بقلم : عزيز الوحداني
عرفت الدورة الأخيرة بمقر جهة كلميم واد نون،استثناءا وطنيا على جميع الأصعدة ، تبادلت فيها الاتهامات بين كل من متزعمي الأغلبية في شخص بوعيدة ،و المعارضة في شخص بلفقيه، إذ كل منها يتهم الآخر بتجيبش بلطجيته من أجل نسف الإجتماع المقرر قصد التصويت على مجموعة من النقاط المدرجة .
لكن إذا ما قمنا بالنبش في غياهب الأسباب التي دفعت إلى هذا الإحتدام الشرس بين الطرفين سوف نستخلص أمورا عدة ،أهمها نية المعارضة في إفشال جميع المخططات التي يسعى إليها المكتب المسير من أجل إنزال أسس التنمية على أرض الواقع،و ذلك لمجموعة من الأسباب التي يمكن أن نعتبرها منطقية إلى حد ما و هي كالآتي:
*أن أغلبية النقط التي تم إدراجها في جدول أعمال الدورة باستثناء برمجة فائض الميزانية الخاصة بسنة 2015،لو تم تمريرها سوف تخدم لا ريب في الدفع بعجلة التنمية بالجهة عموما.
*أن الاتفاقية التي سوف توقعها الجهة مع مؤسسة قطر و التي من شأنها أن تضخ ما معدله 100مليون دولار بخزينة الجهة قصد تنمية العالم القروي بجميع أقاليم الجهة.
*الميزانية التي رصدت لإقليم سيدي إفني جعلت هاته الأخيرة تحتل الرتبة الثانية من حيث الدعم الجهوي بعد إقليم كلميم.
*رغبة المعارضة بعد إجتماع قبلي إلى رفض جميع النقط المدرجة في جدول الأعمال يبين بالملموس نية بلفقيه في تعطيل التنمية حماية لمصالحه السياسية التي تجعله في موقف قوة من أجل ابتزاز الرئيس ورضوخه لمطالب بلفقيه.
*تعطيل عمل المكتب المسير لمدة سنة و نايف من طرف المعارضة عن طريق شراء الذمم من خلال خروج بعض مستشاري الأغلبية.
كلها أسباب تجعل جهة كلميم واد نون أمام مستقبل غامض يهدد السلم الأهلي و الأمن الإجتماعي اتضح للجميع من خلال تهديد بلفقيه بالنزول إلى الشارع بعد تيقنه أن مواجهة الرئيس بوعيدة داخل دواليب الجهة أصبح أمرا صعب المنال خاصة بعد انسحاب مستشارين من المعارضة و تصريحهم ببلاغين يدينان فيه أساليب عبد الوهاب بلفقيه في تسييره للمعارضة و التي لا تخدم مصلحة المنطقة عموما ،معتبرين أن هاته التطورات الأخيرة أصبحت أمرا غير مقبول .
حيث أن أغلبية المنتمين لتيار المعارضة أصبحوا يدينون لشخص بعينه دون الأخذ بعين الاعتبار للمبادئ التي التزم بها المنتخبون أمام الناخبين.
إن التصريح الأخير الذي أدلى به بلفقيه أمام مؤيديه و الذي اتهم فيه أجهزة الدولة بالتواطؤ مع بوعيدة و استعداده للنزول للشارع يبين بالواضح أننا أصبحنا أمام حقيقية مرعبة تتمثل في بداية ظهور الوجه الحقيقي للمافيا التي ستهدد أمن المنطقة و مستقبلها.