حقائق24
بقلم : بوجمعة بيناهو :باحث في العلوم السياسية رئيس حكومة الشباب الموازية للشؤون الصحراوية
للعام الثالث على التوالي، ومع مطلع كل أبريل نحاول كتابة مقال ،كنا عنوناهم سابقا ب”شهر أبريل وانتظارات الصحراويين”.هذا العام إخترنا هذا العنوان”ويبقى شعب الصحراء معلقا بين الخطاب والممارسة”،ربما سيثير العنوان فضول الكثيرين،لكن الهوة التي نحس بها كأجيال متعاقبة تحملت وزر هذا النزاع،ولازالت تؤدي ضريبة الإنتماء غاليا هي ما تجعلنا نخرج ما يخالجنا ،وبعيدا عن خطاب المظلومية والتباكي ،لكن لغيرتنا الحقيقية والتي لا تأبى على الكمون،لأننا لم نتعود على السلبية والعدمية،ولم نكن يوما من دعاة اللاموقف،إن منهج الإشتغال الذي نتخذه نبراسا ينير طريقنا في ظلمة الواقع الحالكة،هو جرأة الخطاب النقدي والموضوعية في طرح القضايا ،بعيدا عن المحاباة والتملق ،والإنتهازية الصرفة،إن المتأمل لواقع عمر أكثر من أربعين سنة ،سيقف على حجم الإختلالات والأخطاء من جميع أطراف النزاع،والتي نحددها في ثالوث المغرب والجزائر والبوليساريو،سيتأكد لا محالة في فجوة الخطاب وتعثر الممارسة،المغرب لطالما نادى بالصحراء تعد من أولوياته،عن أي صحراء يتحدث؟ يريدها أرضا بدون شعب وهذا مكمن الخطأ إن لم نقل الخطر ،لأنه وبالملموس يتضح ومنذ بدايات الصراع بأن المخزن إستهدف العنصر الصحراوي ،بالإغتيال ثم الإعتقال ثم تكريس الفرقة والشتات،ليتجه في مرحلة نهايات الحرب وبالضبط سنة 1988 عن طريق سياسة أشبال الحسن الثاني إلى إقبار جيل ممثلا في حوالي 6000 شاب صحراوي،عبر سياسة تتوخى ضرب بروز الأجيال المتعاقبة من أي تكوين وإفراغ المجال من النخب السياسية المثقفة والفاعلة،لتستمر الحالة دوماً بعد تخرج أجيال متعاقبة بشواهد عليا والزج بها في تعيينات في الفيافي لإبعادها من المجتمع الحقيقي،ثم حرمانها من التكوين الأكاديمي بالقرب من الجامعات ومحاولة قتلها سياسيا وعزلها مجتمعيا،مع هذا تبقى هذه الصحراء التي لطالما تغنى الإعلام الوطني بالمنجزات فيها محرومة من جامعة لغاية في نفس يعقوب،بل حتى الطلبة الصحراويين محرومين من الإنتقال إلى الدراسة في الجامعات والمعاهد التي لها صيت محترم ،أحزابنا الكثيرة وحكوماتنا المتعاقبة،تجعل من إهتماماتها بقضايا الصحراء في ذيل الأولويات،فيما بقي شعب الصحراء مترنحا بين الإستفتاء التأكيدي وصولا إلى الجهوية، والحكم الذاتي، والنموذج التنموي ، والكل على الورق وعن طريق الشعارات،بل الأنكى من ذلك لا زالت النخب الوطنية الحقيقية ، والغيورة تئن تحت نير لوبيات الفساد المحمية بمظلات المخزن ،وأحيانا تتهم بالإنفصال وأحيانا أخرى بالخيانة ،لتستمر التهمة قائمة على مدار إستمرار النزاع،لنتساءل من يمتلك جهاز قياس الوطنية؟،الجارة الجزائر لم تكن لتقدم هذا الدعم المبطن لشعب الصحراء بدون مصالح جيوإستراتيجية ،وهو ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر على مستقبل هذا الشعب والذي تتقاذفه المصالح ،البوليساريو والتي جربت الحرب وإنتقلت من شعار” بالبندقية ننال الحرية”، وصولا إلى” لابديل لا بديل عن تقرير المصير” ،يتضح بأن هذا الثالوث يغلب مصالح لوبيات المصالح والجماعات الضاغطة على أولويات الشعب الصحراوي في لم الشمل ،وإبعاد مسلسل الدمار والخراب للمنطقة،والتوق للعيش الكريم في مجتمع الحداثة والديمقراطية، نحتاج لوقفة تأمل حقيقية جميعا،كفاعلين وسياسيين،ومجتمع مدني،وحقوقيون،وجامعيون،
بوجمعة بيناهو :باحث في العلوم السياسية رئيس حكومة الشباب الموازية للشؤون الصحراوية