جواد شحموط
في إطار الجهود المستمرة لتحسين الصحة العامة، نظمت الجمعية المغربية لوقاية الفم والأسنان بشراكة مع مندوبية وزارة الصحة لإقليم العرائش بالمركز الصحي القروي مستوى 2 تطفت، قافلة طبية موجهة إلى الفئة العمرية من 6 إلى 16 سنة، وذلك يوم السبت 9 نونبر 2024. جاءت هذه المبادرة بشراكة فعالة مع جماعة تطفت والمركز الصحي بتطفت، لتعزيز صحة الفم والأسنان وتوفير رعاية طبية شاملة لأبناء المنطقة، وخصوصاً التلاميذ والتلميذات الذين يعدون من الفئات المستحقة لمثل هذه المبادرات، وفي هذا الصدد قامت الشغيلة الصحية بالمركز الصحي تطفت بمراجعة واستدراك تلقيح الاطفال من الخلق إلى 18 سنة لمدة ثلاثة أسابيع ، مع إعطاء دروس توعوية حول نظافة الفم والأسنان في إطار برنامج الصحة المدرسية.
d8bcefe6-0912-4500-992d-6b94cc16e150
وقد شهدت القافلة الطبية مشاركة طاقم طبي كبير مكون من حوالي 36 عنصراً بين أطباء وممرضين مختصين في علاج أمراض الفم والأسنان، وامتاز الفريق الطبي بتخصصه العالي في هذا المجال، مما ساهم في نجاح القافلة التي استفاد منها حوالي 391 تلميذاً وتلميذة من جماعتي تطفت وبوجديان. وقد تم تجهيز القافلة بأحدث الأجهزة الطبية المتخصصة في مجال طب الفم والأسنان، الأمر الذي ساعد في تقديم خدمات دقيقة وفعالة، مثل فحص الأسنان، وتشخيص حالات التسوس، وتقديم النصائح حول العناية بصحة الفم.
لم يقتصر نجاح القافلة الطبية على توفير الرعاية الطبية فقط، بل تميز أيضاً بإشراك العديد من الفاعلين والشركاء من مختلف المؤسسات. وقد كان للفريق الطبي يوم طويل من العطاء والخدمات، فكان من اللفتات الطيبة تنظيم وجبة غداء على شرف الطاقم، قدمتها جماعة تطفت تقديراً لجهودهم وتكريماً لمساهمتهم الفعالة في صحة المجتمع. ويجسد هذا التكريم مدى اعتراف المجتمع المحلي بأهمية هذا العمل وأثره الإيجابي على أبناء المنطقة.
ولم يكن هذا النجاح ليتحقق لولا تعاون ودعم العديد من الجهات. فقد ساهم المركز الصحي بتطفت بتوفير كل ما يلزم لضمان سير العملية بسلاسة، كما ساهمت جماعة تطفت والسلطات المحلية المتمثلة في قائد قيادة تطفت وخليفته، وأطر الثانوية الإعدادية، وسائقو حافلات النقل المدرسي، إضافة إلى الدرك الملكي، في توفير الأجواء المناسبة والمساعدة اللوجستية التي تضمن سلامة وسهولة تنقل التلاميذ إلى موقع القافلة.
تأتي هذه القافلة الطبية كنموذج يحتذى به في تعزيز صحة التلاميذ وتوفير خدمات طبية وقائية في المناطق القروية، حيث تلعب مثل هذه المبادرات دوراً أساسياً في رفع الوعي الصحي وتحقيق الوقاية من أمراض شائعة يمكن أن تؤثر سلباً على التحصيل الدراسي. إن الجهود المشتركة التي بذلت في إنجاح هذه المبادرة تبرز أهمية التعاون بين الجمعيات والمؤسسات الصحية والتعليمية، وتجسد حرص الجميع على مستقبل أفضل لأبناء المنطقة.