مازالت ضجة الصور المنسوبة للقيادية في حزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، وهي بدون حجاب بباريس، تتفاعل داخل الحزب الذي يقود الحكومة،خاصة بعد “الهجوم” الذي تلقته هذه الأخيرة من القيادي في الحزب ذاته والوزير المكلف بحقوق الإنسان المصطفى الرميد.
وجاء الرد سريعا من ماء العينين، على الرميد، من خلال تدوينة مطولة على صفحتها في الفايسبوك، معتبرة بأنها ” لديها وجه واحد ومواقفها لا تتغير”، ومؤكد في نفس الوقت ” إن القرارات المتعلقة بما ترتديه من لباس حالا ومستقبلا هي شأن خاص لا علاقة للحزب به“.
وقالت ماء العينين “كنت قد قررت عدم التدوين وعدم التفاعل مع الصحافة ..لكن اطلاعي على تصريحات مصطفى الرميد جعلني أفكر في التفاعل”، مضيفة ” اخترت منذ البداية عدم إقحام حزبي كمؤسسة في قضية اعتبرتها شخصية لتقدير خاص بي، حتى لا يجد الحزب نفسه تحت ضغوطات تدفعه لاتخاذ مواقف تصوره كتنظيم قروسطي ينصب محاكم التفتيش لسلوكات واختيارات أعضائه الخاصة، وأنا مدركة أن الذين يضغطون عليه اليوم ويطالبونه علانية باتخاذ موقف يتوج حروبهم ضدي، لن يترددوا غدا في توظيف هذا الموقف ضده لأن آخر ما يهمهم هو مصلحة الحزب ومصداقيته، ولعل الأخ الرميد من أوائل الذين أبلغتهم بموقفي حرصا على مصلحة الحزب الذي لا يمكن أن أحمله ما لا يفترض به تحمله في زوبعة تتعلق في النهاية بغض النظر عن الوسائل الموظفة فيها بلباس امرأة.
وتابعت ” إن اعتبار الأخ الرميد أن الناخبين قد صوتوا علي بناء على لباسي الذي يعكس حسب تصريحه قيما معينة، يعتبر في تقديري استهانة بذكاء 23 ألف ناخب صوتوا على لائحة تمثل حزبا كبيرا آمنوا ببرنامجه وإشعاعه السياسي،علما أنني شاركت في الحملة الانتخابية إلى جانب باقي مناضلات ومناضلي الحي الحسني يوما بيوم حيث احتفى الناس بلائحتنا واستقبلوني خير استقبال دون أن أشير يوما إلى لباسي ودون أن ألمس منهم اهتماما بهذا اللباس بقدر تفاعلهم مع المواقف والاختيارات، كما أذكر أن عموم الناخبين الذين اختاروا التصويت على اللائحة الوطنية للحزب، فعلوا ذلك دون أن يعيروا أي اهتمام لتضمنها لنساء لا يضعن غطاء على رؤوسهن”.
وأضافت البرلمانية ماء العينين” أود أن أذكر أنه ليس لي إلا وجه واحد،هو ذلك الذي جعل مواقفي لا تتغير منذ أن ولجت الحزب وأنا تلميذة، رغم أن تغيير الوجوه كان سيجنبني كل ما تعرضت له وما أتعرض له اليوم من اضطهاد واسع ومفتوح كان عنوانه الاعتداء السافر بأسلحة التشهير والافتراء والإمعان في إرادة الاغتيال الرمزي، وأنا أؤدي ثمن مواقف كنت أعلم أن طريق الورود تكمن في التخلي عنها أو تغييرها،حيث لم ينحصر الاعتداء على الحياة الخاصة بل تعداه إلى التعقب والترصد في الشارع العام ونشر الصور والفيديوهات في نفس الوقت الذي تعمم فيه مذكرة رئيس النيابة العامة على مرؤوسيه لحماية حياة المواطنين الشخصية، فضلا عن التشنيع باتهامات بالتوسط لتفويت صفقات وهمية لم أسمح يوما لنفسي بالاقتراب منها ولا طُلب مني يوما ذلك لا تصريحا ولا تلميحا.
واسترسلت “إن القول بالازدواجية ليس رواية جديدة وإنما هي التهمة التي روجها أصحاب مخطط الاستهداف الواسع منذ اللحظة الأولى، وقد اخترت مواجهة ذلك وحيدة عزلاء علما أن الإرهاب الذي تعرضت له بكل الوسائل، وهو نوع من الإرهاب يبث الرعب في قلوب الناس حتى يعجزوا عن مجرد إدانته في وقت يتحسس فيه الناس رقابهم ويُهددون بدنو لحظتهم، إن صورة المرأة السياسية المستقلة التي اخترتها لنفسي رغم كلفتها،في الوقت الذي كان يمكنني أن أختار فيه ما هو أأمن وأيسر،يجعلني أرفض أن أُختزل في مجرد لباس أو ثوب معين “.
وأكدت المتحدثة في تدوينتها “إن القرارات المتعلقة بما أرتديه من لباس حالا ومستقبلا هي شأن خاص لا علاقة للحزب به،لأنه لا يدخل ضمن شروط العضوية ولا ضمن التعاقدات مع المناضلين،كما أن التزامي النضالي سيظل مرتبطا برهانات ديمقراطية كبيرة وبمرجعية تعلي من شأن الإنسان وكرامته وحريته باعتبار الحرية أساس التكليف، وهي رهانات تليق بحزب كبير تمكن في لحظة تاريخية فارقة من تكثيف آمال الإصلاح وبناء دولة الحقوق والحريات على قاعدة الديمقراطية وتجسيد الإرادة الشعبية“. وأشارت” بأن التلويح بمنطق التأديب لا يخيفني في شيء، وقد تمسكت دوما باستقلاليتي وقناعاتي النضالية التي ظللت ادافع عنها طيلة 23 سنة ومارستها يوما بيوم في ساحات الفعل السياسي والنقابي والجمعوي في الهامش قبل المركز.. معلنة أن هذا الحزب غير معني باختياراتي الشخصية ولا أحمله تبعات أي منها”.