إبراهيم لفضيلي
مدون مغربي
أصبحت السادية متفشية بين أغلب رجال السلطة في المغرب، يتلذذون في الضرب والركل والرفس، ويستمتعون وهم يرون المواطنين يحرقون أجسادهم، السادية كما يُعَرِّفُهَا علماء النفس هي مرض وليست صفة، مرض ينشأ ويتغذى على بكتيريا العقول المستبدة.
في السابق انتظروا متحصنين في فيلاتهم حتى انتهت السيول في جنوب المغرب، ثم تحركوا لنقل الجثث عبر شاحنات النفايات، واليوم يوقفون بائع سمك، حسب روايتهم يقولون أنه خرق القانون، ولكنهم طبقوا قانونهم وأعدموه ميدانيا بأمر من رجل الأمن حسب رواية الحاضرين “طحن مو”.
يجب أن يخضع هؤلاء للفحص لتشخيص عِلَّتِهِمْ ومعرفة السبب الرئيس، يعتمد علماء النفس على اختبار يسمى “مثلث الشخصية”، يُتَوَخَّى منه تحديد نقطة ضعف المريض المصاب بالسادية والتي تكون أصل العلة، فيتم معالجتها عبر إعادة تأهيله دينيا ومجتمعيا، وهؤلاء لن يعالجهم سوى من اختارهم.
اللذة عند رجل السلطة السادي تكمن في رؤيته للمواطنين يَسْتَجْدُونَ ويتوسلون طلبا لعفوه ورحمته بهم، لا يشبع لذته إلا إذا أجبر بائعا متجولا على جمع سلعته المشتتة على الأرض بين أقدام المارة زاحفا على ركبتيه.
لا يهنأ له بال حتى يرى دور الصفيح تُهْدَمُ على من فيها، ولن يطفئ نار اللذة إلا إذا دفع بائعة رغيف إلى حرق جسدها المهلك بأمراض الزمن القاسي، و سمع صراخ مُعَطَّلِينَ تهوي العصي على ظهورهم، ومكفوفين يُنَكَّلُ بهم في الشوارع أمام أعظم مؤسسة في الدول الديمقراطية ألا وهي البرلمان.
والخوف كل الخوف أن تجد السادية مكان لها في منظومتنا النفسية والاجتماعية، إن لم نتحرك لمحاربتها بدل الاستسلام والتطبيع معها فستصبح “سادية اجتماعية” يلتذذ فيها ملايين من البشر بمشاهدة بني جنسهم يتعرضون للتعذيب والإهانة.
ضاق العيش بشبابنا فقرر الهجرة إلى نعيم أوروبا غير مكترثين بمخاطر البحر، أن تأكلهم الأسماك أرحم من أن تطحنهم شاحنة أزبال، والبعض ممن قرر البقاء فضل الصمت والاكتفاء بِفُتَاتٍ يتساقط من موائد الفارين إلى فوق هربا من رائحة عرق الكادحين، إما تنقل جثته في شاحنة أزبال أو تتكفل الشاحنة بإزهاق روحه بدل انتظار ساعات من الاحتضار، بكبسة زر ينتهي الكابوس المزعج، ارتق إلى ربك شهيدا يا ابن الشعب.
وأخيرا اسألوا الشعب التركي لماذا خرج مصطفا خلف حكومته لصد الانقلاب دفاعا عن الوطن
إذا وجدتم الجواب فذاك علاج ساديتكم.