تعليقا على حرق صورة عبد الاله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أمام المكتب الإقيلمي للحزب بأكادير، في الاحتجاجات الأخيرة لبعض النشطاء الأمازيغ، قال أحمد أوتسكي، عضو الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، أن الحركة الأمازيغية لا تتبنى هذا الفعل، معتبرا إياه فعلا فرديا لمواطن مغربي محتج على تعاطي الحكومة مع قضايا الأمازيغ.
وأكد أوتسكي، في تصريح خص به “اليوم 24″، أن طريقة الاحتجاج لا تعكس موقف الحركة الأمازيغية ولا أي تيار من تياراتها، ذلك لأن التصرف الذي قام به المحتجون هو رد فعل وصفه الناشط الأمازيغي بالانفعالي، بعد التصريح الاستفزازي من طرف بنكيران في حق “سواسة”، مستبعدا أن يكون للمسألة أي بعد سياسي.
وأبدى المصدر نفسه تخوفه من أن تتسبب تصريحات بعض السياسيين في إخراج القضية من مسارها السياسي الديمقراطي، وترمي بها إلى أحضان العنصرية والتمييز، وهو الأمر الذي ترفضه الحركة الأمازيغية بشكل كامل.
وأضاف الناشط الأمازيغي أن الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة كانت قد قدمت، منذ مدة، مقترحا تنظيميا من أجل ترسيم اللغة الأمازيغية والاعتراف الرسمي بالأمازيغ كمكون أساسي من مكونات الشعب المغربي، معتبرا أن الحكومة الحالية لم تأخذ هذه المطالب على محمل الجد إلا في الفترة الأخيرة، وهو دليل على تماطلها في القيام بهذه الخطوة، رغم التزامها الدستوري بذلك.
وختم أوتسكي تصريحه بالتأكيد على شرعية مطالب الحركة الأمازيغية، مع التحذير من أي تصرفات قد تدخل الحوار الوطني في متاهات لن تفيد أي طرف من الأطراف.
من جهته، قال محمد باكيري، الكاتب الاقليمي لحزب العدالة والتنمية بأكادير، أن حق الاحتجاج هو حق مشروع للمواطن المغربي، لكن مع الالتزام بقدر من الاحترام وضبط النفس لإيصال الرسالة المرجوة.
وقال باكيري، في تصريح للموقع، أن التصريح الذي قاله بنكيران لم يكن بهدف التنقيص من الرجل السوسي، بل جاء في سياق آخر تم تجاهله وهو الأصح، ذلك بأن رئيس الحكومة كان يتحدث عن نظافة يد مدير ديوانه، جامع المعتصم، مضيفا أن ما قام به بعض الناشطون لا يرقى أن يكون احتجاجا بعد أن تخللته إساءات لشخص رئيس الحكومة بشكل فج.
وعبر الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية عن استغرابه من إعطاء القضية أبعادا أخرى لن تتحملها، فيما أن الواقع يقول إن لرجال سوس حضورا دائما في مراكز مهمة في البلاد، وأن الواقع يزكي ذلك بحضور شخصيات مهمة، كسعد الدين العثماني، وزير الخارجية السابق، والحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني.
من جهة أخرى، دعم نشطاء أمازيغ حرق صور بنكيران. كما نقلت مجموعة من وسائل الإعلام الجهوية تصريحات أحمد عصيد، الباحث الأمازيغي، الذي قال إن فطور السوسي أغلى من غذاء رئيس الحكومة لتوفره على مجموعة من منتوجات المنطقة الغالية الثمن، مضيفا أن رئيس الحكومة يفضل التنكيت على حل مشاكل المواطنين، فيما عبر منير كجي، الناشط الأمازيغي الذي حرق صورة رئيس الحكومة، أن فعله هو فعل احتجاجي على حرق الحكومة لجيوب وحياة المواطنين بسياساتها العقيمة، على حد قوله.