تارودانت : أسرة تتهم أطرا صحية بقتل طفلتها

tiflla

حقائق24- متابعة

رشيد بجيكن لهيسبريس

بعد أن أحست “غزلان.ح”، بقرب وضع جنينها، اتجهت إلى المركز الصحي الكائن بجماعة “الكفيفات”، نواحي تارودانت، قادمة إليه من دوار “الكروي”، بمعية زوجها وأفراد من أسرتها. وأثناء فحصها، قرر العاملون بالمركز الصحي توجيهها إلى أقرب مستشفى محلي بأولاد تايمة، وفق تصريحات زوجها إبراهيم بهوش لجريدة هسبريس الإلكترونية.

ولدى وصول غزلان إلى مدينة “أولاد تايمة”، جرى توجيهها إلى المستشفى الإقليمي بتارودانت حيث خضعت لفحوصات أخرى، وتقرّر الاحتفاظ بها رهن المتابعة الطبية، طيلة ثلاثة أيام. وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الرابع، داهمها المخاض، فطلبت من ممرضات جناح الولادة مساعدتها على وضع مولودها، يقول الزوج، الذي أضاف أن زوجته “أهينت أبشع إهانة، دون تقديم المساعدة لها”.

إبراهيم بوهوش، أثناء سرده لتفاصيل معاناة زوجته بمستشفى تارودانت، أورد أن المكلفات بالجناح “قُمن بطرد زوجتي من قاعة الولادة والزج بها في إحدى الغرف، فخرجت إلى حديقة المستشفى تحت تأثير ألم المخاض، وافترشت الأرض وهي تصرخ بأعلى صوتها إلى أن ولدت مستعينة بيديها في إخراج الجنين”، في مشهد قال إنه “بشع، نجمت عنه وفاة المولود”.

يسترسل إبراهيم: “في صباح اليوم الموالي، وكعادتي، باشرت زيارة لزوجتي، غير أنني صُدمت لهول ما سمعته، وفقدان المولود”، مُصرّحا بأن المسؤولين بالمستشفى أبلغوه بخرق زوجته للقانون، بإقدامها على مغادرة غرفتها، “فأجبتهم أنكم المسؤولون عنها، والمفروض أن يوجد حارس ببوابة المشفى؛ حيث كان ممكنا أن تخرج إلى الطريق، بفعل ألم المخاض، وتعرض بذلك حياتها والآخرين للخطر”، مضيفا أنه تعرض لضغوطات وتهديدات بالسجن من طرف مسؤولي المستشفى في حال كشفه الأمر للرأي العام.

العراف مصطفى، نائب رئيس الهيأة المغربية لحقوق الإنسان رئيس المنظمة المغربية لحماية البيئة والمواطنة، فرع إداومومن، نواحي تارودانت، قال، في تصريح لهسبريس، إن هيأته توصلت بطلب تدخل ومؤازرة من زوج غزلان، “حول الإهمال الذي تعرضت له زوجته خلال تواجدها بالمستشفى الإقليمي المختار السوسي بتارودانت”، وطالب المسؤولين بفتح تحقيق عاجل لكشف “أسباب ودوافع طرد غزلان، في وقت متأخر من الليل من قاعة العلاج عندما داهمها آلام المخاض، وبدأت تشعر بقرب ولادتها، فلم تجد سوى حديقة المستشفى”.

وحمّل العراف المسؤولية الكاملة لإدارة المستشفى، نظرا لما نعته بـ”المعاملة اللاإنسانية التي تعرضت لها غزلان وتعريض حياتها وابنها للخطر”، موردا أن الحادثة تأتي بعد أيام قليلة من لقاء المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بتارودانت مع فرع الهيأة، والذي “أكد فيه على التزام إدارته بالتعامل الجدي مع المرضى، وخصوصا النساء الحوامل، مما يؤكد زيف ادعاءاته”، وفقا لتعبير المتحدث الذي أهاب بكل الضمائر الحية “التضامن مع السيدة لوضع حد للمعاناة الجمة التي تتعرض لها النساء الحوامل داخل المستشفى”.

الموقع حاول الاتصال بخالد متقي، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بتارودانت، لأخذ رأيه في الموضوع، غير أنه كتب ضمن رسالة قصيرة أنه في اجتماع، بينما الاتصال به بعد ذلك، مرارا، بقي دون تلقّي أي إجابة.

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *