أثار لحو المربوح، المستشار عن فريق الأصالة والمعاصرة في الغرفة الثانية للبرلمان جدلا كبيرا بعد تصريحاته يوم أمس الخميس خلال يوم دراسي حول معاشات البرلمانيين، الأمر الذي أدى إلى تجميد عضويته في حزب الجرار لما تم اعتباره “إهانة للصحفيين وتشكيكا في وطنيتهم”.
المربوح، أكد في تصريحات ل”اليوم 24″ أنه لم يتلق لحد الساعة أي قرار رسمي مكتوب من حزب الأصالة والمعاصرة حول تجميد عضويته فيه، في ما عدا اتصال هاتفي قبل ساعات من طرف عزيز بنعزوز، رئيس فريق الحزب في مجلس المستشارين، يبلغه فيه شفويا بقرار المكتب السياسي في حقه.
وقال المتحدث أن “المكتب السياسي سيد نفسه، ومن حقه اتخاذ أي قرارات يراها مناسبة في حقي”، إلا أنه عبر عن تمسكه بضرورة التوصل بقرار مكتوب ومعلل يتضمن أسباب تجميد عضويته في الحزب.
وفي ما يتعلق بتصريحاته التي أثارت جدلا واسعا في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، قال المربوح “لست رجلا سياسيا في الأساس، أنا إطار دولة وخريج مدارس الهندسة”، موضحا أن ولوجه لغمار السياسة “كان بطلب من سكان المنطقة، وأنا أشارك في تسيير الشأن العام من هذا المنطلق دون أي رهانات سياسوية أو سعي إلى الاستفادة من أي شكل من أشكال الريع”، يقول المتحدث قبل أن يؤكد على استعداده للتنازل حتى على التعويضات على عمله كبرلماني.
كل هذا الكلام حاول المستشار البرهنة من خلاله على أنه “لا يقصد ما تم فهمه من كلامه”، مبرزا في هذا الإطار أن تصريح “جوج دريال” جاء في إطار التعقيب بعد مداخلة أكد فيها أحد المشاركين على أن مساهمة الدولة في معاشات البرلمانيين ليست بالشيء الكثير 360 ألف درهم سنويا، وهذا ما وصفته بجوج دريال”، يقول المربوح قبل أن يضيف أن ذلك كان مجرد زلة لسان، خصوصا وأنه “أمازيغي لم يتعلم الدارجة إلى سن 18 سنة وتلقى تعليمه باللغة الفرنسية”، ما يعني أنه لا يتحكم في لغته العربية كثيرا.
وعن موقفه من تقاعد البرلمانيين، أبرز المتحدث أنه يتمثل في عدم صرف هذا التقاعد إلا عند وصول المعني إلى سن التقاعد كأضعف الإيمان، وهو الموقف الذي لم تنقله عنه الصحافة، يؤكد المربوح ليستدل على أن بعضها “وقفت عند ويل للمصلين”.
أما في ما يخص حديثه عن وطنية الصحافيين، قال المربوح أنه عضو في مجلس المستشارين منذ ما يناهز 12 سنة، ” وماشي احمق باش نهاجم الصحافة”، موضحا أنه لم يقدح الصحافة منذ دخوله المؤسسة التشريعية، وأن كلامه كان في سياق الحديث عن أن “البلاد تعاني مشكلة الانخراط السياسي”، والإشارة إلى أن “بعض الصحافيين والفايسبوكيين الذين أثاروا ضجة “جوح فرنك” ليسوا مسجلين في اللوائح الانتخابية”، في ما موقفه يتلخص في أن “التسجيل في هذه اللوائح والمشاركة في العملية الانتخابية ولو بصوت ملغى يدخل في إطار استكمال المواطنة”.
وعبر المربوح عن استعداده للاجتماع بالصحفيين الذين كانوا حاضرين أثناء اليوم الدراسي المذكور لتوضيح وجهة نظره وحقيقة كلامه، مضيفا أنه على أتم الاستعداد للاعتذار إذا ما فهم من كلامه أي تجريح أو إساءة ناتجة عن سوء فهم “لا مشكل لدي في ذلك، فانا انسان معتدل ومتسامح، ولم يكن في نيتي أي إساءة أبدا”، يقول المتحدث، قبل أن يردف “لا أعتبر أنني قلت شي حاجة تستحق هاد الضجة، أنا بشر وكلشي كيغلط”، و “داروني في قالب اللي ماشي ديالي سامحهم الله”، يضيف المربوح معبرا عن تشبثه بموقفه الذي “قصده” وداعيا إلى الاطلاع على مسار عمله خلال عضويته في مجلس المستشارين منذ سنة 2003، مشددا في الوقت ذاته على أنه “لا يخاف الإعدام السياسي، لأنه لا يسعى لاي مكتسبات من السياسة”، على حد تعبيره.