جهويات

فضيحة : أوراش بناء عشوائية في واضحة النهار امام أعين المسؤولين بقيادة بلفاع

بلفاع 3200

تشكل ظاهرة انتشار البناء العشوائي تهديدا مباشرا على النظام العمراني والمتطلبات الضرورية للإستقرار، حيث حولت جل المدن المغربية إلى بؤر للتوتر عوض أن تكون مجالات لإنتاج الاندماج الاجتماعي والاستقرار النفسي والأمن العائلي لكافة المواطنين.
ونظمت مناظرات ومؤثمرات لدراسة موضوع البناء العشوائي، كما رصدت حكومات سابقة أموالا طائلة لاحتوائها، ومحاربتها عن طريق الإصلاح الجذري، واعتماد برنامج وطني تضامني مضبوط المسؤوليات، إذ لم تعد خيارا من الخيارات الوطنية، بل أصبحت ضرورة تفرضها حالة الاستعجال لما له من أثر سلبي على كرامة المواطن وما يشكله من تهديد لتماسك النسيج المجتمعي واستقراره.
ونوه متتبعون للظاهرة على مجهودات الدولة في محاربة السكن العشوائي ، ورصد أموال باهظة من اجل إيجاد حل لهذه المعضلة الصعبة ، عاينت ” الجريدة ” خلال نهاية هذا الاسبوع إنتشار مجموعة من البنيات العشوائية ، تشيد في واضحة النهار بجماعة بلفاع اقليم اشتوكة ايت باها ، دون أن تعرف أي تدخل من قبل الجهات المسؤولة من أجل ايقاف هذه الاشغال. ما دفع بالجريدة إلى الرجوع إلى كواليس هذا الملف الذي يظهر قصر النظر التدبيري للمسؤولين بالمنطقة.
مصادر ” الجريدة ” ، صرحت عن أوراش بناء عشوائية انطلقت بمجموعة من الدواوير المتواجد بنفود قيادة بلفاع ، تتم في واضحة النهار و أمام أعين مسؤولي قيادة بلفاع ، دون ان يتدخل أحد من أجل ايقاف هذه الاشغال غير القانونية ، الأمر الذي دفعنا للبحث أكثر في تفاصيل هذا الملف ، حيث أكدت لنا مصادر أخرى على دراية بما يقع في الجماعة المذكورة ، ان هذه المنازل الغير القانونية ليست الأولى ، بل هو امتداد لبنايات أخرى تتم بشكل سري خصوصا داخل دواوير و أحياء مهمشة .
ففي جماعة بلفاع، يستحيل أن تدق مسمارا في الحائط دون أن يطرق بابك المقدم لكي يسألك هل تنوي تغيير شيء في منزلك. وهؤلاء المقدمون والشيوخ، “الذين يحصون على عباد الله أنفاسهم”، يصابون فجأة بالصمم عندما تبدأ عمليات حفر الأساسات وإلقاء «الضالات» وضرب «المرطوب» للبنايات التي تنمو تحت جنح الظلام. مايدفع مباشرة إلى طرح اسئلة من قبيل “هل يمكن تشييد كل هذه البنايات العشوائية التي تنمو وتخرج إلى الوجود بدون علم السلطات المحلية..؟.
إن كل «بناء عشوائي» بجماعة بلفاع اقليم اشتوكة ايت باها ، يتم بناؤه بعلم المسؤولين المتدخلين من “رئيس الدائرة والقائد والمقدم والمرشح “و«زيد وزيد». وفي ظل هذا الوضع القاتم الذي أصبح يفرض نفسه بإلحاح شديد، يتساءل العديد من المتتبعين عن المسؤول الحقيقي الذي يقف وراء هذه الظاهرة؟ ومن المستفيد من انتشارها.. مطالبين في نفس الوقت من السيد عامل صاحب الجلالة على اقليم اشتوكة ايت باها ، بإيفاد لجنة من العمالة للبحث في هذا الموضوع وفتح تحقيق للتأكد والوقوف على لوبيات الفساد التي تتحرك لخدمة مصالحها الخاصة، والاغتناء الفاحش من البناء العشوائي، هذه الظاهرة التي حولت المنطقة إلى ورش مفتوح للبناء العشوائي عوض الاوراش التنموية المذرة للدخل.

سعيد الدين بن سيهمو

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى