منوعات

إد سالم .. أيقونة التلفزيون الأمازيغي بالمغرب

عقارب الساعة كانت تشير إلى منتصف الليل إلا قليلا، بتوقيت جبال الأطلس الكبير. لم يعلم أحد أن أحشاء الطبيعة كانت تعتمل في أغوار الأرض، ليداهمها المخاض بغتة، فتلد لنا الفاجعة.. فاجعة أطلقنا عليها في ما بعد اسم “زلزال الحوز”.

في ذلك الوضع الرهيب، حيث لا صوت يعلو على صوت الولولة والنحيب، حتى أن كل مرضعة تذهل عما أرضعت، اختفى “فرسان” وسائل إعلامنا الوطني، ولاذوا بصمت أهل الرقيم، ما عدا إعلاميا واحدا. إعلامي رمم بمجهوده الجبار، ما لحق صورة إعلامنا الوطني من خدوش.

من وسط ظلام مدينة مراكش المكلومة، انبثق طيف الإعلامي بالقناة الأمازيغية “عبد النبي إد سالم”. امتشق آلة تصويره، وتمنطق بحزام متين من الواجب المهني، ليكون أول صحفي مغربي ينقل لنا بالبث الحي، كارثة سقوط صومعة جامع الفنا، وانهيار منازل المدينة القديمة، لينتقل بعدها إلى مستشفى محمد السادس الجامعي، وهو لا ينفك عن التواصل مع الضحايا

رغم تبعات الأرق، وزلازل الخوف التي تعبث بشغاف القلوب، غادر “إد سالم” نحو منطقة “أسني”، في عمق جبال الأطلس المفجوع. وهناك شرع في إعداد تغطيات مهنية عن مجهودات السلطات، وعن معاناة الساكنة وجراحاتها الغائرة. بلسانهم كان يحاورهم، وبه أيضا كان ينقل إلينا بالصوت والصورة، أوجاعهم، وكلومهم، وأمنياتهم الصغيرة، في لحظة الرزايا الكبيرة.

لم يكن هذا العمل الإعلامي الضاج بتجليات المهنية، بالأمر الغريب عن شخص، من طينة إد سالم. صحيح أن هذا الشاب المفعم بالجسارة، ينحدر من سلالة منسية في جبال قبائل آيت باعمران، لكنه رغم ذلك – وكما قال الروائي العالمي “محمد خير الدين” – يُصِرُّ دوما أن يحمل بين يديه نارها المتوهجة.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى