الرأي

محمد امنون يوجه رسالة لراضي الليلي..ليس من العدل ان تقحم وطناً عظيم و شعبا كريم بأكمله في مشكل صنعه مسؤول او مسؤولين هنا او هناك .

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومَن والاه
افران الاطلس الصغير ،اقليم كلميم باب الصحراء المغربية ، بتاريخ : 29/11/2017

من :
محمد امنون
فاعل سياسي وحقوقي

الى :
الاخ محمد راضي الليلي
صحفي سابق بالتلفزة الوطنية
مدير موقع ” راضي نيوز ” الاخباري

الموضوع: وصية حب و احترام

سلام تام بوجود مولانا الامام دام الله نصره و عزه
اللهم انك تعلم باننا قد بايعناه بيعة لا رجعة فيها
فاللهم اره الحق حقا وارزقه اتباعه واره الباطل باطل وارزقه اجتنابه
وارزقه البطانة الصالحة التي تعينه و تدله على الخير و السداد
وبعد :
اخي محمد راضي الليلي : أبعث إليك رسالة أخٍ محبِّ، يرجو لك الخير كما يرجوه لنفسه، وأزعم أنِّي أتمنَّاه لك فوق ما أتمناه لنفسي في مواطن الإيثار.

اخي محمد راضي الليلي: أوصيك بتقوى الله، فهي وصية الله للأولين والآخرين، ومَن يتقِ الله له مزايا عظيمة يتفرَّد بها عن غيره، ” فمَن يتقِ الله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ “(سورة الطلاق: 2- 3)، ” وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا” (الطلاق: 4)، و” يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ” (الطلاق: 5)، ويجعل له فرقانًا؛ وهو ممدوح مُثْنى عليه من ربه، فأَنعِمْ وأكرِمْ به: ” وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ” (آل عمران: 186).

اخي محد راضي الليلي : لن وأخدك بداية بعديد التصاريح الاعلامية والكتابات الفيسبوكية الصادرة منك ضد السيادة الوطنية ، و سأعتبر ذلك صادر منك لحظة احساس بالظلم وما يترتب عن ذلك من غضب وأقوال المكلف إنما تؤخد مع علم القائل بصدورها منه ، ومعناها ، وإرادته للتكلم .

اخي محد راضي الليلي : ابعت اليك رسالتي هذه و انا اقتبس بيتا من ابيات الشاعر احمد شوقي في قصيدته الشهيرة ” الاوطان ” :
وللأوطان في دمِ كلِ حُرٍ *** يدٌ سلفت ودينٌ مستحقُ
اخي محمد راضي الليلي : إن أغلى ما يملك المرء الدين والوطن، وما من إنسان إلا ويعتز بوطنه؛ لأنه مهد صباه ومدرج خطاه ومرتع طفولته، وملجأ كهولته، ومنبع ذكرياته، وموطن آبائه وأجداده، ومأوى أبنائه وأحفاده… حتى الحيوانات لا ترضى بغير وطنها بديلاً، ومن أجله تضحي بكل غالٍ ونفيس، والطيور تعيش في عشها في سعادة ولا ترضى بغيره ولو كان من حرير، والسمك يقطع آلاف الأميال متنقلاً عبر البحار والمحيطات ثم يعود إلى وطنه، وهذه النملة الصغيرة تخرج من بيتها ووطنها فتقطع الفيافي والقفار وتصعد على الصخور وتمشي على الرمال تبحث عن رزقها ثم تعود إلى بيتها، بل إن بعض المخلوقات إذا تم نقلها عن موطنها الأصلي فإنها تموت… فالكل يحب وطنه فإذا كانت هذه سنة الله في المخلوقات فقد جعلها الله في فطرة الإنسان وإلا فما الذي يجعل الإنسان الذي يعيش في المناطق شديدة الحرارة والتي قد تصل إلى 60 و 70 درجة فوق الصفر، وذلك الذي يعيش في القطب المتجمد الشمالي تحت البرد القارس، أو ذلك الذي يعيش في الغابات والأدغال يعاني من مخاطر الحياة كل يوم ما الذي جعلهم يتحملون كل ذلك إلا حبهم لوطنهم وديارهم؟! لذلك كان من الحقوق والواجبات الاجتماعية في الإسلام والتي غرسها في فطرة الإنسان حقوق الوطن والأرض التي يعيش فيها ويأكل من خيرها ويعبد الله تحت سماها وأول هذه الحقوق الحب الصادق لهذا الوطن.

اخي محمد راضي الليلي : لقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم يُخاطب مكة المكرمة مودعًاً لها وهي وطنه الذي أُخرج منه، فقد روي عن عبد الله بن عباسٍ رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: «ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ! ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ» (رواه الترمذي، الحديث رقم 3926، ص 880)، قالها بلهجة حزينة مليئة أسفًا وحنينًا وحسرةً وشوقًا -مخاطبًا إياه: «ما أطيبكِ من بلد! …». ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مُعلم البشرية يُحب وطنه لما قال هذا القول الذي لو أدرك كلُ إنسانٍ مسلمٍ معناه لرأينا حب الوطن يتجلى في أجمل صوره وأصدق معانيه، ولأصبح الوطن لفظًا تحبه القلوب، وتهواه الأفئدة، وتتحرك لذكره المشاعر. ولما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم (الجحفة) في طريقه إلى المدينة اشتد شوقه إلى مكة، فأنزل الله عليه قوله تعالى:” إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد”، أي لرادك إلى مكة التي أخرجوك منها، يقول سيد قطب رحمه الله في تفسير الآية: “… يتوجه الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن خلفه القلة المسلمة التي كانت يومها بمكة، يتوجه الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مخرج من بلده، مطارد من قومه، وهو في طريقه إلى المدينة التي لم يبلغها بعد، فقد كان بالجحفة قريبًا من مكة، قريبًا من الخطر، يتعلق قلبه وبصره ببلده الذي يحبه، والذي يعز عليه فراقه لولا أن دعوته أعز عليه من بلده وموطن صباه، ومهد ذكرياته، ومقر أهله، يتوجه الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في موقفه ذلك:{إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ} (سورة القصص: 85) فما هو بتاركك للمشركين (في ظلال القرآن).

اخي محمد راضي الليلي : نعم هده هي اخلاق سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، اشد تعلقا بمكة رغم اخراجه منها مكرها و حتى و هو يهاجر إلى المدينة، واستوطنها ، و بعد اقل من 2 سنوات ألفها ، وصار يدعو الله أن يرزقه حبها، كما في الصحيحين: «اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد» (رواه البخاري برقم 4-99)، فهو يدعو الله بأن يرزقه حب المدينة أشد من حبه لمكة؛ لاستشعاره بأنها أصبحت بلده ووطنه التي يحن إليها، ويسر عندما يرى معالمها التي تدل على قرب وصوله إليها. ومثلما دعا بحبها فقد دعا لها، كما في الصحيحين: «اللهم اجعل بالمدينة ضِعْفَي ما جعلت بمكة من البركة» (رواه البخاري 4-97). وفي مسلم: «اللهم بارك لنا في تمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك، وإني عبدك ونبيك وإنه دعاك لمكة، وأنا أدعوك للمدينة بمثل ما دعا لمكة، ومثله معه» (رواه مسلم برقم 1373)، ومن دعاء إبراهيم عليه السلام لمكة، ودعاء محمد للمدينة يظهر حبهما لتلك البقعتين المباركتين، واللتين هما موطنهما، وموطن أهليهم، ومستقر عبادتهم. لقد اقترن حب الأرض في القرآن الكريم بحب النفس، قال تعالى: ” وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ” (النساء: 66)، واقترن في موضع آخر بالدين: “لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ” (الممتحنة: 8)، كل هذا يدل على تأثير الأرض، وعلى أن طبيعة الإنسان التي طبعه الله عليها حب الوطن والديار. إن ارتباط الإنسان بوطنه وبلده، مسألة متأصلة في النفس، فهو مسقط الرأس، ومستقر الحياة، ومكان العبادة، ومحل المال والعرض، ومكان الشرف، على أرضيه يحيا، ويعبد ربه، ومن خيراته يعيش، ومن مائه يرتوي، وكرامته من كرامته، وعزته من عزته، به يعرف، وعنه يدافع، والوطن نعمة من الله على الفرد والمجتمع، ومحبة الوطن طبيعة طبع الله النفوس عليها،
ولا يخرج الإنسان من وطنه إلا إذا اضطرته أمور للخروج منه، كما حصل لنبينا محمد عندما أخرجه الذين كفروا من مكة، قال تعالى: “إلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّـهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّـهَ مَعَنَا” (التوبة: 40)، وكما حدث لموسى عليه السلام قال الله تعالى: “فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا” (القصص 29)، قال الإمام أبو بكر بن العربي المالكي: “قال علماؤنا: فلما قضى موسى الأجل طلب الرجوع إلى أهله وحن إلى وطنه، وفي الرجوع إلى الأوطان تقتحم الأغوار، وتركب الأخطار، وتعلل الخواطر” (أحكام القرآن 3/1470. تحقيق علي محمد البجاوي). ولما كان الخروج من الوطن قاسيًا على النفس، صعبًا عليها، فقد كان من فضائل المهاجرين أنهم ضحوا بأوطانهم في سبيل الله، فللمهاجرين على الأنصار أفضلية ترك الوطن، مما يدل على أن ترك الوطن ليس بالأمر السهل على النفس، وقد مدحهم الله سبحانه على ذلك فقال تعالى: ” لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ” (الحشر: 8). يقول الإمام حسن البنا رحمه الله وهو يتحدث عن حب الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وحنينهم إلى وطنهم مكة المكرمة: “إن كان دعاة الوطنية يريدون بها -الوطنية- حب هذه الأرض وألفتها والحنين إليها والانعطاف نحوها، فذلك أمر مركوز في فطر النفوس من جهة، مأمور به في الإسلام من جهة أخرى، وإن بلالاً الذي ضحى بكل شيء في سبيل عقيدته ودينه هو بلال الذي كان يهتف في دار الهجرة بالحنين إلى مكة في أبيات تسيل رقة وتقطر حلاوة:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة *** بواد وحولي أذخر وجليل
وهل أردن يومًا مياه مجنة *** وهل يبدون لي شامة وطفيل.

اخي محمد راضي الليلي : إن المسلم الحقيقي يكون وفيًا -أعظم ما يكون الوفاء- لوطنه، محبًا -أشد ما يكون الحب- له، مستعدًا للتضحية -دائمًا- في سبيله بنفسه ونفيسه، ورخيصه وغاليه، فحبه لوطنه، حب طبيعي مفطور عليه، حب أجل وأسمى من أن ترتقي إليه شبهة أو شك، حب تدعو إليه الفطرة، وترحب به العقيدة وتؤيده السنة، وتجمع عليه خيار الأمة. فيا له من حب! قيل لأعرابي: كيف تصنعون في البادية إذا اشتد القيظ حين ينتعل كل شيء ظله؟ قال: “يمشي أحدنا ميًلا، فيرفض عرقًا، ثم ينصب عصاه، ويلقي عليها كساه، ويجلس في فيه يكتال الريح فكأنه في إيوان كسرى”. أي حب هذا وهو يلاقي ما يلاقي! إنه يقول أنا في وطني بهذه الحالة ملك مثل كسرى في إيوانه إن المواطَنة الحقة قيم ومبادئ وإحساس ونصيحة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وعزة و موالاة وتضحية وإيثار والتزام أخلاقي للفرد والأمة، إنها شعور بالشوق إلى الوطن حتى وإن كان في يعيش الفرد في مرابعه كما قال شوقي:
وطني لو شغلت بالخلد عنه *** نازعتني إليه بالخلد نفسي.

اخي محمد راضي الليلي : رسالتي اليك اليوم يا اخي محمد راضي الليلي وان اعلم كرم اخلقك كما اعلم مستوى الظلم الدي لحق بك … ظلم انا على يقين انك لست الوحيد في هدا البلد الدي تعرض و يتعرض له من طرف بعض المسؤولين عديمي الضمير والوطن براء من تصرفاتهم .

اخي محمد راضي الليلي … والله اني اعرف صعوبة ما تحس به من ظلم جراء عدم انصاف قضيتك العادلة ولأجل ذلك تضامنا معك دون قيد او شرط و لزلنا متضامنين معك في ما تعرضت له من اجحاف مطالبين الحكماء في بلدي الى الأخذ بيد ابناءك واحتضانهم الى ان يهديك الله … لكن يا اخي محمد ليس من العدل ان تقحم وطناً عظيم و شعبا كريم بأكمله في مشكل صنعه مسؤول او مسؤولين هنا او هناك داخل دواليب هده المؤسسة الوطنية او تلك … فلا تجعل ما تحس به من غبن و ظلم و عدم الانصاف سبيلا للهجوم على السيادة المغربية وهذا خطأ فادح ومؤلم للعديد ممن تعاطفوا معك ويساندون قضيتك ولو بشكل معنوي وانا واحدٌ منهم … فقضية الوحدة الترابية ( الاقاليم الجنوبية ، الصحراء الشرقية ، سبتة و مليلية ) لبلدي ووطني خط احمر افديها بدمي ليس إرضاء لهدا المسؤول او داك فالوطن ليس ملك احد ، الوطن ملك لنا جميعا ، ووطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه … فلا تكن اخي محمد من المتنكرين للأرض التي عاشوا فيها وأكلوا من خيراتها وترعرعوا في رباها واستظلوا تحت سماها وكانت أرض الإيمان والتوحيد والعقيدة الصافية ؟! اما اخواننا المغرر بهم والمحتجزين في مخيمات تندوف فنسال الله ان يفك اسرهم و يهدي من يتزعمهم سبيل الرشد و الهداية .

اخي راضي الليلي : بكل تعابير الحب و التقدير ارجوك لا تكون كمثل ” ابو رغال ” دلّ أبرهة على الطريق إلى مكة ، فخرج أبرهة ومعه أبو رغال حتى أنزله بالمغمس ، فلما أنزله به مات أبو رغال هنالك مهجورا في صحراء قاحلة فَرَجَمَت قبرَه . شخص لا قيمة له نفعي ولو على حساب قومه …ولو على حساب بيت مقدس . شخص ليس لديه مبدأ، النفع والمصلحة الشخصية عنده فوق كل اعتبار. دلّ العدو على عورات قومه !دلّ عدوّه على الطريق إلى مكة.
مات أبو رغال…وتلاشَتْ فقاعته وبقي له سوء الذِّكر مسطور مزبور في كُتب التاريخ . مات عبد العزى بن عبد المطلب المعروف بأبو لهب .. حامل لواء الباطل ضد الحق ومات أحمد بن حنبل رحمه الله . فالأول زَبَـدٌ تلاشى والثاني سَيلٌ نفع الله به، كم ورّث من عِلم ؟ وكم تَرَك من قول ؟ وكم خلّف من حِكمة ؟ فيا بُعد ما بين الرَّجُلَين !
الدنيا كلّها تعرِف من هو أحمد بن حنبل و تذكره بكل خير ! ولكن من يدكر عن ابي لهب و ابورغال خيرا ؟ سائِل الدنيا … واسأل التاريخ . ففي التاريخ مُعتَبَر ، وفي الأيام مُدَّكَر .

اخي محمد استعن بالله و لابد سينصرك و لا تكن ممن قال فيهم تعالى : ” قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا ، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ”
و قبل ان اختم اليك اخي راضي الليلي بعض الارهاصات الجزائرية الداخلية للتخلص من المغرر بهم والمحتجزين بمخيمات تندوف ، على امل ان يكون لك اجر التفكير و المساهمة في رجوع هؤلاء الى ارض وطنهم المغرب معززين مكرمين قبل ان تتخلى عنهم المخابرات العسكرية الجزائرية :

1)لقد بدأت مضايقة المحتجزين و المغرر بهم بمخيمات تندوف منذ مدة طويلة بمحاصرتهم عسكريا في دائرة ضيقة لا يسمح لهم بالخروج منها إلا بتصاريح وبشروط مشددة ” و هدا ما رواه لي شخصيا احد الطلبة الصحراوين زار السنة الماضية المخيمات “، وضاق عليهم الخناق أكثر بعد موت عبد العزيز المراكشي نسال الله له الرحمة و المغفرة ، وبذلك وبغيره بدأت معالم إخراج الاخوة الصحراويين المحتجزين و المغرر بهم بتندوف و انا على يقين انهم لن يجدوا الا وطنهم المغرب ، الوطن الغفور الرحيم.

2)لما مات عبد العزيز المراكشي كان الجزائريون يسمعون حكامهم يقولون : ” طَيَّشْنَا قبرو في الصحرا الغربية ” !!! وكان ذلك فعلا أول علامة تدل على أن أيام “البوليساريو” في تندوف أصبحت معدودة ، فقد رَمَوْا قبرَ زعيمهم ( طيشوه ) ودفنوه في قبر غريب في الخلاء لا هو في الجزائر ولا في موريتانيا و لا حتى في ارض وطنه المغرب الى جانب والده الرجل الوطني الشهم رحمة الله عليهم جميعا، بل في أرض خلاء في الشريط العازل بين المغرب والجزائر وموريتانيا ، وفي ذلك إشارة رمزية للباقي من الاخوة المحتجزين و المغرر بهم ليفهموا الرسالة و يستعدوا لإفراغ مخيمات تندوف ..

3)مؤخرا بوتفليقة يستقبل عبد الحميد الإبراهيمي الذي لا شك أنه طرح عليه حلولا جذرية لإخراج الجزائر من الكوارث والمآزق السياسية والاقتصادية التي وضعت نفسها فيها ، وربما أبلغه بما كان قد صرح به في محاضرته في مدرسة الشرطة بالجزائر حينما قال بصريح العبارة ” لا مبرر لاستمرار إغلاق الحدود مع المغرب “…وحينما نقول محاضرة في مدرسة للشرطة فهذه الأخيرة جهاز من أجهزة الدولة الجزائرية من المفروض أن لا علاقة لها بالسياسة لكن الإبراهيمي وجدها فرصة ولو في غير مكانها لإثارة بعض أخطاء النظام الجزائري ومنها العداوة المجانية ( للمغرب ) والتي يمكن أن نتخلص منها بسهولة وفي نفس الوقت ستهدأ النفوس الأمارة بالسوء وستقل نسبة الجريمة .

والسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

امضاء :
محمد امنون
اعلامي و فاعل حقوقي
مستشار جماعي بجماعة افران الاطلس الصغير – اقليم كلميم باب الصحراء المغربية
عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم و الاشتراكية

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى