هادف ” يكشف ل”حقائق 24 ” عن دور إسرائيل وإيران في الأزمة الخليجية

أصدر المفكر الجزائري سعيد هادف مؤخرا كتابه الموسوم “الأزمة الخليجية في ضوء التاريخ: من المسألة الشرقية إلى الشرق الأوسط الجديد”.

ويرتقب أن يثير هذا الكتاب الكثير من اللغط والجدل بسبب الصرامة الأكاديمية والجرأة في التشخيص اللتين اعتمدهما الكاتب في مقاربة الموضوع.

حقائق 24 اتصلت بالمفكر الجزائري سعيد هادف وأنجزت معه الحوار التالي:

_ حقائق 24 : النبش في خبايا الأزمة الخليجية ليس بالأمر الهين، لا سيما أمام حساسية الموضوع وتعدد القوى الإقليمية المتدخلة. هل يمكن أن نتحدث عن أسباب النزول؟

هادف : ليس هذا الكتاب سوى جزء من بحث متعدد الأبعاد والحقول المعرفية، انخرطت فيه منذ أن خرجت الجزائر من الأحادية الحزبية، في سياق نهاية الحرب الباردة، ودخلت عهد التعددية الحزبية وما ترتب عن ذلك التحول من انفلات أمني وانسداد سياسي. وقد تزامنت مأساة الجزائر مع غزو العراق للكويت. وأمام هذين الحدثين وجدت نفسي مدعوا إلى فهم هذا التحول التراجيدي ومعرفة أسبابه.

_ حقائق 24 : ماذا عن مضمون الكتاب؟

هادف : الكتاب في المحصلة مقاربة تاريخية سياسية للأزمة الخليجية في سياقها الإقليمي المرتبط جدليا بالسياق الغربي في مظهريه: الإمبريالي والديمقراطي. وقد تأسست المقاربة على المحطات التاريخية المؤسسة للراهن الخليجي في علاقته بأقطابه المحلية من جهة “بلدان مجلس التعاون الخليجي” ، والأقطاب الإقليمية “إيران الشيعية، إسرائيل التوراتية، تركيا ومصر” من جهة ثانية، والغرب من جهة ثالثة.

_  حقائق 24 : اشتغلتم لزمن طويل على هذا الموضوع، هل تعتقدون أن الأزمة الخليجية معطى ذاتي بيني أم ذو تشعبات إقليمية ودولية؟

هادف: إستقراء للمعطيات التاريخية، اتضح أن الراهن الخليجي مرتبط عضويا بالتحولات التي عاشتها الإمبراطورية العثمانية تحت تأثير النهضة الأوروبية وما صاحبها من حراك قومي وتحرري في الأقاليم العربية التابعة للسلطنة العثمانية، وفي سياق المسألتين “الشرقية واليهودية ” والنهضة العربية.

وقد حاولنا أن نرصد المفاهيم التي سادت في حقل التداول العربي ولاسيما “النهضة العربية، اتفاقية سايكس بيكو، الغرب والصهيونيا ” مع التركيز على إعادة النظر في البراديغما التي هيمنت على الزمن العربي في علاقته بالراهن الأممي ولاسيما الغربي. كما حاولنا أن نجيب عن بعض الأسئلة من قبيل: لماذا بقيت النخب العربية أسيرة نظرتها اللاتاريخية للتاريخ؟ ولماذا فشلت في بناء خطاب فكري وسياسي متناغم مع مبادئ العقل ومنطق التاريخ؟ ولماذا انهارت أغلب التجارب السياسية العربية، وإنهارت معها دولها جزئيا أو كليا؟ ولماذا تأسس الخطاب العربي، باستثناء الخليج، على معاداة الغرب؟ وما هو مآل الأزمة الخليجية؟ وما علاقة مشروع الشرق الأوسط الجديد بالمسألتين: الشرقية واليهودية؟

وقد خصصنا حيزا هاما لبلاد الشام ومصر زمن النهضة، وكيف آلت تلك التجارب النهضوية، وكيف انتكست النهضة؟ وما علاقة المسألة الشرقية بمشروع الشرق الأوسط الجديد؟ بل ماهو الشرق الأوسط الجديد، كيف، ولماذا؟ وما هو المآل المغاربي في ضوء هذه التحولات؟.

أترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *