أزنزار .. سفير أكادير الذي تنكر له المسؤولون

حقائق 24 _

لم تحظ مدينة أكادير إلا ببضع ثوان قليلة من إجمالي الغلاف الزمني لفيديو كليب صوره المنتج الموسيقي “ريدوان” بمناسبة مشاركة المنتخب الوطني في كأس العالم بروسيا، غير أن ذلك لم يمنع المجلس الجهوي لسوس ماسة والمجلس الجماعي لأكادير من المساهمة في إنجاز هذا الشريط بغلاف مالي فاق 200 مليون سنتيم. مما أجج حملة من الانتقادات الموجهة إلى المسؤولين عن هذا الدعم الخيالي، خصوصا وأن الفيديو قد اقتصر على بعض المشاهد من شاطئ المدينة وصور لبعض غزلان وحيوانات إحدى المحميات ضواحي المدينة، في تجاهل تام لأغلب المواقع السياحية التي تزخر بها أكادير.

وفي الوقت الذي تصرف فيه هذه المبالغ الطائلة في أنشطة ترويجية غير ذات وقع فعلي على القوة الاستقطابية لعاصمة سوس، فضل أغلب المسؤولين على الترويج السياحي لهذه الوجهة التنكر لأحد شباب الجهة الذي استطاع بإمكانياتته الذاتية البسيطة أن يحضى بتقدير جميع المغاربة، وخصوصا ساكنة أكادير على ما قام به من مجهودات في سببل الترويج السياحي للمدينة في كل تنقلاته وسفرياته، وطنيا ودوليا.

“سفير مدينة أكادير”، لقب لم يستطع أحد أن يحرزه من ذي قبل، حتى من بين المسؤولين الذين تقلدوا مناصب المسؤولية في تدبير الشأن السياحي للمدينة مستفيدين من الميزانيات الضخمة المخصصة لهذا القطاع. غير أن الوجه المألوف في صفوف مشجعي فريق حسنية أكادير والمنتخب الوطني لكرة القدم عبد الله صديق المشهور بلقب “أنزاز” قد استطاع أن ينتزع من ساكنة المدينة هذا اللقب.

وتمكن “أنزاز” من انتزاع تقدير ساكنة المدينة، ومعها الجماهير السوسية، بفضل إصراره على استغلال مختلف الأماكن التي يزورها في المغرب وخارجه من أجل الترويج للوجهة السياحية لمدينة أكادير.
فقد حول هذا الشاب الذي لا يفارقه “العلم الأمازيغي”، رمز الهوية الضاربة في عمق التاريخ للشعب المغربي، حول إقامته بروسيا أثناء مشاركة المنتخب في مباريات كأس العالم إلى فرصة حقيقية للتعريف بالوجهة السياحية لأكادير، حاملا معه عشرات الكتب التي تعرّف بما تختزنه مدينة أكادير وتيزنيت وتارودانت وتافراوت، وغيرها من مدن جهة سوس، من معالم سياحية، إضافة إلى خرائط لجغرافيا المنطقة، وكذا بطاقات بريدية، للتعريف بالمآثر التاريخية والمعالم العمرانية والعادات والتقاليد المحلية.

نفس الشيء سبق وأن قام به “أنزار” أثناء سفره إلى الغابون قصد مؤازرة المنتخب الوطني المغربي في نهائيات كأس أمم افريقيا التي بلغ فيها أسود الأطلس دور ربع النهائي. أما وطنيا فقد استطاع هذا الشاب السوسي أن يحول سيارته الصغيرة التي أطلق عليها إسم “تاگرامت” إلى وحدة متنقلة لاستقطاب السياحة الداخلية إلى مدينة أكادير. وهو الأمر الذي جعل الكثير من نشطاء وفعاليات المجتمع المدني بالمنطقة إلى التساؤل عن سر إحجام المسؤولين على الترويج السياحي للمدينة عن احتضان هذا الشاب والاستفادة من مجهوداته الموجهة للترويج السياحي للمتطقة.

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *