الرأي

رسالة إلى عزيز النباح

عندما نَحِنُّ إلى فترة ما قبل الإستقلال،فهذا لا يعني أننا نفتقد بالضرورة إلى المستعمر الإسباني، بل هي فترة كانت فيها مدينة سيدي إفني تُصنَّف ضمن مصاف المدن الحضارية حيث كان يتواجد بها كل ما يجول بخاطرك من عوالم التقدم و الازدهار.

 

فقد كان بها اكبر مستشفى بشمال إفريقيا، و بها محطة إذاعية ، وبها مطار دولي ، و كان بها قاعتين للسينما، و كان بها كثافة سكانية تجاوزت السبعين ألف نسمة،كان سكانها المغاربة يدرسون بأرقى المؤسسات التعليمية،كان بها نمو اقتصادي لا يمكن مقارنته بباقي المدن المجاورة، كانت سيدي إفني تعتبر من بين المدن النمودجية التي يحلم بها الجميع،إلى حد أن اسبانيا عرضت على سكانها بحاضرتها و بواديها بايت باعمران التجنيس الإسباني ،إلا أن أجدادنا الأشراف أبوا إلا أن يتمسكوا بمغربيتهم يقينا منهم أن من يتنكر لأصله لا خير فيه، إلا أن الواقع المعيش الآن يجعل المواطن الافناوي يحس بالإجحاف و الظلم من جراء التراجع الخطير الذي عرفته المنطقة في جميع الأصعدة.

 

فبعد أن كانت إفني موقع استراتيجي هام يجعل منه مكان التقاء،أصبح موطنا معزولا لا يمر منه إلا المضطر .

 

يا أيها النباح الذي وصفت اسيادك بالخونة و اعتبرت ايت باعمران قبيلة ناكرة للجميل، في حين أن مقاوميها كانوا ضمن الصفوف الأولى الذين حاربوا المستعمر الإسباني و الفرنسي في جميع جهات المغرب حتى تأتي أنت و تتربع على كرسي المسؤولية لتعوي أمام المواطنين الأحرار و الشرفاء و تنعتهم بأقبح الصفات،جاهلا و متجاهلا السبب الذي جعلهم ينتقدون الأوضاع البئيسة التي يعيشها المواطن الافناوي، لكن عدم دراستك لتاريخ إفني ايت باعمران،و نشأتك أيها العروبي في مناخ الجهل جعلك تحتقر اسيادك و تصفهم بالخيانة، ايت باعمران ستبقى دائما أبية شامخة أمام الزنادقة أمثالك.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى