الرأي

فريق حسنية أكادير : يرقصون على جثته “بالطبلة والبندير” !

سيدي علي ماءالعينين ،الرئيس الأسبق لقسم الشؤون الرياضية و الشباب بجماعة أكادير

تنبيه : أشرت اني ساتناول ملف الحسنية عبر حلقات، لكن ما وصلني من وجود محاولات لإحتواء تطورات الجمع العام المؤجل، تجعلني اكتفي بهذا المقال تاركا الفرصة للحلول الممكنة حتى لا أكون طرفا في صراع أو تسوية.

عقدت غزالة سوس حسنية أكادير جمعها العام بحضور 70 منخرطا ،
جدول الأعمال تقرر فيه مناقشة التقريرين الأدبي والمالي و إنتخاب المكتب ، الجمع العام الذي نقل مباشرة على موقع الفريق عرف تشاحنات دامت لأربع ساعات مع فاصل كان بطلب من المكتب،  كل المتتبعين خلصوا إلى أن هذا الجمع العام هو الأسوء في تاريخ النادي،  مكتب لا يتكلم الأعضاء فيه، مختزلين حضورهم في كلام بالتناوب بين الرئيس و الكاتب العام ، حتى امورا مالية طرحت فيما الأمين صامت بين الحاضر جسديا والغائب فعليا، رئيس كل كلامه يحيل فيه الحسم لكاتبه العام، حتى أنه خاطب المنخرطين بأنهم إن كانوا لا يثقون فيه، فمن المستحيل أن لا يثقوا في الكاتب العام ، كاتب عام يبدو متمرسا، و عارفا ان الجالسين أمامه كل لما هجر له، لكنه مع ذلك لم يستعن كثيرا ببنود القانون اكثر من استعانته بفهمه لمن هم جالسون امامه ومن حوله.

ما يسمى بالمنخرطين يستوجب فتح نقاش حول من له الاحقية ليكون منخرطا في نادي المدينة، وجوه شاخت في عضوية الإنخراط و عضوية المكتب ،تناقش رجلا هو من منح غالبيتها العضوية في سياقات و ظروف مختلفة. قبل أن ينقلب بعضهم على بعض وعلى الرئيس،  و بالعودة إلى أشغال الجمع العام لهذه السنة، فقد كانت أشغال الجمع العام انطلقت كما كان مقررا بتلاوة التقرير الأدبي ومناقشته، إذ وجه العديد من المنخرطين انتقادات لاذعة للرئيس الحبيب سيدينو، قبل أن تتوقف أشغال الجمع إثر إخبار الكاتب العام أحمد أيت علا للحاضرين بانحصار جدول أعمال الجمع العام على تلاوة التقريرين ومناقشتهما وتأجيل انتخاب الرئيس ومكتبه إلى وقت لاحق، الشيء الذي قابله المنخرطين برفض قاطع.

وحسب مصادر موثوقة، فإن الحبيب سيدينو رئيس الفريق وأحمد أيت علا الكاتب العام للفريق، لم يدرجا نقطة فتح باب الترشيحات أمام أسماء جديدة لرئاسة الفريق، وهو ما أثار حفيظة المنخرطين، ما يعني ضمنيا رغبة سيدينو الإستمرار رئيسا للفريق لولاية أخرى
و يبدو أن أجواء الجمع العام لابد أن تكون محكومة بحسابات المستشهرين و الدائنين في شخص الرئيس ، وعندما يصبح المستشهر الأول هو رئيس جماعة الإنبعاث مدينة الحسن الثاني ، فريق الحسنية ، فإن مجريات الجمع العام تطرح أكثر من سؤال:

المستشهر الأول لفريق غزالة سوس، السيد عزيز أخنوش هو المشرف على تتبع برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير ، والذي وجد نفسه مشرفا على إقبار ملاعب الإنبعاث التي هي فضاء عمل فريق حسنية أكادير ، وتحويله إلى منتزه، و إدارة الفريق لم تتحرك لإيجاد حل سريع مكتفية بطرح مشروع خلق مجمع رياضي للفريق قرب الملعب الكبير أدرار، والذي بقى على الورق بدون خطوة تذكر.

لكن في الوقت نفسه فالسيد عزيز أخنوش حتى قبل أن يكون رئيسا لجماعة اكادير فالرجل لم يبخل بدعمه للفريق لإخراجه من ازمته المالية، فقدخصّص بصفته رئيس مجموعة “أكوا” خلال الموسمين الكرويين الأخيرين، منحة مالية مهمة بلغت قيمتها أزيد من مليار ونصف المليار سنتيم، مكنت إدارة الفريق “السوسي” من تخفيف حدة الأزمة المالية التي بات يعاني منها خلال المواسم الأخيرة.

ويعتبر عزيز أخنوش من أبرز مدعمي “غزالة سوس” متبوعا بمجلس جهة سوس ماسة الذي رفع من قيمة دعمه للحسنية خلال الفترة الأخيرة وخصص خلال الموسم الماضي منحة مالية بقيمة 930 مليون سنتيم.

مقر الحسنية المتواجد أيضا بملعب الإنبعاث هو في
الأصل مجرد مستودع للملابس لملحق الإنبعاث قبل أن يحوله الرئيس السابق للحسنية الحاج لحسن بيجديكن إلى إدارة عندما كان نائبا لرئيس مجلس جماعة أكادير .

اليوم الفريق الأول بالمدينة بلا ملعب رسمي لكل الفئات ولمدرسة الفريق ،الهزائم المتتالية للفريق ليست بالدرجة الأولى تستوجب نقاش المكتب المديري، لكنها تستوجب مناقشة طينة اللاعبين وطينة المدرب، وإن كان تشبت الرئيس بالمدرب الحالي أمرا غير مفهوم ربما جوابه عند الكاتب العام!!!!

اليوم مستقبل الفريق مفتوح على المجهول فالفريق تفصله نقطة من مأخرة الترتيب رغم إحتلاله المرتبة العاشرة.

 

يبدو في المحصلة ان أزمة حسنية أكادير ليست أزمة مالية ولا أزمة رئيس، بل هي أزمة متشعبة عنوانها البارز ان اسلوب التسيير أصبح باليا، و مقاربة المنخرطين بحصر عددهم لصناعة مكاتب على المقاس امر أصبح لا يليق بغزالة سوس.

هناك حاجة ماسة لإدماج النادي في الدينامية التي تعرفها المدينة عبر إعادة تأسيس النادي بمقومات حديثة اهمها فضاء رياضي يليق بالمدينة، و فريق بلاعبين ومدرب و تقنيين قادرين على المنافسة على الالقاب.

ولكن أيضا بمنخرطين وازنين من طينة اعضاء المجلس الإداري لجمعية تيميتار ،و مكتب منسجم فاعل وبناء لا يختبئ خلف الرئيس والكاتب العام.

ولكن اهم من كل هذا وضع سياسة مالية و إدارية و رياضية محكمة ببرنامج استراتيجي باهداف و مخططات قادرة على بناء مستقبل الفريق.

الأزمة ليست أزمة جمع عام، ولا مديونية رئيس يبقى أو يرحل، إنها أزمة بنية مهترئة للفريق ،الكل يتحمل مسؤوليته فيها
فهل تعتبرون؟

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى