أبواب المساجد تتحول إلى أسواق شعبية

حقائق24– مجلة حقائق مغربية

 

“ها الهمزة,يا الله ها الرخا في هذ العواشر…خود اخويا خود,مول المليح باع و راح”,بهاته العبارات و غيرها يستميل عدد من “الباعة الفراشة”المصلين الوافدين و المغادرين بوابات المساجد.يضمدون أمام مطاردات أعوان السلطة,و يقدمون سلعا رخيصة في المتناول وسط لهيب الأسعار المتفاقم.من الزبناء من يقبلون عليها بتلهف و منهم من يتجاوزها استنادا إلى المثل الشعبي القائل “فرخصو تخلي نصو”.

عروض مغرية و اسعار في المتناول

 

عبد الرحمان تاجر متجول ممن دأب على بيع المصاحف و السبح و العطور و مشابهها,”فكل وقت كانبيعو هذا السلعة حيث خوتنا المسلمين كيبغيوها,ملي يقرب يخرج هاد الفضل نجيبو سلعة اخرى بحال السراول و البلاغي و السليبات معا العواشر ديال العيدولا الصيف”.فقد اعتاد على ممارسة تجارته المتنقلة حسب المناسبات و الظروف و الطلب,بيد أن مرابطته طيلة كل شهر تكون أمام أبواب المساجد الشعبية منها,حيث كثرة المصلين الوافدين و الرواج الى جانب سلع اخرى يعرضها اخرون.

يجري التسابق من قبل الفراشة للظفر بمواقع “التفراش” بالقرب من مداخل أبواب المساجد التي تحولت إلى أسواق شعبية,منهم من يضع متاريس في المواقع بدعوى “الوصاية” بدعوى أنها”محجوزة من اجل ضمان الرقعة الأرضية”.يقول مبارك الذي يبيع التمر “كنبيع هذ السلعة “التمر” اللي كانجيبها من زاكوة,كانحاول نجي بكري من قبل آذان صلاة العصر باش نشد بلاصتي المعلومة اللي عارفيني فيها الناس ديمان,و نشد لكليان ديالي”,مشيرا إلى أن التمر الذي سيقدمه من اجل كسب دريهمات ربح خالص تتعلق بالأنواع التي لا يتعدى سعرها الأعلى ال 30 درهما للكيلو غرام الواحد ”

‘خاص كلشي يتقضى من عندي و سلام لي عندو القليل و لي فحالو,و لي بغا اصدق على الصائمين يفطرهوم في المسجد مع صلاة المغرب باش يدي الأجر راه كايدي من عندي شي باركا’ يقول مبارك الذي يبيع قرب مسجد السنة في حي سيدي يوسف بمدينة اكادير ما لا يقل عن 10 كيلوغرامات على الأقل ما بين العصر و المغرب,فضلا عما يبيعه في سوق الأحد قبل دلك الوقت.

عربات خشبية جاثمة بالقرب من أبواب المساجد,يختلط صدى الدروس التي يلقيها الوعاظ و الخطباء داخل حرمة المسجد,مع صياح و دعاوى الباعة المروجين لسلعهم وسط هزيج من الصياح و التنافس لاستمالة الزبناء و مرتادي المساجد, بل منهم من أضحى يوظف ‘الميكروفون’ بهدف استمالة المارة,مما يزعج المعتمرين لبيوت الله في أحايين أخرى,خاصة الدين يغتنمون الفرصة بذكر الله أو قراءة القران أو التنقل.

عثمان واحد من الدين دأبوا على ممارسة التجارة بدوره أمام أبواب المساجد بعد خروجه من عمله اليومي الذي لم يعد يكفيه لتسديد رمق أسرته و تكاليف العيش.يقول عثمان ‘كنبيع الحوايج لي ما كيفوت الثمن ديالهوم 60 درهم,باش يمكن لكولشي يشري,و ندي حتى أنا شويا ديال لفضل معايا كل نهار,حيث الوقت ولات صعيبة فهاد الزمان لا لي غادي اشري و لا لي كايبيع,الناس بغات الرخا و سلام’ ,و هي السلعة التي يقتنيها بصفة أسبوعية من سوق الجملة في انزكان ليعيد بيعها بالتقسيط عساه ينال ربحا قد يسد حاجاته الكثيرة وسط أسرته المتعددة النوايا القاطنة في احد براريك أحياء أنزا الصفيحية التي تدعى ‘جامايكا’ على بعد 12 كيلو متر من قلب مدينة اكادير حيث يفرش سلعته أمام مسجد حي الباطوار.

‘ما كاين فينا شي واحد لي كايجيب شي سلعة غالية كلشي على قد لحال’عبارة عقب بها علينا عبد الرحيم احد باعة المصاحف و السبح و غيرها الذي يفترش الأرض  و سلعته أمام المدخل الشرقي لمسجد لبنان في قلب مدينة اكادير.

 

مخالب و مقالب و ضحايا

 

غير انه على النقيض من دلك, هناك من يستغل بوابات المساجد ليمرر ما شاء من السلع,يتنقل بين باب هدا المسجد و داك,يبيع سلعا استهلاكية ليست بالجودة التي يوهم بها الناس,فيغير الوجهة في اليوم الموالي مخافة افتضاح أمره.يقول إبراهيم احد الضحايا المجربين لما اسماه لسعات البيع و الشراء أمام المساجد ‘’هناك بعض الناس سامحهم الله قدام الجامع يستغلون الموقع,فيمررون ما شاؤوا من السلع الاستهلاكية التي يستعصى تجريبها فيستغلون الثقة و أجواء الأعياد و المناسبات من اجل بيع منتوجات لا تخضع للمواصفات المطلوبة و الجودة التي يوازيها ثمن البيع, فيخسر الزبون و تضيع السلعة ,قبل ان يختم قوله’ و من بعد ما بقيش تشوفو في بلاصتو قدام الجامع,راه هاشي عار وعيب,شحال من واحد تصيد و تقولب بسبب ثيقتو الزايدة   ‘’خاتما قوله بالمثل الشعبي القائل ‘’ راه كالو اللولين فرخصو تخلي نصو و شطارت العتروس فكرونو’’

و لم تنجح الحملات التطهيرية التي تقوم بها السلطات المحلية لإخلائهم عن تلك المواقع,يقول احد القواد ‘’و الله حتى تغلبنا تجري على واحد ويبانو ربعة خرين غدا,راه خاص المستهلك يعرف بان هادشي راه فمصلحتو يعاون حتى هوا شوية ‘’بيد أن بعض الباعة اعتبروا أن علاقتهم مع رجال السلطة تكون حميمية.’’ لي طلبوها نعيطوها غير يخليونا نترزقو حتا حنا ‘’يقول جمال فيما اعتبر البعض حملات السلطات مناسباتية و غير كافية لفض مشكل اجتماعي ذي بعد اقتصادي في العمق,بعد أن تحول عدد من السماسرة إلى مالكي 6 عربات يجري توزيعها على أبواب مساجد مختلفة,مما يحولها إلى شركة متنقلة حسب التخصص فواكه,ملابس داخلية,خضر,أواني…….

 

أرباب المحلات التجارية يشتكون

 

في مقابل دلك,يشتكي أرباب المحلات التجارية لدى السلطات من كونهم يعانون الأمرين بسبب قلة البيع و مردودية الرواج من جراء منافسة هؤلاء الفراشة أمام أبواب المساجد و بيعهم لسلع مختلفة.و نقل عن مسؤول بالنقابة المهنية للتجار بالمنطقة قوله لحقائق 24 ‘’هؤلاء لا يدفعون الضرائب,و المادة 80 من قانون التعمير تنص على أن احتلال أو بناء أي ملك عمومي يتوجب إخلاء الملك  العمومي و فتح الممرات و المسالك,و أن أي احتلال للملك العام دونما حق قانوني,له وجهان الأول ضرر يلحق القانون و مدا خيل الجماعة,و الثاني ضرر يلحق المواطن الذي لا يتحمل أي كان مسؤولية أو خطر السلعة المشتراة و التي قد تكون فاسدة آو غير مطابقة لمواصفات الجودة,’’نتا و زهرك ‘’يعلق المسؤول النقابي في حسرة و تعسر.

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *