سياسة

ماء العينين لمرشح “البيجيدي” : هنا أكادير وليس غزة عودوا الى المنافسة الشريفة و اوقفوا إقحام الدين في الحملة”

ع اللطيف بركة

دعا مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لجزئيات الخامس من اكتوبر، سيدي علي ماء العينين، في تدوينة فايسبوكية نشرها يوم أمس الخميس، ينبه من خلالها مرشح حزب العدالة والتنمية، بعدم استعمال الرموز الدينية في حملته الانتخابية، مذكرا اياه بقوله : ” أنا لست ممن يتصيد الهفوات لكسب تنافس بإلغاء مقاعد بالطعون ؛ لكن من غير المعقول أن تقبلوا على انفسكم التجول بشوارع المدينة في إطار الدعاية لمرشحكم بسيارة مزينة بصور المرشح و تطلقون أناشيد دينية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم و اناشيد التكبير : الله اكبر .

 


فيما إطلاق نشيد حزبكم شيء مقبول”
واضاف مرشح حزب الوردة ، في تدوينته بقوله ” هنا أكادير و ليست غزة !!
منافسوكم مسلمون ولسنا أعداء الدين .
عودوا الى المنافسة الشريفة و اوقفوا إقحام الدين في الحملة”.


الوضعية بحسب عدد من آراء مهتمين بالشان الحزبي ، تسير في اتجاه اتهام حزب ال ” بيجيدي” بمزاوجة “العمل الدعوي” أو “الرسالي” من جهة والسياسة أي التدبير من جهة ثانية، وهذه المزاوجة في علم السياسة تعني الخلط بين الدين كمشترك للمغاربة وغير المغاربة والعمل الحزبي كممارسة دنيوية.

 

 

وتعتبر حركة التوحيد والإصلاح الإطار التنظيمي الذي يشتغل في المجال التأطيري الدعوي، باعتبارها الوعاء الانتخابي للمشروع السياسي لحزب العدالة والتنمية، مما دفع في اتجاه الخلط في الكثير من المحطات ولعل آخرها المواقف التي عبروا عنها أعضاء الحركة وقياديين وغير قياديين في حزب العدالة والتنمية، تجاه ما حدث اثر واقعة اعتقال الشرطة القضائية لقيادي وقيادية في حركة التوحيد والإصلاح وهم متلبسان في ممارسة الجنس داخل سيارة .

 

اذا كان حزب العدالة والتنمية يدعي الاستقلالية التنظيمية والسياسية عن حركة التوحيد والإصلاح، فان واقع الممارسة السياسية والتجربة الميدانية، تؤكد بالملموس الاندماج العضوي للبنيات التنظيمية للحركة في المشروع السياسي لحزب العدالة والتنمية، وهذا ما يعتبر إحدى الإعاقات التي تحول دون تملك الحزب لرؤية واضحة للعمل السياسي كممارسة مدنية، وتورطه الدائم في معارك تسائل مفهومه للسياسة وللعمل المؤسساتي والديمقراطية.

فعلى الرغم من أن البيجيدي يدعي انه قام بمراجعات نظرية وفكرية أفضت إلى تبني المفاهيم الحديثة في الخطاب مثل الديمقراطية والقبول بالآخر، والتعددية الحزبية والتداول على السلطة والتبني النهائي للعمل المدني المؤسساتي، إلا أن العديد من المحطات، سمحت بالكشف عن الورطة الايديولوجية التي يتخبط فيها الحزب من خلال عدم قدرته على إعطاء مواقف إزاء بعض القضايا والأحداث التي تقع بين الحين والاخر .

واقعة جزئيات أكادير ، تكشف أن الارتباط الإيديولوجي والسياسي بين حزب البيجيدي و حركته الدعوية “ينطوي عليه جملة من المخاطر المهددة للكيان الجامع”،في كونه “يضرب مبدأ تكافؤ الفرص بين الأحزاب في استعمال آليات الاشتغال وأدوات الاستقطاب” اعتبارا أن ” البيجيدي” يستعمل الدين على خلاف الأحزاب السياسية الأخرى التي تستعمل طرقا عقلانية في التفكير والتنظيم والتدبير والتعبئة، وهي كلها تنتمي إلى حقل السياسة في إنتاج الأفكار والبرامج والتصورات والسياسات”.

وقد سبق لقياديين سياسيين بالمغرب قد نبهوا إلى خطر “وجود هذا النوع من الحركات الدعوية – السياسية قد يشجع باقي التيارات السياسية على سلك الطريق نفسه و البحث عن أقصر و أسرع الطرق للتأثير في الناس والوصول إلى السلطة بطرق متطرفة و لاعقلانية، إثنية كانت أم طائفية أم جهوية أم مذهبية ” مؤكدين أن ذلك قد ” يعرض المجال السياسي للاختراق بكل أنواع التجاذبات الطائفية، وهي الفرصة التي لطالما تنتظرها بعض القوى الخارجية من أجل إشعال فتيل حرب الطوائف.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى