حقائق24/ أسفي
خلق رضيع من أسفي الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، و حمل لقب “أصغر حراك ” حتى قبل وصوله آمنا إلى الشواطئ الاسبانية، و حرص مرافقوه على توثيق مراحل طويلة من الرحلة البحرية التي قادتهم نحو الفردوس الأوروبي من خلال فيديوهات حصدت المئات من أيقونات الإعجاب على الفيسبوك.
عكس الفرحة التي كانت تلتمع في عيون شباب أضنتهم البطالة و يمثل الوصول إلى الدول الأوروبية حلم عديد منهم، تصاعدت أصوات تندد بأنشطة مافيا التهجير السري بأسفي و تطالب بمزيد من الصرامة في إحباط المحاولات الدائمة لتهجير أبناء حاضرة المحيط التي لم يكن حالها يسر قبل ظهور جائحة كورونا، و ازداد واقعها قتامة مع فرض الحجر الصحي و حالة الطوارئ الصحية.
و كانت السلطات قد عقدت بحر الأسبوع الماضي اجتماعا مع مهنيي الصيد التقليدي بميناء أسفي من أجل تدارس مشكل السرقات التي تتعرض لها القوارب، و يجري توظيفها في رحلات الهجرة السرية التي تشرف عليها مافيا لم تحد من نشاطها تدخلات الدرك الملكي التي دأبت على إفشال كثير من المحاولات، و لا تمكن القضاء من ردعها رغم إصداره لعدد من الإحكام في حق من ضبطوا يمارسون التهجير السري.
لكن مقابل هذه الأصوات الرافضة للمغامرة بأرواح الشباب في” قوارب الموت “، هناك من تشكل فيديوهات شباب وصلوا إلى الدوال الأوروبية شكلا من أشكال الإغراء و التحريض على خوض تجربة مماثلة، فالأمر يتطلب فقط ثلاثة أيام إلى أربعة من الإبحار و لأنها ليست مجانية فإن أولياء عدد من الشباب يجدون صعوبة كبيرة في إقناع أبنائهم بالعدول عن فكرة الهجرة و منهن من يبيع الغالي و النفيس لدفع ثمن الرحلة لمافيا ليس التهجير فقط ما تقوم به قرب السواحل الأوروبية بل الاتجار الدولي في المخدرات أيضا.
” أصغر حراك ” في فيديو بعرض البحر كان يتبادل الشباب حمله و الاحتفاء به لكن الكاميرا التقطت مشهدا مريبا يكشف مدى حرص المافيا على تأمين عناصرها و كتمان هويتهم الحقيقية، فقد كان الربان يستعمل قناعا يغطي ملامح وجهه بالكامل فيما كل من كان على متن القارب رقص بوجه مكشوف.