرده من كونه طالب مغتال، ويحاور اباه بطريقة أقل ما يمكن أن يقال عنها انها استعلائية لا اخلاقية و لم تراعي اولا الحالة النفسية لعائلة الشهيد ولا وضع الشهيد عمر خالق ازم الاعتبارية، ولم تأخد بعين الاعتبار كذلك مشاعر المغاربة قاطبة لكون الذين قاموا باغتياله هم طلبة من الناحية السياسية، انفصاليين ولا يعتبرون انفسهم مغاربة ورسائلهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يذع اي مجال للشك في ذلك، وهنا نعتبر أن الحسن الداودي من بين الذين يساهمون يوما عن آخر في تصلب مواقف الشباب الامازيغي ضد الدولة ومؤسساتها.. من الذي اوحى للداودي له ان يتحدث عن أحمد الدغرني بتلك الطريقة، وهو يعلم أن هذا الأخير لاعلاقة له اطلاقا بالعنف الممارس داخل الجامعات المغربية ، كما اعترف به مباشرة على شاشات التلفيزيونات المغربية على انه زعيم أمازيغي، وهو الذي رزء في أحد أعضاء حزبه نتيجة العنف العصبوي الطلابي الطلابي، الذي لا أحد بإمكانه أن ينكر أن الحركة الإسلامية المغربية هي أول لاعب فيه في تاريخ الحركة الطلابية المغربية.
كل هذا يجعلنا نتساءل أيضا؛ هل هناك من يستغل سذاجة الوزير وعدم درايته بأمور السياسة والتدبير الحزبي، ولا يعدوا أن يكون آلة تحكم عن بعد في يد بن كيران ورباعاته بشارع جون جوريس حيث تتم برمجته ايام السبت والأحد، لكي ينبح ويستمر في نباحه وعويله على أسياده الأمازيغ.
ان كثافة هذه الأحداث ومسلسل توريط الداودي يجعلنا نشك أن هناك من يريد تصفية البيجيدي من العنصر الامازيغي كخيار استراتيجي من الناحية السياسة، وهذا ما تم مع سعد الدين العثماني عندما حرم من منصبه الوزاري في التعديل الحكومي الأول تحت مصوغ ارضاء خواطر بعض الجهات في الدولة، مع العلم أن الرجل له من الكفاءة والنزاهة ما يجعله يتقلد أي منصب وزاري اخر من غير الخارجية، وما خفي مع اخرين من أمازيغيي السربيس بالبيجيدي أعظم…. لنقل بكل بساطة أن هنالك من داخل العدالة والتنمية من لهم حساسية من كل ماهو امازيغي انسانا ومجالا وثقافة وحجرا وشجرا. وبالتالي فإن العصبة الحاكمة في البيجيدي لن تتوانى في نهج ابشع اساليب التحقير والتشويه لكل ماهو امازيغي بما في ذلك اعضاءه النشيطين ممن لهم مستويات علمية محترمة.
لنعد الى اصل المشكل ونتساءل مع الداودي اذا كان للدغرني كل هذه القوة في تحريك الجماهير الطلابية والجماهير الشعبية في الجبال والصحاري والمدن الصغيرة والكبيرة، مع تعاطف كبير من أقسام واسعة من تيارات ورؤى فكرية وسياسية وأيديولوجية مختلفة من الشعب المغربي، فإن على الحسن الداودي، وأمثاله من السياسيين المزورين أن يقدموا استقالتهم من مناصبهم ويكفوا المؤمنين شر القتال، فما جدوى من انسان يعتبر نفسه زعيما سياسيا ولا يستطيع حتى ان يجمع حوله حتى عشرة اشخاص.
ما سبقت الاشارة اليه يجعلنا نتساءل اذا كان الداودي اتهم الدغرني بشكل مباشر بتمويل وتجييش الطلبة، واعتبره بشكل غير مباشر مسؤولا عن بعض من العنف الممارس داخل الجامعة، ونحن ندري جيدا أن الرجل بعيد كل البعد عن كل ما يتعلق بأساليب الدم والنار داخل الجامعات والمجتمع بصفة عامة، وتاريخه السياسي يتبث ذلك بشكل واضح وملموس.. ولكن مادام أن الوزير تجرأ عليه واتهمه- ونحن لا نقوم هنا بالدفاع عنه فهو قادر عن الدفاع عن نفسه وهو الخبير والمتمرس في العمل السياسي، أيام كان صاحبنا الوزير يعيش انفصامه الهوياتي والسياسي، وكان غارقا حتى اخمص قدميه في جاهليته الباريزية ومن بعدها الكويتية- ولا بأس من القول والتذكير أن الذي يقوم بتجييش الطلبة داخل أسوار الجامعات المغربية هو الداودي نفسه واخوانه واليكم الوقائع:
ففي السنة الماضية أصر طلبة منظمة التجديد الطلابي على استضافة عبد العالي حامي الذين، داخل اسوار جامعة محمد بن عبدالله وبالضبط كلية ظهر المهراز ونحن نعلم حساسية هذا الإسم لدى بعض الفصائل الطلابية داخل هذه الجامعة من شخصية اسمها عبد العالي حامي الذين، وهي التي تتهمه الى اليوم باغتيال الطالب اليساري محمد ايت الجيد بن عيسى في إطار ما كان يسمى بالشبيبة الإسلامية سنة 1991. فلماذا يكيل الكيل بمكيالين فيما يخص العنف داخل الجامعات المغربية؟ هذا دون الحديث عن المسؤولية السياسية والاخلاقية لهذا الحزب في مجموعة من المحطات العنيفة في تاريخ الجامعة المغربية.
وخلاصة القول اذا كان الداودي صادقا في رأيه وفي ما ذهب اليه من ادعاءات فليقم في حينها بإبلاغ السلطات المختصة والقضائية وتقوم باعتقال الزعيم الأمازيغي أحمد الدغرني بصفته واحدا من بين الذين يقومون بنشر الرعب والهلع وسط الطلبة المغاربة، ولكنه غير قادر على ذلك لأنه يعلم ما ينتظره.. وليس لأنه يعلم ذلك فقط، بل لأن لا شرعية لكلامه قط، ما دامت القرائن لا زالت تدين أعضاء حزبه وشبيبته في التورط في أبشع المجازر التي عرفها الوسط الجامعي الطلابي نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، والدليل في ذلك هي مطالبة عائلات ضحايا العنف الطلابي الإسلاموي بالقصاص العادل إلى اليوم.
أم أن تحركات ونضالات الدغرني السياسية والتنظيمية شمالا وجنوبا شرقا وغربا ومن ماله الخاص، هي من تزعج الكثيرين وخاصة اخوان الداودي، حيث أن الأول لا يستعمل إلا وسائل النقل العمومي، خلافا لبعض وزرائنا الذين يتنقلون الى لقاءات احزابهم باستخدام وسائل نقل في ملكية الدولة وهلما جرى، ولا تجتمع حولهم الا العشرات ممن يطعمون ويشربون ويبخرون بالجاوي والصلبان. وفي الأخير نختم بقوله تعالى؛: “وأما الزبد يذهب جفاءا وأما ما ينفع الناس فيمكت في الأرض”.

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *