الرأي

أيت باعمران , نموذج بلدة لا ترغب في نخبتها.

ufni

بقلم : أحمد أبودرار

لا تكاد تمر مدة حتى نسمع أن مدينتنا تنزع لتتبرأ من أحد أقطابها، هنا لن أكون جامعا مانعا لكل شيء من تفاصيل السياق، بل سأكتفي بإيراد بعض المؤشرات التي نلتقطها هنا وهناك، راجين أن تكون سوء فهم على أن تكون حقيقة صارخة.

ahmed

يتبين بجلاء في سياق تحليلات بسيطة للأهمية البنيوية التي تستعرضها المنطقة أنها لا تكل كلما أتيحت لها الفرصة في طرد أحد أبنائها من كنف قدسيتها المتوارثة والقابلة لاحتضان الأخر الغازي بدل الأبن البار التائه وراء المستقبل الهائم على وجه فشله الوراثي.

نحن هنا لا ننكر لما للأجنبي الغريب من أدوار مهمة في خلق بنية تفاعلية متعددة تحتضن الإبن قبل الأجنبي، غير أن ما وقع هو هجرة الابن البار واستوطان الأجنبي الغريب.

إن  الإندفاع في إتجاه استيعاب الأخرين غير المحليين سيولد نظرة إكراه للجميع لتلك البلاد وهو ما نحارب وقوعه منذ زمن ليس ببعيد.

الأجنبي المستوطن لن يقدم أبدا ما يقدمه الإبن البار وذلك راجع إلى درجات متفاوتة من الوعي الذي يكونه كل واحد من هؤلاء حول مفهوم تلك البلدة، فعكس كل ما يقال؛ هناك دائما فرق يستشفه الأغلبية القارئة، هناك فرق بين التفكير في الوطن الأم، في البلدة التي تحتضن أبناءها وتلك البقاع التي تشكل موردا لجمع المال. هنا يكمن الفرق بين منطقي تفكير الابن المحلي لتلك المنطقة والأجنبي الذي يدعي زورا أنه مطهر تلك البلاد من شكوك الأقليات وينصب نفسه بائعا لصكوك الغفران للقلة ممن إنتهى بهم الأمر يجسدون منطق معايشة الأقوى من أجل مصالح شخصية متبادلة.

إن الاتجاه والتيه في مناكب الأرض الذي يجيده أبناء تلك المنطقة وكل محاولات إفشال علاقات المصالحة بين الأبناء وبلدتهم الأم وكل محاولات التجاهل الرامية للانقضاض على كل محاولة استعراض البنية المريضة، لا يمكن أن يفهم إلا من خلال الاستناد إلى فهم العلاقة الجدلية بين الابناء والغرباء المستوطنين.

لذلك فإن ردم الهوة بين الأبناء وبلدتهم وحتى فيما بينهم لن يتحقق الا من خلال المصالحة وتقبل الذوات البينية، وهناك ينبعث الفهم المطلق للهلوسات والإستيهامات التي تتغلغل عميقا في جذور الوطن الأم.

إلى هنا أكتفي وقصدي لا أريد أن يفهم خارج نطاق الغيرة على تلك البقاع، وإلى حديث أخر.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى