بقلم : محمد امنون
في تدوينه مثيرة كما هي عادتها ، أبت الناشطة اليسارية بشرى الشتواني التي ظهرت مؤخرا مدافعا شارسا عن قضية الأساتذة المتدربين ،خصوصا بعد احداث الخميس الاسود ، كما يحلوا لها ان تصف واقعة الهجوم الامني الشرس على الاعتصام السلمي للأساتذة المتدربين امام المركز الجهوي لمهن التربية و التكوين بمدينة انزكان يوم الخميس 07 يناير 2016 ، ضد ما بات يعرف بالمرسومين الوزاريين المشؤومين الصادرين بتاريخ 23 يوليوز 2015 الاول تحت رقم 2-15-588 القاضي بفصل التكوين عن التوظيف و المرسوم الوزاري رقم 2-15-589 القاضي بتخفيض مبلغ المنحة من 2450 درهم إلى 1200 درهم ، و هو الحدث الدي اتار الكثير من الانتقادات و الادانات على المستوى المحلي و الدولي جراء الاستعمال المفرط للقوة من طرف المسؤولين .
وقالت بشرى في سياق منشورها: ” وأنا أتابع صور وفيديوهات مسيرة الأساتذة المتدربين بالرباط صباح الأحد … كُنت أتابع نجاح عرس الكرامة النضالي بفخر كبير، ليس لأنها المسيرة الأولى أو لأنه كان لي شك في مشاركة المناضلين وفئات الشعب المتضامنة مع الأساتذة المتدربين، ومع مطلب إسقاط المرسومين الذي هو جزء من قضية التعليم والمدرسة العمومية.. بل لأنها المرة الألف التي يثبت فيها الشارع المغربي أن مَن يحكم ليس رئيس الحكومة الذي يتبجح بأنه جاء عبر صناديق الاقتراع غير مزورة، وأن حكومته هي التي تتحكم في زمام الأمور، مما يجعله يحلف بأغلظ الأيمان أنه لن يتنازل عن المرسومين ولو كلفه الأمر استقالته …ما أثبته تشبث الأساتذة بمسيرتهم والتفاف الشعب حولهم، هو أن والي الرباط له صلاحيات أكثر من وزير مكلف بالمالية … نعم يا رئيس الحكومة الصوري، ما زال المخزن يتحكم في كل شيء… حتى في حبالك الصوتية التي حلفت بها بأغلظ الأيمان وأنت متوضئ بدماء لمياء والخمار.. ”
وتابعت بشرى : ” كانت كل التحركات توضح لنا أن مَن يحكم هم مهندسو وزارة الداخلية، الذين شربوا مهنة العسس والتجسس من عهد إدريس البصري والدولة البوليسية …. كنا هنا في إنزكَان مسرح جريمة الخميس الأسود مُتابَعِين كالمجرمين.. وجريمتنا في تضامننا مع الأساتذة المتدربين.. تعقبونا هددوا أرباب شركات النقل، أوقفوا الحافلات… لكننا لم ننهزم، واستطاع كل المناضلين الوصول إلى الرباط.. أحسسنا يومي الجمعة والسبت أننا سنجد شرطة الحدود في مدخل العاصمة تطالب المواطنين بتأشيرة الدخول… وصل المناضلون والأساتذة بالآلاف بقبعاتهم وشاراتهم الحمراء التي تشبه وشاح “لمياء” بطلة معركة المرسومين.. إنه اللوجيستيك الذي وصل مدسوسا في القلوب قبل الحقائب، وأصوات جميلة تغرد للفرح والحرية… إذ لا يمكن أن أتحدث عن منع للسفر بوسائل كتحريض مستخدم بشركة نقل ربما لذيه أستاذ متدرب في العائلة، وربما له ابن أو ابنة يتمنى أن يراه (ا) أساتذا (ة) مستقبلا، أو أن يستوقف حافلة وسط الطريق بدعوى المراقبة الأمنية، فالعشرات من مروجي الحبوب المهلوسة ومخدر الشيرا أو الهيروين.. يستعملون وسائل النقل العمومية لنقل بضاعاتهم المشبوهة دون تفتيش، لأن المخزن ما زال يخاف بضاعة المعلم التي تنقل للأدمغة وعيا وشجاعة ضد الطغاة… لقد كان التصريح الحكومي بمنع المسبرة بمثابة تعبئة مباشرة لها، ومنع الناس من السفر كان استفزازا لأنفة المغاربة الذين لا يتحملون الذل أبدا، فتحركت سيارات الناس العاديين والمناضلين وكل الوسائل التي تمكن الناس من الوصول إلى عرس الرباط النضالي…كل هذا كان ثانويا أمام مسيرة الأحرار التي قالت كل شيء، وعرَّت كل شيء، وأهم شيء أن بنكيران لا يحكم حتى نفسه، بل ما زال والي الرباط يُعِدُّ ويقرر عنه، ومازالت وزارة الداخلية تضم مكاتب لمهندسين لا يشبهون لا حصاد ولا اليزمي ولا غيرهم، بل يشبهون زوار ليل السبعينيات، زمن وطأة إدريس البصري على كل أبناء الشعب الأحرار..
و اختتمت بشرى تدوينتها برسالة مشفرة : ” مسيرة اليوم قالت إن الجدع جدع والجبان جبان، وأن الجدعان في وطني هم كُثر جدا، يستطيعون ليس فقط إسقاط المرسومين، بل تحرير الوطن من أشباه القادة، ومن ظلال زوار الليل، بل حتى من أيْمان رئيس الحكومة .. ”
انزكان : ناشطة حقوقية تروي تفاصيل منع الأساتذة المتدربين من الالتحاق بمسيرة الرباط و تتهم الاجهزة الامنية بالغباء
أترك تعليقا