حقائق24 – سعيد الكرتاح
يتواجد بنفوذ تراب الجماعات الترابية الخمس لقبيلة إمجاط إقليم سيدي إفني (تيغيرت، سبت النابور، بوطروش، أنفك، إبضر) عدد مهم من الكتابات المحلية للأحزاب السياسية، وأذكر هنا على سبيل المثال الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بتيغيرت وأخرى لنفس الحزب بالنابور، وكتابة محلية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتيغيرت وأخرى بالنابور، وكتابة محلية لحزب التجمع الوطني للأحرار بوطروش إن لم تخني الذاكرة، وكتابة محلية لحزب الحركة الشعبية بتيغيرت. وكتابة محلية لحزب التقدم والاشتراكية بتيغيرت. هذه الكتابات المحلية التي أتذكرها حاليا.
في ظل كل ما تعرفه الجماعات الترابية الخمس السالفة ذكرها من هجومات متكررة للرعاة الرحل على ممتلكات الساكنة، لم تجرأ ولا كتابة محلية لحزب واحد من الأحزاب التي ذكرناها أن تحرك ساكنا ولو بإصدار بيان استنكاري أو تنديدي أو دعوة لوقف الهجومات المتكررة لعصابات لملثمين من أزلام البوليساريو ضد السكان المحليين الذين صوتوا على ممثلي هذه الأحزاب ومنحوا لهم مقاعد داخل الجماعات الترابية.
فللإشارة، فالكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية التي حصلت على 1350 صوت، إضافة إلى الكتابة محلية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية هي الأخرى التي حصلت على 4100 صوت، وأيضا الكتابة المحلية لحزب التجمع الوطني للأحرار التي حصلت على 746 صوت، والكتابة المحلية لحزب الحركة الشعبية التي حصلت هي الأخرى على 4531 صوت، والكتابة المحلية لحزب التقدم والاشتراكية التب حصلت على 997 صوت، وكلها في الانتخابات الجماعية لـ04 شتنبر الماضي (2015). أصوات منحت لهذه الأحزاب مقاعد داخل هذه المجالس الجماعية.
هذه الأحزاب، وإن حصلت كلها على مقاعد الأغلبية داخل هذه المجالس، نبدأ من جماعة سبت النابور التي يرأسها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة التي حصل هو الآخر حتى لا أنسي على 867 صوت، مرورا بجماعة تيغيرت التي يرأسها نفس الحزب بتحالف مع حزب التقدم والاشتراكية، ثم جماعة بوطروش التي يرأسها حزب التجمع الوطني للأحرار بتحالف مع حزب الحركة الشعبية والعدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية، ثم جماعة إبضر التي يرأسها ويسيرها حزب الحركة الشعبية وجماعة أنفك هي الأخرى التي يرأسها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ويسيرها.
رغم كل هذا لم يتجرأ ولا حزب واحد أن يندد بما تمارسه هذه العصابات من الرعاة الرحل من جرائم في حق الساكنة، اللهم شكاية واحدة موجهة من عضوين بجماعة إبضر ينتميان لحزب العدالة والتنمية، إلى عامل الإقليم بصفتهما العضوية وليست الحزبية ولا الجماعية. ما دونها الكل “ضْرْبْ طْمْ” كأحزاب وكمجالس منتخبة. ربما هذه الأحزاب وممثلي المجالس يخشون غضبة قائد أو رئيس دائرة أو غضبة عامل إقليم أو أوأو.
إن ما تعيشه إمجاط الآن من معاناة مستمرة مع قوافل من الابل والماشية التي تأتي على الأخضر واليابس، وصمت هذه الهيئات سواء كأحزاب سياسية هدفها توعية المواطنين والدفاع على مصالحهم، وصمتهم كهيئات منتخبة ليس له أي مبرر سوى تواطؤهم مع هؤلاء “المحتلين” الجدد الذين يفعلون بقبيلة “إمجاط” ما تفعله إسرائيل بدولة فلسطين. الفرق بين هاتين المقارنتين، أن إسرائيل يعتدون على الفلسطينيين بأسلحة (صواريخ ورشاشات) والدبابات، والمحتلون لإمجاط يعتدون على المجاطيين بسلاح ما يسمى بـ”لْمْقْلَعْ” (الصورة) وجحافل من الأغنام والإبل.
شخصيا لا استغرب من صمت هذه الأحزاب التي ذكرتها، لكون أغلب مكاتبها وخاصة كتَّابها المحليين يُسَيَّرُون بواسطة جهاز تحكم عن بُعْدْ، ولا أستغرب من صمت مكاتب المجالس الجماعية الخمس التي تسيرها نفس الأحزاب، لأنها هي الأخرى ربما تُسَيَُّر كما تُسير أحزابها، وهنا أتحدى كتابة محلية واحدة بإصدار ولو بيان استنكاري حتى تثبت استقلاليتها، كما أتحدى جماعة واحدة أن تتخذ ولو خطوة بسيطة ولو بعقد دورة استثنائية لمناقشة الوضع وهو أضعف الإيمان.
في انتظار إثبات مكاتب مجالس وأعضاء الجماعات استقلاليتهم بالدفاع على من صوت لصالحهم ومنحهم كراسي الجماعات، وفي انتظار إثبات الأحزاب السياسية بإمجاط استقلاليتهم بالدفاع هم الآخرون على الساكنة المحلية ولو بأدنى ما يمكن الدفاع به عن مصالح السكان ضد غزوات العصابات الملثمين، أقول لكم دمتم للرعاة مساندون، وللسكان خائنون.