اقتصاد

أكادير : حي السلام يعاني في صمت…

المهدي أحجيب/
بعد سنوات طويلة من الصفاء و الهدوء ، وبعد فترات من الرقي والازدهار ،حي السلام يعاني في صمت في ظل المشاكل الصعبة التي يمر منها سواءاً اجتماعياً اواقتصاديا أو ثقافياً و حتى أمنياً .
ربورطاج “حقائق 24″يحط الرحال بحي السلام راصدا الوضعية المزرية التي يعيشها الساكنة في كافة المجالات، و كاشفا ابرز العراقيل التي يواجهونها، و معريا كذلك حقيقة تحول هذا الحي من حي أنيق الى حي لا يليق.
هو مجال نتحدث عنه مرات كثيرة، مجال لم ينصف ابناء حي السلام، انه المجال الاجتماعي الذي حطم الرقم القياسي في حجم المشاكل مقارنةً مع باقي المجالات، ذلك بوجود فئة شبابية حاملة لدبلومات عالية لكن نحس البطالة سار بجنبهم، اضف الى ذلك ان اغلب شباب الحي سلكوا طريق الخطر بممارساتهم لافعال غير أخلاقية من انحرافات و تدهورات ستؤدي إلى ما لا يحمد عقباه مستقبلاً متجاهلين المضرة بأمن وأمان الساكنة ذلك ان الاسباب مختلفة و الاتجاه موحد،و العجيب في الامر ان الفئة العمرية المستهدفة لا تتجاوز الثانية عشر سنة في غياب المراقبة الشخصية اما المراقبة العائلية في شخص #الام لم تعد كافية.
هذا و أغلب ساكنة الحي يعانون من الغرباء والذين يعتبرونهم السبب الحقيقي وراء التحول الذي طرأ على الحي منذ زمن ليس ببعيد ذلك بممارساتهم العشوائية المنافية والغير معتادة داخل أسوار الحي من تهميش وفساد ودعارة ومظاهر أخرى غير محسوبة على ابناء المنطقة وانما آتية من غرباء سواء
كانوا محسوبين على الجيران من الاحياء المجاورة لهم او من الطلبة الراغبين في اتمام الدراسة بمدينة اكادير لطالما ظلوا يحاولون تشويه سمعة ومكانة حي السلام أمام تألق وازدهار الاحياء الاخرى.
وأمام النمو الديمغرافي الذي يعرفه الحي في السنوات الماضية ،ظل مشكل التجارة العشوائية العنوان الابرز بالخط الاحمر الغليظ لما له من سلبيات كثيرة على الساكنة امنيا و بيئياً ذلك أن اغلب التجار يشتكون من البيع العشوائي او ما يطلق عليه “الفراشة” والذين استحوذوا على أغلب المواقع الاستراتيجية و احتكروا المناطق الاساسية في البيع سواءاً تعلق الامر بشارع اقامات (جيت سكن) او قرب المساجد او امام المدارس التعليمية، كلها اماكن أستخذمت من طرف بائعين متجولين هدفهم الوحيد كسب لقمة عيشهم امام ظروفهم المعيشية الصعبة الا ان هذا جعل ساكنة الحي تتخذ قرار الرفض تحت ذرائع وحجج مقنعة كان اولى الاسباب امني ،حيث أن أغلب البائعين المتجولين يدخلون في صراعات دموية تنتهي بأحدهم الى الموت و قد جاء هذا على لسان أحد الساكنة : “حنا مغديش نكروا دكشي لي كيوفروا لينا صحاب الفراشة و بثمن رخيص ولكن راه حنا ديما مخلوعين على ولادنا حيتاش مكيدوزش شي نهار بلا مضاربة وهادشي خاص الجماعة المحلية تتدخل و تشوف لهاد الناس شي حل ولا شي بلاصة فين يعمروا.. )
وبعيداً عن أفواه الساكنة ،ننتقل الى أصحاب المحلات والذين كانوا و مازالو أولى المتضررين من البائعين المتجولين حيث صرح أحد التجار بما يلي و بشهادات مقنعة رد على “الفراشة ” قائلاً: “الا كانوا صحاب الفراشة الهدف ديالهم هوا يطلعوا النهار ديالهم راه حنا كنخلصوا الكراء و الضو و الماء و فلوس الضريبة …..و فالاخير غير باش نخدموا مع واحد ولاجوج ديال الكليان و هادشي بزاف… ‘”
وتتمة لذلك ،فقد ساند أحد ساكنة الحي التجار و عارض أصحاب “الفراشة ” حيث كشف عن مدى تاثيرهم على المحيط الاجتماعي للحي و خاصة أصحاب الخضر والفواكه الذين بعرباتهم التقليدية أفسدواا طرقات
و شوارع الحي لما تخلفه بهائم العربات من الفضلات الملوثة للبيئة أرضاً و جوًا.. اضف الى ذلك الازبال و البقايا التي تظل العائق الأكبر رغم مجهودات الجمعيات و الساكنة لمواجهة ذلك.
هكذا تضاربت التصريحات حول التجارة العشوائية التي أمست تهدد أمن و سلامة الحي و أفقدت حلاوته وتحولت اجواء الحي من الهدوء والصمت الى صداعات فظيعة.
كل هذا وذاك أفصح عن المعاناة التي يعيشها الساكنة في غياب تام لمسؤولية المحلية.
و عندما نتحدث عن الأحياء الأنيقة فإننا نتحدث عن المساحات الخضراء, نتحدث عن المجالات الفسيحة,نتحدث عن المرافق الصحية, نتحدث عن دور الأحياء, عن الجمعيات,عن الملاعب, عن الحدائق, عن الفضاءات الترفيهية, كل هذا وذاك غاب في حي السلام رغم حضوره, و أبسط الأمثلة “ملعب حي السلام” الذي لا يتوفر على الإمكانيات الكافية و الشروط اللازمة ليصبح ملعبا تزاول داخله مختلف الرياضات ..مازال يعيش التهميش و الإقصاء.. و مازالت أرضية ملعبه غير معشوشبة و مستودعاته مخربة اضافة إلى أنه أصبح ملجأ المنحرفين و مسكن المتشردين… ولتوضيح ذلك صرح أحد الطلبة بما يلي: “بالنسبة لعائق تم اهماله في ذاك الحي الأنيق فهو عائق بصبغة رياضية،حيث أن _ أمثال ذاك الحي ومازال فيه ملعب ذو تربة هشة وحفر،وكذلك مكان استراحة اللاعبين المتخلى عنه حتى وصل إلى حالة يرثى لها_فهو شيء لا يقبله المنطق…لذا وجب الإشارة إليه بشتى الأصابيع و إيصال الأصوات إلى آذان المسؤولين والمهتمين #البسطاء بذاك الموقع حتى يحل المشكل..”
هكذا اذن تعالت اصوات الساكنة بين ضرب المسؤولية و غيابها و بين شوق لعودة الحي لعاداته القديمة من هدوء و صفاء وتألق دائم في زمن أصبحت فيه سمعة الناس مرتبطة بسمعة حيه و مسقط رأسه.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى