تابعت النيابة العامة، بالقطب الجنحي بابتدائية الجديدة، ستة أشخاص، ضمنهم امرأتان، بازدراء الدين الإسلامي، وجعلتهم تحت طائلة الفصل 267 من القانون الجنائي، الذي يعاقب بالحبس، من ستة أشهر إلى سنتين، وبغرامة من 20 ألف درهم إلى 200 ألف، كل من أساء إلى الدين الإسلامي وأتى أفعالا من شأنها تحقيره.
وردد الموقوفون قصيدة مدح الرسول الشهيرة “قمر سيدنا النبي”، في جلسة أثثها الخمر و”الشيشا”، بإحدى الشقق بإقامة مفتاح الخير قبالة بلدية الجديدة.
وقام أحدهم، يرجح أنها شابة ممن ظهروا في “التيك توك”، بتصوير شريط مدته 30 ثانية، وأطلقته في مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها انتقل إلى التطبيق الفوري “واتساب”، وانتشر الشريط بسرعة فائقة كالنار في الهشيم، ويظهر فيه شابان برفقة ست شابات، في جلسة خمرية تؤثثها الجعة والنرجيلة، في قمة نشوتهم وهم يرقصون على إيقاعات قصيدة شهيرة في مدح الرسول، ويرددون بأصوات مرتفعة “قمر سيدنا النبي قمر، وجميل سيدنا النبي وجميل”.
ورغم أن الموقوفين على ذمة القضية،لما عادوا إلى وعيهم، أدركوا أن نشر المحتوى الرقمي، فيه إساءة للديانة الإسلامية، ويستفز شعور المسلمين، فقاموا بحذف المحتوى المنشور، فإن خلية الرصد واليقظة المعلوماتية، التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني بالرباط، التقطت فحوى الشريط، وتفاعلت معه بالسرعة اللازمة، بتنسيق مع المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، وانطلق البحث مع كل المتورطين في القضية، التي تتلخص في التنقيص وتسفيه الدين الإسلامي،المعاقب عليها في الفصل 267من القانون الجنائي.
وتحركت خلية الجريمة المعلوماتية بالمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، بناء على ما تم استجماعه من معلومات دقيقة، وتمكنت عشية الجمعة الماضي، من إيقاف بطلة “التيك توك”، ويتعلق الأمر بشابة تمتلك صالونا للحلاقة، وعبرها،توصل المحققون إلى إيقاف الآخرين، في أماكن سكناهم، وهم من مستويات اجتماعية مختلفة، وضمنهم شاب من أب مغربي وأم أجنبية، وتتراوح أعمارهم بين 19 سنة و30.
واستغرقت عملية إيقاف المتورطين الذين ظهروا في الشريط، بأماكن سكناهم بالجديدة، زهاء ساعتين.
وتم إخضاع الموقوفين إلى استنطاق من قبل محققين بالشرطة القضائية، فاعترفوا تلقائيا بالمنسوب إليهم، وبأنهم رددوا أمداحا نبوية في جلسة خمرية، من المرجح أنها جمعتهم، قبل عشرين يوما،في شقة مملوكة لشاب، دعاهم إلى الترويح عن النفس في عز الطوارئ الصحية، المطبقة ببلادنا تصديا لجائحة كورونا، وهو ما جعل الموقوفين،أيضا، تحت طائلة خرق قانون الطوارئ الصحية، لأن الشريط أظهرهم مجتمعين أثناء الليل، وهو ما أكده الموقوفون بتلقائية كبيرة.
وظهر،من خلال الأبحاث التي أجريت معهم، أن الشريط الذي تم تصويره للذكرى، قبل أن يرمى بمحتواه الرقمي إلى أحضان “يوتوب”، ومنه إلى تطبيقات فورية، عممته على نطاق واسع، لا يتوفر فيه القصد الجنائي، وأنهم لا ينتمون إلى أي تنظيم يزدري الأديان ويحقرها. كما أكدت الأبحاث أن الموقوفين يجهلون أن ما قاموا به، يندرج في خانة ازدراء الدين الإسلامي وتحقيره واستفزاز مشاعر المسلمين، وأن ذلك معاقب عليه بحكم القانون.
الصباح-