اعتبر أبو بكر حركات، المختص في علم النفس والجنس، أن من شأن الحب وحده أن يخلق السعادة للإنسان، كما من شأن الجنس وحده أيضا أن يمنح الشعور نفسه، أو هما معا، والعكس صحيح، إذ يمكن أيضا أن يتسببا في التعاسة.
وأوضح حركات أن الحب إحساس جميل يدغدغ لدى الشخص مشاعر النشوة والفرحة ويمنحه إحساسا بالسعادة، لكنه لا يكتمل إلا إذا كان متبادلا، وإذا كانت ظروفه جيدة ولا تعترضه أي معيقات مثل أن يكون الحبيب بعيدا عن العين أو أن تكون العلاقة بين الحبيبين ليست محل رضا من الوالدين أو تواجهها ضغوطات الحياة. ويسترسل المختص في علم النفس والجنس شارحا: «الحب إذا كان من طرف واحد لا يمكن أن يجلب السعادة، إذ يجب أن يكون متبادلا، كما لا يمكن أن يكون مصدر سعادة إذا واجهته مشاكل من قبيل اعتراض البعض على علاقة حب تتوج بالزواج بين مسلم ويهودية مثلا أو بين فاسية وعروبي… الحب بقدر ما يمكن أن يخلق إحساس السعادة يمكن أن يكون مصدرا للمتاعب. ومثلما قال الإمام البوصيري فالحب يعترض اللذات في الألم».
أما بالنسبة إلى الجنس، فأكد حركات أن الشخص يمكن أن يعيش قصة حب جميلة، لكن عدم وجود إشباع أو تفاهم جنسي بين الشريكين بسبب خلل عند أحدهما، يجعل الإحساس بالسعادة مشوبا بإحساس بالنقص وعدم اكتمال نشوة الحب.
أما الجنس بدون حب، حسب حركات، فيمكن أن يخلق السعادة، على اعتبار أن علاقة جنسية متناغمة تعطيك إحساسا بالتألق، أما إذا لم يكن هناك تفاهم جنسي، فيعتبر الأمر مجرد تفريغ لطاقة جنسية مكبوتة دون إحساس بالسعادة.
«الجنس وحده يولد إحساسا بالسعادة عابرا، لكن حين ينشأ الحب في ظروف مثلى يكون الإحساس بالسعادة دائما ومستمرا. أما الحب والجنس مجتمعان فيخلقان قمة السعادة»، يقول حركات.