حقائق24 / الرباط
نفذ مثقّفون ونشطاء مدنيون جزائريون يوم أمس وقفة رمزية دعت إليها اللجنة الجزائرية من أجل فتح الحدود البرية بين المغرب والجزائر، على مستوى المعبر الحدودي “زوج بغال – العقيد لطفي” بين المغرب والجزائر. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بإنهاء حالة غلق الحدود التي عمرت طويلا، مؤكدين أنه لم يعد يوجد أي مبرر أخلاقي وسياسي لاستمرارها.
المفكر والأديب الجزائري سعيد هادف، أحد الوجوه البارزة في اللجنة، أكد في إتصال أجرته معه “حقائق 24” أن تأسيس اللجنة يأتي “في سياق النداءات الشعبية التي سبق وأن طالبت بفتح الحدود وتتويجا للنداء الذي رفعه مؤخرا فاعلون من المجتمع المدني الجزائري بهدف التأسيس لعلاقة جزائرية مغربية منفتحة على التعاون الخلاق”. مضيفا أن لهذه “المبادرة خلفية إنسانية وحقوقية ترمي إلى تمكين الجالية الجزائرية بالمغرب ونظيرتها المغربية بالجزائر من التمتع بحقها في التنقل والسفر برا وزيارة بلدها وأهلها في ظروف مريحة”.
من جهته شدد بكي بنعامر، العضو بذات اللجنة وأمين عام اتحاد الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة، على أن “مشاعر المحبة بين الشعبين ظلت حية، وظلت تتحين الفرص لتتجلى على شكل أفراح جماعية هنا وهناك، وتدعو إلى عودة المياه المغاربية إلى مجراها الطبيعي”، وهو ما دفع ثلة من المثقفين ونشطاء المجتمع المدني عبر اللجنة الجزائرية لفتح الحدود حسب ذات المتحدث إلى “التوقيع على نداء وجهوه إلى كل الإرادات الطيبة في الجزائر للمساهمة في “الحد من نيران الحقد التي ظل يشعلها الفاسدون والجهلة من كلا البلدين”. واسترسل بنعامر في حديثه ل”حقائق24″ قائلا “إن هذه المبادرة تمخضت بالأساس عن التغيرات التي أحدثها حراك 22 فبراير في الذهنيات والإرادات”.
وفي تعليقه على هذه المبادرة المدنية، أعرب عضو السكرتارية الوطنية لحزب التغيير الديمقراطي المغربي المكلف بالعلاقات الخارجية عبد الله الفرياضي عن “دعمه المطلق لهذه المبادرة”. مردفا بالقول أن صناع القرار في كلا البلدين مطالبون على الأقل بمراعاة التكلفة الإقتصادية الباهظة لإغلاق الحدود، وذلك بالنظر إلى خسارة المغرب والجزائر لما يفوق ملياري يورو سنويا. وهو ما يعني – بحسب ذات المتحدث – حرمان الناتج المحلي الخام لكل دولة على حدة من نسبة نمو سنوي تعادل أو تفوق 2 في المئة”. ودعا الفرياضي المثقفين والسياسيين والنشطاء المدنيين المغاربة إلى الإنخراط بدورهم وبقوة في هذه الدينامية الترافعية.