لم تكن سنة 2020 سنة عادية على كل المستويات، فالجائحة فعلت فعلها وأوقفت مختلف القطاعات، قبل أن تستأنف هذه الأخيرة نشاطها على ضوء الاحترازات التي فرضتها الدولة لحفظ الصحة العامة. عادت الحياة إلى سيرها، غير أن قطاع الفن، الذي تكشف عمق هشاشته، ظل متوقفا، ونتناول هنا قطاع الموسيقى والأغنية، الذي تشرف على تدبيره وزارة الثقافة والشباب والرياضة، والذي أصابه الشلل بفعل إغلاق المسارح ومنصات العرض، وتوقف المهرجانات والحفلات الرسمية والخاصة كالأعراس، والنوادي الليلة، وما شابهها من فضاءات الترفيه التي تعتمد الموسيقى والغناء.
في قراءته لأثر الجائحة على المجال الفني والمهن المجاورة له، اعتبر الفنان عبد الرحيم الصويري أن «هذا الوباء هو أمر الله تجسد على واقعه ولا يمكننا أن نناقشه، ولا نملك إلا أن نتوقف لنتأمل ونتجند بالدعاء والذكر والصلاة على النبي محمد ليرفع الله عنا هذا الوباء». وقال الصويري بتحسر: «خليها على الله وصافي. حاولت رفقة مجموعة من الزملاء، مثل الفنان طهور وعبد المغيث، من باب الواجب الإنساني وواجب الزمالة، دعم زملاء آخرين، تأثروا سلبا أكثر، من فنانين وموسيقيين مورد عيشهم هو الموسيقى والغناء، وتحديدا من خلال إحياء الحفلات، وكثير منهم لديه عائلة مسؤول عنها وأطفال يدرسون.. لكن مع استمرار الجائحة واستمرار توقف الحفلات، الأمر لم يعد سهلا، فقد طالت المدة، لكننا نواصل محاولة المساعدة على قدر المستطاع، لأننا كنخرجو ولكن ما كاين مدخول.. الأمر صعب، خاصة أننا أيضا في هذه الفترة لا نشتغل».
وعن كيف واكب الفنان عبد الرحيم الصويري فترة الجائحة، على اعتبار أنه أحد كبار الفنانين المطلوبين في الحفلات والأعراس المغربية، التي توقفت منذ مارس 2020، قال الصويري إنه توقف عن العمل كسائر الفنانين الذين يشتغلون في الحفلات داخل أو خارج المغرب، في السهرات والأعراس، وفي النوادي الليلية، ولفت في هذا الصدد إلى أن هناك زملاء تأذوا بقسوة من توقف العمل.
وحول جديده الفني، قال الصويري: «ماكاينش الخاطر، الدماغ كله مشا مع الأزمة، ولا أعتقد أن هناك فنانا يستطيع في ظل ما يجري أن يشتغل بشغف، ويدخل الأستوديو ويسجل جديده وهو مرتاح نفسيا».
وفي تقييمه لما ينتج في الساحة من أغان، وتحديدا ما يبث على اليوتيوب، قال الصويري إن الأهم في الأغنية هو أن يكون الكلام طيبا، بعيدا عن حس الفوضى، وقال: «إن شباب اليوم يستيقظ صباحا ويقول سأنتج أغنية، فيكتبها ويلحنها ويطلقها على قناته وكتصدق ليه، وتنجح!».
الشباب اليوم، حسب الصويري، يريد أن يضمن مستقبله، وبينهم من يرى أن هذه هي الطريق، ولا نملك إلا نباركه، فهذا زمنهم.. ويضف الفنان أن هناك أيضا فئة تفرض وجودها، وتتربع على عرش الاهتمام اليوم، وهي «أصوات جميلة»، بينها سعد لمجرد «اللي مهلي لينا في البلاد»، وأسماء لمنور وحاتم عمور.
وعن جديده، قال عبد الرحيم الصويري، الذي طبع مساره هذا العام بمشاركته في برنامج الغناء «ذو فويس سينيور»، إن هذه التجربة أعطت أكلها وزادت من شهرته، «في انتظار أن تنجلي الجائحة، ونقيم جولات خارج المغرب، لنلتقي الجمهور العربي الذي شاهدنا عبر قناة ‘‘إم بي سي’’»، مؤكدا أنه لن يخرج عن سياق إعادة الأغاني: «أنا معروف بالتقليد وأنجح في ذلك».
اليوم 24