جهويات

العيون تحت رحمة العطش

عصام لبيض

تعاني ساكنة مدينة العيون، كبرى مدن الجنوب المغربي من انقطاع دائم ومستمر في التزود بالماء “الصالح للشرب”، وتتخبط الساكنة منذ زمن بعيد و إلى حدود كتابة هذه الأسطر في دوامة البحث عن شاحنات التزود بالمياه المعروفة ب ” الكوبة ” شاحنة ذات وجه أحمر ، قديمة الطراز، يسمع صوتها القوي و المميز، والذي يمكن اعتباره من الملوثات السمعية، هذه الشاحنات ذات الصهريج الضخم،والتي تزود المواطنين بالماء بثمن يتراوح بين 6 و 7 دراهم للبرميل،بالإضافة إلى ضعف قوة ضخ هذه المادة الحيوية إلى الطوابق العليا للمنازل، حيث يتم تزويد المدينة بشكل متقطع وعلى مراحل ، الشيء الذي  لا يلبي حاجيات المواطنين والمواطنات لحياتهم اليومية من هذه المادة الأساسية للحياة، دونما الحديث عن نفور أغلب الساكنة عن شربه متجهين إلى اقتناء ماء الآبار القادمة من نواحي مدينة طانطان والذي يصل ثمن البرميل الواحد منه إلى 70 درهما.

فكيف لمدينة أصبحت تضاهي مقارنتها عدة عواصم إفريقية، في رونقها وجماليتها ونظافتها التي تبهر كل من زارها، إضافة إلى تقدم ورقي ساكنتها، باعتبارها نموذج من نماذج حسن التدبير المحلي، كيف لنا ونحن في سنة 2020 أن نجد هذه الحاضرة تئن تحت وطأة ندرة المياه وانقطاعه الدائم.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى