عبد العزيز حيون
شكلت الأسواق الأسبوعية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، خلال الأيام الأولى من الحملة الانتخابية، الوجهة المفضلة للمرشحين لاستحقاق 7 أكتوبر، قصد ترويج خطابهم الانتخابي. وتحولت هذه الأسواق، التي تحتضنها بانتظام بوادي الجهة على امتداد السنة، إلى نقطة التقاء لمرشحي مختلف الأحزاب السياسية مع الكتلة الناخبة.
وعرفت أسواق أسبوعية عديدة، مثل الزينات وبني دركول وبني رزين ووادي لاو وأحد الغربية وبني معدان وبني جرفط والسواكن والرواضي وأمسا وبني بوفراح والعليين وسيدي رضوان، حركة دءوبة ونشيطة ميزها الحضور الكثيف لمرشحي الجهة الذين سعوا إلى تبليغ رسالتهم الانتخابية والتعريف ببرامجهم ومحاولة استمالة أصوات الناخبين..
نبيل الشعرة، أستاذ علم النفس الاجتماعي وأستاذ زائر بعدد من الجامعات المغربية، قال إن هذا الاهتمام بالأسواق الأسبوعية يأتي لكون سكان البوادي المعنية يقضون طيلة اليوم بهذه المواقع؛ وهو ما يسهل مأمورية الناخبين للتفصيل في محتوى البرامج الانتخابية والتجاوب مع تساؤلات المواطنين، خاصة أن الانتقال إلى كل المداشر يبقى أمرا مستعصيا على كل المرشحين لأسباب مادية ولوجيستيكية وجغرافية.
كما أن اهتمام المرشحين بالأسواق الأسبوعية مرده إلى أن هذه الفضاءات السوسيو اقتصادية تتسع لحضور كل المرشحين في وقت واحد، دون الحاجة إلى تنظيم مسبق وجدول أعمال يحدد تدخل كل حزب على حدة.
ويستغل سكان البوادي بالجهة هذه الفرصة لتبليغ تظلماتهم وآمالهم وانتظاراتهم وتوجيه استفساراتهم بشكل مباشر وحث المرشحين وممثلي الأحزاب السياسية على تكثيف الاهتمام بقضايا البادية، التي تحتاج إلى مزيد من الجهد.
وأكد نبيل الشعرة أن تراكمات التعاطي مع الشأن الانتخابي والتجارب الميدانية للمرشحين تثبت جدوى الاهتمام بالبادية، من منطلق أنها بيئة مهمة وخصبة للتواصل واحتوائها على كم هائل من الناخبين، مبرزا أن الحس السياسي لدى سكان البادية وإن كان يبدو “سطحيا” إلا أن العكس هو الحقيقة، على اعتبار أن أهل البادية يتميزون بدقة الملاحظة وطرح مطالبهم بشكل مباشر، والتي تنفذ مباشرة إلى عمق الإشكالات التي تعانيها البادية بجهة طنجة تطوان الحسيمة.
وسجل الباحث أن المرشحين على معرفة جيدة بأن اكتساب أصوات الكتلة الناخبة ببوادي الجهة يشكل بالنسبة إليهم خطوة مهمة للظفر بأحد المقاعد، خاصة أن التخاطب مع سكان الحواضر يبقى أمرا صعبا مع تطور مستوى الوعي السياسي وكثافة السكان المرتفعة في أغلبية مدن الجهة واتساع أطراف المدن، ومراهنة كل الأحزاب المرشحة على أصواتها.
وبالرغم من بروز وسائل اتصال حديثة لاستقطاب أصوات الناخبين بشكل عام، فإن التواصل الاجتماعي المباشر والتحاور مع الناخبين يبقى أساسيا خاصة في البوادي، التي عرفت في السنوات الأخيرة بانشغال سكانها بالأمور السياسية في بعدها الاجتماعي، وسعيها إلى الاستفادة من مسار التنمية المطرد الذي تعرفه جهة طنجة تطوان الحسيمة.