مسيحيات يحيين قداسهن فيكنائس منزلية بأكادير ويحكين معاناتهم

حكت مغربيات مسيحيات في لقاء جمعهن في ما يسمى «كنائس منزلية» بأحياء مراكش وأكادير، معاناتهن منذ الإعلان عن اعتناقهن المسيحية، بالتضييق على تعليم أبنائهن وطردهن من الجامعة ومحاصرة المنازل ومقاطعتهن تجاريا واجتماعيا.

وكشفت فاطمة (مسيحية متزوجة بمسيحي وأم لثلاثة أطفال، وتسكن في منطقة أمزميز)، في شهادتها مع أعضاء الجمعية المغربية للحقوق والحريات الدينية أن علاقة أحد أبنائها الصغار (13 سنة) بالمدرسين بالمدرسة متشنجة وعنيفة بسبب رفضه تعلم التربية الإسلامية، وقوله في المدرسة إنه مسيحي ورفضه قول عبارة «صلى الله عليه وسلم»، وهو ما لم يستطع المعلمون تقبله، فانتقموا منه في النتيجة الدراسية، حسب قولها، مشيرة إلى أن زوجها الذي يعمل حلاقا عانى مشاكل مالية بعد رفض الناس التوجه إليه للحلاقة بسبب إعلانه اعتناق المسيحية. واضطر لغلق محله، ما دفعها للعمل في تجارة ملابس النساء لإيجاد مصاريف الأطفال وكراء المنزل.

وتحدثت طالبتان من أكادير، خلال اللقاء نفسه، عن توقيفهما من الدراسة بالجامعة من قبل أساتذة الدراسات الإسلامية بسبب اتهامات وجهت إليهما بالتبشير ونشر الديانة المسيحية داخل الجامعة، في حين تحدثت نسرين الملقبة بـ «مليكة» عن معاناتها بسبب مشاكل أسرية وعائلية حول اعتناقها الديانة المسيحية حديثا، إذ طلقها زوجها. وقالت إن جيرانها يحاصرون منزلها و»يؤذنون بعبارات «الله أكبر» أمام النوافذ، كما أن سيارتها تعرضت للاعتداء والتخريب، بالإضافة لقطع علاقاتها مع أفراد من عائلتها بسبب رفضها الرجوع إلى الديانة الإسلامية»، مشيرة إلى أن السلطات القضائية تسامحت معها في الكثير من الأحيان، ولا تجد أي مشكلة حين تقدمت بطلب الحصول على جواز سفر، كما أن الأحكام القضائية التي صدرت في حقها كانت كلها في صالحها رغم وجود طلبات تقدم بها زوجها بسحب حضانة بناتها بداعي أنها مسيحية.

وتلقت الجمعية الحقوقية شكاوى من مسيحيين بعدد من القرى المجاورة لمراكش، تشير إلى وجود تشهير ضدهم بهدف الانتقام من أنشطتهم الفلاحية والتجارية، بدعوى أنهم «كفار»، كما أوضح شخص يقطن بمراكش ويدعى «محمد» من زاكورة، ويعمل بإحدى محطات الوقود بمراكش، قال إن أكله لثمرة دقائق قبل رفع أذان المغرب في رمضان الماضي عرضه للعنف من طرف زملائه في العمل، وتم توقيفه، قبل أن تتدخل صاحبة المحطة بعد أيام مطالبة إياه استئناف عمله.

وقدرت الجمعية عدد المسيحيين في مراكش بـ 13 ألفا، يجتمعون في 26 «كنيسة منزلية» على الأقل، أسسها مسيحيون مغاربة وكوريون ولهم علاقات بكنائس مدن أخرى مثل ورزازات. أما في أكادير، فقد وصل عددهم إلى 8 آلاف شخص، تعرض بعضهم للاعتقال والتحقيق مرات عدة، خصوصا أثناء السفر لعقد لقاءات دينية في إفران أو القنيطرة، ويجتمعون في أربع كنائس بحي السلام والداخلة والهدى وتالبرجت، أسسها رشيد حمامي المعروف بـ «الأخ رشيد».

خالد العطاوي

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *