جهوياتوطنية

لحسن أبيضار “بوغادي” ,, رحالة مغربي يقتفي خطى ابن بطوطة

BOGHADI

من إعداد : رشيدة كوسعيد

لحسن ابيضار او الملقب ب”بوغادي”، شاب مغربي في العشرينات من عمره ,  عاشق للسفر، رحال بالفطرة، محب للمغامرات.
في البدء كانت فكرة  الخروج إلى الخلاء و اكتشاف الطبيعة طالما راودتني  منذ زمن ففي ذهن “بوغادي” المغامرة و الموسيقى شيئ واحد لايختلفان خصوصا وهو الذي رأى النور بعاصمة الفضة ، بمدينة تزنيت 90 كلم جنوب مدينة اكادير، و دارت بمخيلته اسئلة حول حدود هذه المملكة و خبايا هوامشها، كبر طفلا و كبر معه الحلم، الى أن إستطاع تحويله إلى حقيقة.
يقول بوغادي في تصريح له لميكروفون ” حقائق24″ بأنه بدأ رحلته مع الاصدقاء منذ الثانية عشر سنة، آنذاك كان لايزال طالبا في دار الطالب بباب اكلو -تزنيت- ، و جاء قرار تحويل الحلم الى حقيقة  بكل بساطة و بدون تفكير ، لكن و بسبب من الاسباب استوقف رحلة بحثه في عالم الرحالة لمدة اربع سنوات، هذه الأخيرة التي سافر فيها الى عالم الفن و الموسيقى و الكتابة الكوميدية، ليتعلم فيها اسرار الكيتارة و التمثيل وكتابة قصائد بنبرة كوميدية و بلهجة سوسية .
بعدما أمضي فترة من الزمن، إستطاع بوغادي المضي مجددا نحو الترحال، ليختار بذلك وجهة عروس الشمال، مع ثلة من الاصدقاء، مع ضرورة اخذ الاحتياطات، و انطلق من مقولة “اسافر لارتاح نفسيا، اسافر لارى العالم بطريقة مختلفة”، هذا و أفاد ذات المتحدث بأن من بين الاساليب او الأشياء التي استطاع تتويجها في نفسه هي الصبر، والإعتماد على النفس، والمعرفة و التحدي بهدف الوصول الى القمة، و أضاف إلى أنه يستمد إلهامه من الطبيعة و البيئة.
و أضاف بأنه على وعي بضرورة خوض “المغامرة لكن بحذر”، اذ ليس من الضروري ان يرتمي الرحالة وسط المخاطر حتى يحس بروح المغامرة. ف “بوغادي” ينتقي أولا الأماكن التي يزورها بشكل مسبق و يتفادى المناطق التي يمكن أن يتعرض فيها للخطر نظرا لصعوبة تضاريسها أو انعدام الأمن و الأمان بها ، كما يحرص على الوصول لوجهته في وقته المحدد. اذ ينطلق من نفسه و يتوج رحلاته مع أصدقاءه باعمال إنسانية و ذلك من اجل سد النقص الذي يعانيه ساكنة المغرب العميق، فالفكرة التي إستطاع بوغادي أن يخلقها بتنسيق مع أصدقائه لا يمكن أن تحتاج لجمعيات لتمويلهم ولا لمؤسسات، بل ينطلقون من انفسهم ويساهمون بما لديهم لإسعاد مواطني المناطق القروية الهامشية ليكون السفر بذلك لهذه المناطق مساهما في التعريف بها وكذا التعريف بالوضيات الإجتماعية و التنموية التي تعيشها المناطق الهامشية بالمغرب وذلك لتوجيه أنظار الجمعيات و الفعاليات المدنية .

boghadi2
و من ابرز الرحلات التي تركت بصمة في حياة الشاب بوغادي، رحلة مرزوكة التي انطلق فيها نحو المجهول، متمسكا بمفهوم التحدي في تحركاته، بالرغم من الصعوبات و العوائق التي واجهها الا انه عندما يصل الى القمة فبالكاد ينسى كل شيء. وهي  اطول مسافة قضاها “بوغادي” مشيا على الأقدام  من تزنيت الى  مرزوكة مشيا على الاقدام، و بعدها رحلة ايت مراو و العيون و غيرها، كل هذه الرحلات كانت تتخللها انشطة و اعمال خيرية بالاضافة الى التعرف على ثقافة و كرم ضيافة أهل المغرب العميق.
و خلص الرحالة المغربي لحسن ابيضار الملقب ب”بوغادي” الى القول أن الرحلة هي سفر في الذات قبل أن تكون سفرا في الجغرافيا، رحلة لاكتشاف حدود التناغم بين الانسان و الطبيعة، و العلاقة بين القيم و الاحلام، بعيدا عن أرق الحياة اليومية و رتابتها، من أجل التقدم نحو المستقبل بكل طمأنينة و هدوء.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى