الرأي

بوشطارت : الشعب فقد الثقة في حكومة أخنوش و الإستعانة بمؤتري “الأنستغرام” دليل على ذلك

لجوء حكومة “مسار الثقة” إلى ما يسمى “المؤثرون” للترويج لبرامج حكومية مقابل ملايين الدراهم، مخجل جدا، وينم بشكل جلي بكون هذه الحكومة عديمة الثقة في الأصل، لا هي حكومة تثق في نفسها ولا هي حكومة تحظى بثقة الشعب.

أكثر من ذلك؛ فهي حكومة عاجزة عن التأثير في المجتمع، بالرغم من إمكانياتها اللوجيستيكية والمؤسساتية والإعلامية الهائلة والسائلة التي تمتلكها وتتمتع بحق التصرف فيها. لذلك، التجأت الحكومة إلى كراء المؤثرين لإيصال برامجها عبر قنواتهم على المنصات التواصلية. ما معنى هذا، أن الحكومة عديمة التأثير في المجتمع. لماذا ؟.

الجواب بسيط لأن هذه الحكومة غير سياسية، تفتقر لهوية أيديولوجية وسياسية، لأنها حكومة هيمنت على صناديق الاقتراع بالمال واستعمال النفوذ الاقتصادي والتحكم في الثروات والموارد، وتمكنت من حصد أغلبية المقاعد داخل البرلمان بفعل استعمال المال الكثيف، ومن ثمة هيمنت على المؤسسات واستحوذت عليها، بدون أي برنامج سياسي وايديولوجي. مما جعل الحكومة وهي تقوم بتدبير شؤون الدولة والمجتمع إلى صرف جزء كبير من الميزانية لكراء مؤثرين لاقناء الناس ببرامجها، وأكثر من ذلك لشراء وسائل الإعلام والمواقع والمنصات لتلميع صورة الحكومة.

فالسياسة التي تمارس التأثير والاقناع داخل المجتمع، تفتقده هذه الحكومة، فكيف يمكن ممارسة التأثير والإقناع من دون ممارسة السياسة. فالبرغم من كون حكومة الاسلاميين صادقت على قوانين واتخذت قرارات مجحفة وخطيرة كانت تضرب في القدرة الشرائية للمواطنين والفقراء والطبقة المتوسطة، إلا أنهم كانوا يخرجون للناس ويشرحون لهم تداعيات وحيثيات تلك القرارات، سواء كانت إيجابية أو سلبية، ولم يكونوا يحتاجون إلى جيش من المؤثرين والمؤثرات، لأنهم يمارسون السياسة، ولهم هوية سياسية وايديولوجية. فلم يكن ابن كيران في حاجة إلى منح ملايير الدراهم للمواقع والصحافة والمؤثرين مقابل الصمت على قرار تحرير المحروقات او إصلاح المقاصة والتقاعد، كان يخرج بنفسه ويشرح للناس أهدافه ومبرراته، لأنه في نهاية المطاف هو زعيم سياسي وقائد حزبي.

أما هذه الحكومة التي تزاوج بين جمع الثروات والهيمنة على المناصب السياسية، فإنها تلهب المواطنين بلهيب الأسعار وخاصة المحروقات التي يحتكر سوقها رئيس الحكومة، فهي لا تتكلم ولا تملك الجرأة لتتواصل مع المواطنين، ولا تريد من يتكلم ولا من يرفع صوته ضد غلاء الأسعار، خاصة المحروقات، وفي المقابل تؤدي من ميزانية الدولة ملايين الدارهم لمؤثرين ومؤثرات لكي يقولوا ” العام زين” وكولشي زوين.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى