جهويات

في قرار جلب الاحترام لعامل الإقليم و سود صحيفة السياسيين بحاضرة المحيط .. عمالة أسفي تسوي مقهى لندن بـ “الأرض”

حقائق 24/أسفي

في آسفي، يبدو أن كل شيء  يأتي متأخرا، و قد لا يأتي أبدا لولا توفر ارادات حسنة تستشرف للمدينة أفقا مغايرا لما هي عليه اليوم من واقع.

في آسفي وحدها يمكن لقرارات صدرت منذ أعوام أن تجد طريقها إلى التنفيذ متى ما لائمت الريح مجداف التغيير. و هاهو مجداف عامل الإقليم يضرب عميقا في الجذور.

في آسفي فقط تهدم ” لندن ” و تسوى بالأرض،،، لكن بعد أن آلت إلى شخص آخر غير صاحبها الذي ظل مستفيدا من دخلها طيلة سنوات مديدة، فأي هلع من المحاسبة أوعز إلى البرلماني المتنفذ بالتخلص من ورطته، ليخر بعدها ساقطا في ورطة أدهى.

هكذا صحا عمال هذا المقهى المتاخم، بل المزاحم لـ”قصر البحر” بمدينة أسفي على قرار يقضي بتنفيذ قرار هدم ” لندن” التي يعتمدون على أجورهم الهزيلة من العمل فيها لإعالة أسرهم.

ليلا امتدت أنياب الجرافات إلى الجسم اللندني و بلا رحمة رسمت ليلة فاتح أبريل بسواد فاحم، و لم يكن الأمر متعلقا بكذبة هذا الشهر،،، كان حقيقة ماثلة للعيان، تفيد أن التشريد صار مصيرا آنيا لأزيد من 5 عمال و عاملات على بعد اقل من أسبوعين من شهر رمضان المبارك، غير أنها لا تتوقف هنا عند حدود الانعكاسات الاجتماعية لهذا الهدم الذي تم استنادا إلى خرق ” لندن” للقانون سواء من حيث التراخيص أو من حيث مجاورتها لمعلمة أثرية تاريخية كـ” قصر البحر”…إنها حقيقة مستفزة و لا تتوقف عن مساءلة الحدث.

لماذا الآن ؟ و في هذا التوقيت بالذات تم تنفيذ قرار صدر سنة 2014؟ ألم تكن ” لندن” في وضعية خرق للقانون، منذ إنشائها في إطار توسيع كشك تجاري صغير؟ ألم تتعب حناجر أبناء المدينة في التنديد علانية بما جرى حينها دون أن يتحرك أي مسؤول؟

الظاهر أن هدم “لندن” يعطي بداية للقضية أكثر مما يحسم في نهايتها كما اشتهى البعض… لا شيء انتهى، و غير الملف الاجتماعي للعمال، فاحت عملية نصب غير متقنة تعرضت لها السيدة التي اقتنت مقهى كان صاحبه يعلم مسبقا بأنه معرض للهدم.

الأمر يشبه فضيحة سياسية …نعم،،، لأن حجمه يتجاوز الفضيحة الأخلاقية، خصوصا و أن رب ” لندن” فاعل حزبي و برلماني سابق، و في غمرة الاستعداد للانتخابات العامة المقبلة يكون ، بعد هذا الهدم ، قد بعثر مع الركام، ما تبقى من رصيده، و سود بدوره صحيفة السياسيين في ” حاضرة المحيط “ تماما كما فعل أولئك الذين لم تصل مساءلتهم إلى غاية اليوم مداها القانوني بعد ضلوعهم في الاستهتار بساكنة أسفي من قضية ما بات يعرف ب” صفقة كورنيش آموني“.

لقد خلف تنفيذ قرار هدم لندن صدى طيبا في اوساط ساكنة المدينة، فهل تمضي مثل هذه القرار نحو مزيد من التنفيذ؟ و هل وطد الحسين شينان عامل إقليم اسفي عزمه على خوض حملة شاملة لتحرير الملك العام في مختلف احياء المدينة؟

إن كثيرا من أبناء أسفي يتطلعون إلى ذلك و يباركونه، فهل بإمكانهم أن يترقبوه في القريب المنظور؟ أم أن الانتظار سيطول مرة أخرى؟

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى