حنان وهبي
يُعتبر اللعب من أهم الأنشطة التي يحتاجها الأطفال لنموهم البدني والعقلي والاجتماعي. ومع ذلك، فإن ظاهرة لعب الأطفال لساعات طويلة في الشوارع أصبحت قضية تثير القلق، خاصة مع تزايد مظاهر الإهمال الأسري والانشغال بالتكنولوجيا.
اللعب بالشارع: بين الحرية والمخاطر.
اللعب في الشارع يمنح الأطفال شعورًا بالحرية والمساحة للتفاعل مع أقرانهم. لكن هذا النشاط لا يخلو من المخاطر، حيث يتعرض الأطفال للإصابات، السلوكيات السلبية، وحتى استغلالهم من قبل الغرباء. وبدلاً من أن تكون هذه المساحة وسيلة للترفيه والتعلم، أصبحت في كثير من الأحيان بيئة غير آمنة تهدد سلامة الطفل.
إهمال الأسرة: المسؤولية الضائعة.
يرتبط بقاء الأطفال لساعات طويلة في الشارع بشكل وثيق بإهمال الأسرة. في كثير من الأحيان، ينشغل الآباء بالعمل أو الاهتمامات الشخصية، تاركين الأطفال دون رقابة أو توجيه. والأسوأ أن بعض الأمهات يقضين وقتًا طويلاً على الهواتف الذكية، مشغولات بوسائل التواصل الاجتماعي أو الترفيه، على حساب دورهن في متابعة ورعاية الأطفال.
الآثار السلبية على الأطفال.
إهمال الأسرة واستخدام الأمهات المفرط للهواتف يؤدي إلى العديد من الآثار السلبية على الأطفال، منها:
– “ضعف العلاقات الأسرية”: يقل التواصل بين أفراد الأسرة، مما يسبب فجوة في العلاقة بين الأطفال والآباء.
– “تأثر السلوكيات”: يتأثر الأطفال بسلوكيات سلبية قد يتعلمونها من البيئة المحيطة في الشارع.
– تأخر التحصيل الدراس”: نتيجة قضاء وقت طويل في اللعب دون تنظيم أو تخطيط.
الأطفال هم أمانة ومسؤولية تقع على عاتق الأسر والمجتمع. وبينما يُعتبر اللعب ضرورة لنموهم، فإن الإهمال الأسري والانشغال بالتكنولوجيا يحول هذا النشاط إلى تهديد حقيقي. المطلوب اليوم هو أن نعيد التوازن بين احتياجات الأطفال للعب ورعاية الأسرة، لضمان مستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا لأجيالنا القادمة.