الفوضى العشوائية بحي السلام “بوشويكة” في القصر الكبير: واقع مأساوي يتطلب الحل

جواد شحموط

أصبحت مدينة القصر الكبير في السنوات الأخيرة أشبه بسوق مفتوح عشوائي، حيث تنتشر عربات الباعة المتجولين في كل زاوية، مما يعيق حركة السير، ويثير الفوضى، ويُضيف أجواء من التوتر في نفوس المواطنين الذين يتألمون لرؤية مدينتهم العريقة تعاني من هذا التراجع.

كانت القصر الكبير فيما مضى مثالاً يُضرب في العلم والكرم والشهامة، لكنها اليوم باتت تشهد مشاهد مؤسفة تعكس تدهور التنظيم العام. ولعل الحادثة التي وقعت في السوق العشوائي بحي السلام (بشويكة) يوم السبت 22 مارس 2025 خير مثال على ذلك، حيث تعرّضت سيدة للاعتداء أثناء محاولتها الدفاع عن بضاعة زوجها (السمك)، بعدما قام أحد الباعة المتجولين، مدعوماً بأفراد من أسرته، بالهجوم عليها وإتلاف ما كان يعرضه زوجها للبيع. ولولا تدخل رجال الأمن وعناصر الوقاية المدنية لنقل المصابة إلى مستشفى القرب، لربما تطورت الحادثة إلى كارثة أكبر.

هذه الواقعة وغيرها من الحوادث المشابهة أعادت للأذهان مشاهد البلطجة واستعمال العنف المادي كوسيلة لفرض السيطرة وإثبات القوة، في غياب تطبيق صارم للقانون. هذا الوضع يطرح تساؤلات جدية حول الأسباب التي أدت إلى تفشي ظاهرة الباعة المتجولين في المدينة، ودور السلطات المحلية في معالجة هذه الأزمة.

كما يُثار التساؤل حول مصير أسواق القرب التي تم إحداثها من قبل جماعة القصر الكبير، ومدى فاعليتها في تنظيم الباعة وتخفيف الضغط عن الشوارع والأحياء. في ظل هذه الأوضاع، يجد سكان المدينة ومرتادو الشارع العام أنفسهم مضطرين لتحمّل مشاهد العنف، والازدحام، وسماع الألفاظ النابية، نتيجة غياب التنظيم وضعف الرقابة.

إن هذا الواقع المؤلم يتطلب من المسؤولين المحليين اتخاذ إجراءات جادة وعاجلة لتنظيم المجال العام، وإنقاذ المدينة من هذا التدهور الذي يضر بسمعتها وراحة سكانها.

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *