طوت الغرفة الجنحية التلبسية لدى المحكمة الابتدائية بالرشيدية، الإثنين الماضي، صفحات الملف عدد 180/20، ووزعت ما مجموعه عشر سنوات سجنا نافذا على شبكة إجرامية، تنشط في مجال التهريب الدولي للمخدرات، إذ أدانت موظفا أمنيا، برتبة مقدم شرطة رئيس، يعمل بالهيأة الحضرية بولاية أمن مكناس، بأربع سنوات، ومتهمين آخرين، توبعا على ذمة القضية نفسها، بثلاث سنوات لكل واحد منهما، وبأدائهم تضامنا غرامة لفائدة إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة قدرها 636 مليون سنتيم.
وذكرت مصادر “الصباح” أن القضية أثيرت في 25 يونيو الماضي، عندما توصلت فرقة محاربة المخدرات بالمصلحة الجهوية للشرطة القضائية بالرشيدية بمعلومات دقيقة، وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مفادها أن شرطيا غادر مكناس رفقة أفراد عائلته على متن سيارة خفيفة مستأجرة، من نوع “فولسفاكن كادي”، لتسليم شحنة من المخدرات إلى بارونات بالرشيدية.
واستغلالا لهذه المعلومات تم نصب سد قضائي بمدخل الرشيدية، ليتم ضبط الشرطي، موضوع الإخبارية، متلبسا بحيازة 200 كيلوغرام من مخدر”الشيرا”، موزعة على ثمانية أكياس على شكل حقائب، مخبأة في الصندوق الخلفي للسيارة، كان ينوي تسليمها إلى بارونات بجهة درعة تافيلالت.
واستنادا إلى المصادر ذاتها فإن الشرطي، ومن أجل التمويه على السدود القضائية للدرك الملكي والأمن الوطني على امتداد الطريق الرابطة بين مكناس والرشيدية، استعان بأربعة من أفراد عائلته، في شخص زوجته الحامل، في شهرها السادس، وشقيقتها وابنه القاصر وصهره، للإيهام بأنهم في زيارة عائلية لأقاربه بالمنطقة، التي يتحدر منها، غير أن حيلته لم تنطل على حنكة وتجربة العناصر الأمنية، لينسحب عليه فحوى المثل المغربي الدارج “ اللي فراس الجمل فراس الجمالة”.
لم يكن الشرطي، من مواليد 1974 بالرشيدية، متزوج وأب لثلاثة أبناء، يعتقد أنه محل متابعة من قبل المديرية العامة لحماية التراب الوطني، خصوصا بعدما حامت الشكوك حول كثرة سفرياته وتنقلاته المكوكية من مكناس إلى الرشيدية، قبل أن تتوصل عناصر “الديستي” بمعلومات أكيدة، تفيد أنه يعمل وسيطا بين بارونات مخدرات بشمال المملكة وآخرين بجهة درعة تافيلالت، سيما بعد تشديد الخناق على شبكات المخدرات بالرشيدية والضواحي، وتمكن مصالحها الأمنية من تفكيك مجموعة من الشبكات، التي تنشط في تهريب الممنوعات، وحجز أطنان من“الشيرا”
.
مواصلة للبحث في القضية، انتقل أفراد الطاقم الأمني، رفقة الشرطي الموقوف، إلى المنطقة المحددة لتسليم شحنة المخدرات إلى بارونات. وقاد تنسيق هاتفي مستمر بين المسؤول الأمني والمهرب إلى إيقاف المتهمين الثاني والثالث، بمكان خلاء، على بعد 25 كيلومترا من منطقة سيدي علي بالطاوس، في عملية شاركت فيها الضابطة القضائية المختصة مكانيا، التابعة للدرك الملكي لمركز مرزوكة.