إرهابيون بمثابة سفراء لدولة البغدادي لدى دواعش المغرب

1486466642
الخلية التي قام المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بتفكيكها أخيرا واعتقل ثلاثة من بقاياها أمس الاثنين، تعتبر من أخطر الخلايا الإرهابية وأكثرها شراسة ودموية لو وجدت الأرض خصبة والمكان فارغا لممارسة نشاطها التخريبي وطبقت في المغرب نظرية التوحش لأبي محمد الشامي، ولكن يد الله مع الجماعة كما جاء في الأثر، والجماعة على رأسها رجالا عاهدوا الله على حماية الوطن وأمنه، يواصلون الليل بالنهار من أجل ألا يتمكن هؤلاء المجرمون من تنفيذ الجريمة.

ومن المستجدات التي كشفت عنها التحريات مع المجموعة الإرهابية، هو استعداد هؤلاء لاستقبال خبير في الأسلحة والقتال قادم من ليبيا، ولا محالة لن يكون سوى جنيرالا في “الجهادية” وفي دولة البغدادي الخوارجية، لأن ليبيا هي محضن كبير للإرهابيين بل إنها أوسع مكان لتلقي التدريبات وتطوير الخبرات.

الإرهابيون المغاربة كانوا على أهبة الإعلان عن ولاية تابعة للخلافة الإسلامية الوهمية بنواحي الجديدة، والمبعوث الليبي كان بمثابة سفير البغدادي لدى دواعش المغرب، قصد التدريب وتوصيل الرسائل ووضع الخطط والإشراف على العمليات القتالية، التي لو وقعت لا قدر الله فكان سينتج عنها بحر من الدماء واضطرابات يعلم الله مداها، لكن المجاهدون الحقيقيون في سبيل الله والوطن من عناصر المكتب المركزي كانوا لهم بالمرصاد.

لا يظنن أحد أن رصد وترصد الإرهابيين ومراقبتهم ومتابعتهم قبل اعتقالهم وتجنيب المغرب ويلات الإرهابيين بالعمل الهين، إنه عمل جبار يتطلب مجهودات وتضحيات. ولا يمكن اعتبار ذلك مجرد أداء لوظيفة، ولكنه حب للوطن ووطنية حقيقية غير مزيفة، ليست مثل وطنية من تتلخص عنده البلاد في المغانم.

لا ينبغي أن نستحيي من ذكر تضحيات رجال الله الذين ليس لهم من هم سوى حماية الوطن، ولا يهم أن يحصلوا عن جزاء على ذلك، في وقت تتصارع الأحزاب والتيارات على المغانم وعلى اقتسام المناصب. فالجهاد الحقيقي هو ما تقوم به الأجهزة الأمنية عندما تسهر على أمن المواطنين وحماية الوطن، يكفي تفكيك خلية إرهابية من أخطر ما يكون، يتوزع عناصرها على مجموعة من المدن المغربية، وبحوزتها أسلحة رشاشة مستعدة للهجوم وتنفيذ عمليات تخريبية، كما تم ضبط أحزمة ناسفة بحوزتها، وكانت تستعد لبداية مشروعها التدميري من خلال مخبأ لتنسيق العمليات الإرهابية.

وتتميز هذه الخلية بكونها تتلقى الأوامر مباشرة من قادة التنظيم الإرهابي بسوريا والعراق وليبيا، بما يعني أن التنظيمات الجهادية في بؤر التوتر ما زالت تعتبر المغرب هدفا لها، وذلك من خلال استقطاب إرهابيين مغاربة قادرين على تنفيذ مخططاتها.

ما يقوم به رجال المكتب المركزي وغيرهم من الأجهزة الأمنية هو عمل وطني، لكن ينبغي أن يكون هذا العمل مدعوما من قبل المجتمع ومن قبل الحكومة، لكن ويا للأسف الشديد أن الحزب الذي يقود الحكومة يقوم بالتشويش على مجهودات المكتب المركزي، الذي قام باعتقال بعض أعضائه الذين قاموا بالإشادة بالإرهاب.

عبد الله الأيوبي

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *