أحمد مازوز
كانت ولاتزال فية لقيمها الاخلاقية، ومنسجمة مع قناعاتها الفكرية،وملتزمة بمبادئها الاتحادية ،ومخلصة للخط النضالي الاشتراكي، ومصارعة ضد العملاء السياسيين والحزبيين، فكريا وسياسيا واجتماعيا، متصديةومناهضة للمساومات والمؤامرات من طرف القيادة الاتحادية المهيمنة على المكتب السياسي منذ المؤثمر التاسع ،انها القيادةالإتحادية البارزة الاستاذة حسناء ابوزيد الممانعة ان يتحول حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الى مجرد وكالة انتخابية ودكان سياسي، المناضلة المدافعة عن الفكرة الاتحادية لتشق طريقها.
حقا أن الكثيرمن المناضلين الاتحاديين قطعوا فيزيائيا مع تنظيم القوات الشعبية ،ولكن ظل الارتباط الوجداني مع الذاكرة الاتحادية مستمرا، فإلى جانب رموز الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وقاعدة عريضة من المناضلات الاتحاديات والمناضلبن الاتحاديين تبقى حسناء ابوزيد من الصامدين بثبات والمقتنعين بتحرير الفكر الاتحادي اليساري من قبضة زمرة التسلط التنظيمي الحالي،التي تفننت واجتهدت في ضرب استقلالية القرار الحزبي و وأد الفكر الاتحادي المتنور بشكل جعل حزب الاتحاد الاشتراكي منفصلا عن حاضنته الثقافية و غارقا في مستنقع التنسيقات الانتخابوية دون قدرة على المصالحة مع هويته اليسارية و قواته الشعبية،و من تم لا يمكننا التبشير بالرجة التنظيمية إن لم تسبقها الرجة المعرفية و الثقافية التي تكشف المستور ولا تستر العيوب ، رجة مستبصرة تقطع الطريق على خطابات التضليل و التمويه السياسوي الفارغ و تفتح الأفاق أمام كل الأجيال الاتحادية(منتسبين و متعاطفين) .
في حوار مع إحدى الوسائل الإعلامية(هيسبريس) كشفت حسناء أبوزيد الأسباب التي جعلت فئة كبيرة من الاتحاديين، الذين عزلتهم المراحلة التنظيمية من المساهمة الحزبية المتعارف عليها، تأخذ مسافة أخلاقية مع التنظيم الذي يرأسه إدريس لشكر، مشيرة إلى أن ذلك “راجع إلى الاختلاف الذي طوره بعضهم إلى خلاف، بعد تقييمين متعارضين لمرحلة ما بعد 2016”.
وفي هذا الصدد ترى حسناءأبوزيد أن “الحزب دشن مسلسلا من السقوط الحر مع القيادة الحالية، عنوانه التراجع القيمي والسياسي والانتخابي والأخلاقي والفكري”، مبرزة أنه “لا يمكن أن يبرر هذا التراجع بالعوامل الخارجية المرتبطة بالسلطوية وتزوير العملية الانتخابية”.
حيث ابرزت المناضلة الاتحاديةأن “أزمة الحزب مرتبطة بتجربة غير موفقة للكاتب الأول للحزب ادريس لشكر وهذا الأمر اعترف به شخصيا، لكنه جاء في توقيت غير مناسب”.
وفي ذات السياق أكدت أبوزيد أن “الاتحاد لا يزال حيا، ولكن تم تقزيم دوره عندما تحول فقط إلى فعل محدود ببعض المبادرة غير المجدية”، مستغربة “اختزال المصالحة في اللقاء العاطفي لأن المسألة تتطلب تقديم مشروع، في مقدمته المصداقية”. مضيفة أن “مسلسل التراجعات داخل الحزب كان يجب الوقوف عليه بعد المؤتمر الأخير، وهو ما أصبح مستحيلا مع القيادة الحالية”، معتبرة أن “إعلان لشكر استمراره على رأس الحزب حتى 2021 هو نوع من إجهاض المبادرة التي أطلقها”.
إن ” ما يقع اليوم داخل الحزب، هو أن القيادة الحالية تنتج قيما لا تسعف في تطور الاتحاد، بل تزيد خنقه”، تقول أبوزيد، التي ابتعدت عن الأضواء مدة طويلة، مبرزة أن “خرجات قياديي الحزب أثبتت أنهم لا يمتلكون المشروعية السياسية، التي يستطيع من خلالها القيادي حمل صوت ما يؤمن به كيفما كان، وأن تكون له القدرة على أن ينعكس ذلك على سلوكه”.
فبغض النظر عن بعض المواقف والتحليلات، والقراءات والكتابات، وعن المنهج والسياسة، والأسلوب والكتابة، ستبقى المناضلة الاتحادية الأستاذة«حسناء أبوزيد » قيمة وقامة في الإعلام السياسي ، مهما حاول البعض اضهار وخلق درجة الاتفاق والاختلاف مع أطروحاتها ونقاشاتها وحواراتها ، ومع مقترحاتها وملاحظاتها في الشأن السياسي الحزبي والقضايا التنظيمية المتأزمة التي سقط فيها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ولكن ستظل ميزة الأستاذة «أبوزيد » أنها كانت فارساوشجاعة في تعاملها مع كل من اختلف معها وعارضها، وحتى مع كشف بعض تناقضات القيادة الاتحادية الحالية .