تحقيقات

نصب و شعودة و دعارة مهن المستوطنين الأفارقة بإنزكان وأكادير

 

 

 

 

“نيكرو “,” عوازة ” او ” افريكانو”,كلها ألقاب و تسميات تطلق على اولئك المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء, بدءا بموريتانيا و الكامرون و السينغال ومالي و الغابون. قادهم حلم العبور نحو وهم الفردوس الأروبي, الى المرور بجهة سوس قصد استكمال المسير, الا ان المقام قد استقر بهم هنا الى اجل غير مسمى. غير ان التواجد الملفت لهؤلاء الافارقة بمختلف مدن و مراكز جهة سوس, لم يمر دون تسجيل بعض الملاحضات حول مسارات عيشهم اليومي بالمنطقة.

 

 

 

– نصب و شعودة و دعارة و تسول مهن المستوطنين الافارقة بانزكان و اكادير افارقة يشكون عنصرية سواسة

 

 

 

 

من المعلوم أن منطقة سوس و هويتها مشبعة بروافدها الافريقية كغيرها من مناطق المغرب, الا ان المفارقة تبدو جلية و واضحة حين تفصح لنا معاملة اهل سوس مع المهاجرين الافارقة عن جهل كبير لثقافة شعوب جنوب الصحراء.و هذا الجهل بالاخر هو الذي قد يفسر خشيتهم التي يعبرون عنها بممارسات تمييزية عنصرية كرفض التعامل مع المواطنين الافارقة و تجاهلهم في شتى مظاهر الحياة اليومية. بل ان هذا الخوف قد يتطور في ظل الصعوبات الاقتصادية لياخد اشكالا اكثر عنفا تصل الى الاضطهاد و الميز العنصري مثل رفض تأجير شقق للافارقة المهاجرين و رفض تشغيلهم او حتى شتمهم في الطريق العام و الاعتداء عليهم, على نحو ما افصح عنه المهاجر ” جوناتان ” الذي فرض عليه قدره افتراش “الكارتون” بازقة ايت عميرة.

 

 

المهنة متسول.. ممتاز ” :

 

 

 

في سبيل الله, صدقة في سبيل الله ” هكذا يتسول شباب افارقة بالعشرات بمدينة انزكان وأكادير , يقولون ان بلدانهم الاصلية هي سيراليون,نيجيريا,سينيغال…و كل واحد منهم اختلق عدرا لتواجده بالمغرب, فمنهم من زعم انه يتواجد قصد الدراسة بالجامعة و اخرون قالوا انهم يبحثون عن عمل بالمدينة و لم يجدوه و سيرحلون في اتجاه مدينة الدار البيضاء لعلهم يجدون ضالتهم. و قال اخر ان ابواه توفيا في الحرب و اضطر للبحث عن مكان امن للعيش و العمل..

 

 

اغلب هؤلاء الشباب يتخدون ابواب المساجد مكانا للتسول, يقول احد الباعة المرابضين امام المساجد, مضيفا انهم يحضون بتعاطف شديد من المصلين.و منهم من يستغل اوقات الذروة بالشوارع الكبرى و امام المقاهي لمد يد طلب المساعدة.و هو نفس الامر الذي اكده “مبارك” الذي يعمل نادلا باحد مقاهي انزكان قائلا : “إن هؤلاء المهارجين الافارقة يجتمعون في الليل في المقهى لتناول وجبة خفيفة كعشاء لهم, غالبا ما تكون “زلافة الحريرة وشي تميرات “.

 

 

 

مضيفا انهم يكسبون من وراء التسول400 و300درهما يوميا و عن سؤال لنا بشان مصدر معلوماته حول هذه الارقام, ابتسم مبارك و اجاب انه يساعدهم في تغيير القطع النقدية المعدنية التي يحصلون عليها عبر التسول باوراق نقدية.

 

 

 

و لهم في التجارة نصيب:

 

 

 

و يلاحظ الزائرون لمدينة انزكان ان هناك فئة من المهاجرين الافارقة يمارسون تجارة خفيفة في ساحة قرب السوق الاسبوعي لانزكان جلهم من النساء, و هذه الفئة اوفر حظا من الاولى لانها تكسب بكرامة و تتمكن من اكتراء مكان بسيط لايوائهم,كاكتراء غرفة متواضعة باحد الفنادق بالمدينة او اكتراء منازل مهترية باحياء تراست و الجرف. و لكن طموحهم واحد, جمع مبلغ من المال يمكنهم من الهجرة العلانية او السرية الى الديار الاوروبية, و من بين ما اشتهروا ببيعه من السلع يمكنك ان تجد لديهم بعض الهواتف النقالة و الساعات اليدوية و بعض انواع العطور و الحلي, الا انها سلع و منتوجات غير معروفة الاصل و المنشأ. كما انهم يبيعون ايضا بعض العقاقير و الادوية و الاعشاب و المواد المهيجة جنسيا و التي قد تشكل خطرا حقيقيا على صحة و سلامة المواطنين,و في بعض الاحيان تنشب خلافات و اشتباكات بينهم و بين الفراشة المحليين حول مكان لعرض بعض المنتوجات.

 

 

 

خبراء السحر الاسود :

 

 

 

بشوارع و ساحات تيزنيت و اكادير و انزكان, لا يحتاج المرء الى عناء كثير لاستبيان تعاطي بعض المهاجرين الافارقة لجملة من السلوكيات غير القانونية. اذ اصبح بعض هؤلاء الفارقة ضالعا في الشعوذة الافريقية المعروفة بتسمية ال ” فري فر ي “و هي نوع من السحر يمارس عن طريق كتابة ” الحروز” لطالبها.

 

 

 

و قد انتشر ممارسو هذا النوع من الشعودة ببعض ارصفة الشوارع, و الاسواق الشعبية حيث يكثر تردد النساء و بخاصة الاميات منهن اللواتي يسهل عليهن تصديق ما يعرضه هؤلاء المشعوذون.و بانتشار مجموعات المشعوذين انتظمت هذه الظاهرة و اصبح ممارسوها ينظمون نشاطهم عبر مواعيد و بطاقات الزيارة ” كارت فيزيت ” و ” ارقام الهواتف ” مثل ” الشيخ محمدو” القادم من السنغال المقيم رفقة بعض افراد عائلته بحي السلام باكادير. و اكثر زبائن المشعوذين الافارقة هم من النساء العوانس اللواتي يبحثن عن طريقة للزواج, كما لا تترد النساء اللواتي يشتكين ازواجهن ويستسلمن لطقوسهم,بالرغم من ما ينطوي عليه ذلك من اخطار بتناول بعض العقاقير.

 

 

 

و يعتبر سحر ” الفريفري” و “سحر الفودو” من بين اهم انواع السحر التي يقوم بها هؤلاء المشعوذون,حيث تستخدم الملابس و الشعر و المسامير و الصور الشخصية, و يسمي هؤلاء المشعوذون سحرهم هذا بالسحر الاسود.

 

 

 

 

دعارة و نصب و احتيال :

 

 

 

تعتبر النشاطات الاجرامية التي جلبها المهاجرون غير الشرعيين معهم كثيرة, و قد ساهم في ذلك طموح هؤلاء الافارقة و سعيهم نحو الثراء بشتى السبل سواء بجمع اموال تساعدهم على الوصول الى الضفة الاخرى. و يعتبر نشاط النصب و الاحتيال اخطر نشاط يلجا اليه هؤلاء المهاجرين بمختلف مراكز جهة سوس, للحصول على اموال من بعض ضعاف النفوس ممن تنطلي عليهم الحيل و الالاعيب التي يجني على إثرها هؤلاء المحتالين الملايين و التي يشاركهم فيها احيانا بعض ابناء هذه المراكز من مدمني الاحتيال و النصب.

 

 

 

من جهة اخرى, اضحت منافسة المهاجرات الافريقيات لبائعات الهوى المغربيات في الطرق او داخل الملاهي الليلية من الامور العادية, خصوصا بمدينة اكادير و الجماعات القروية لاشتوكة ايت باها التي يكثر فيها العمال الفلاحيون. حيث اضطرتهن الظروف الى الارتماء في احضان هذه المهنة من اجل العيش, و هو الامر الذي يدق ناقوس الخطر على اعتبار انتشار الامراض الجنسية الفتاكة بدول افريقيا جنوب الصحراء, و على راسها مرض السيدا.

 

عن مجلة حقائق مغربية

 

 

 

 

 

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى